يبدو ان قراءة الكتب لا تساعدنا على تحمل وجودنا ، كما قال غوستاف فلوربير ذات مرة ، فحسب بل انها في الحقيقة تطيل هذا الوجود بعد ان وجدت دراسة جديدة ان الذين يقرأون الكتب 30 دقيقة في اليوم يعيشون أطول من الذين لا يقرأون. ودرس الباحثون انماط القراءة عند 3635 شخصاً في سن الخمسين أو أكثر ليكتشفوا ان قراء الكتب يعيشون نحو سنتين أطول من الذين لا يقرأون. وقام الباحثون بتقسيم افراد العينة الى مجموعة من الذين يقرأون 3.5 ساعة أو اكثر في الاسبوع ومجموعة من الذين يقرأون الى حد 3.5 ساعة في الاسبوع ومجموعة ثالثة ممن لا يقرأون بالمرة مع اخذ عوامل مثل الجنس والعرق ومستوى التعليم بنظر الاعتبار.&
واكتشف الباحثون بعد متابعة افراد المجموعة لمدة 12 عاماً ان احتمالات الوفاة بين الذين يقرأون اكثر من 3.5 ساعة في الاسبوع تقل بنسبة 23 في المئة بالمقارنة مع الذين لا يقرأون في حين ان احتمالات الوفاة بين الذين يقرأون الى حد 3.5 ساعة في الاسبوع تقل بنسبة 17 في المئة. وعموما توفي خلال سنوات المتابعة 33 في المئة من الذين لا يقرأون الكتب بالمقارنة مع 27 في المئة من قراء الكتب ، كما قال الباحثون الذين اجروا الدراسة في جامعة ييل الاميركية. &
وتربط الدراسة إطالة العمر بقراءة الكتب تحديدا وليس المطبوعات الدورية مثل الصحف والمجلات. ونقلت صحيفة الغارديان عن آفني بافيشي عضو فريق الباحثين الذين اجروا الدراسة انهم وجدوا "ان قراءة الكتب تقدم فائدة أكبر من قراءة الصحف أو المجلات". &واضاف ان من المرجح ان يكون السبب هو "ان الكتب تتفاعل أكثر مع عقل القارئ وبذلك تقدم فائدة معرفية أكبر ولهذا السبب تطيل العمر". &
وأوضح الباحثون ان قراءة الكتب ترتبط بعمليتين معرفيتين يمكن ان تحققا للقارئ "أفضلية للبقاء". &فأولا ، ان قراءة الكتب تطلق عملية "استغراق بطيئة في القراءة العميقة" ، أو تفاعل معرفي "يحدث عندما يقيم القارئ علاقات مع اجزاء اخرى من المادة ويجد تطبيقات منها على العالم الخارجي ويطرح اسئلة عن المضمون المقدَّم له". &ويمكن للتفاعل المعرفي ان يفسر السبب في تحسن خزين المفردات ومهارات التعليل والتركيز والتفكير النقدي من خلال قراءة الكتب ، كما يقول الباحثون. &وثانيا ، "ان الكتب يمكن ان تنمّي مشاعر العطف والادراك الاجتماعي والذكاء العاطفي ، وهي عمليات معرفية يمكن ان تؤدي الى البقاء فترة أطول". ورغم ان افراد العينة التي درسها الباحثون لم يحددوا الأجناس الأدبية للكتب التي يقرأونها فان الدراسة وجدت ان غالبيتهم يقرأون الروايات ، مشيرة الى استطلاع المؤسسة الوطنية الاميركية للفنون عام 2009 الذي وجد ان 87 في المئة من قراء الكتب يختارون الرواية. &
ودعا الباحثون الى مزيد من الدراسات لاكتشاف فوائد صحية أخرى من قراءة الكتب الى جانب إطالة العمر وما إذا كانت مثل هذه الفوائد تتحقق من قراءة الكتب الالكترونية أو السمعية التي من المرجح ان تُقرأ بطريقة غير طريقة الجلوس أو الاستلقاء ، وما إذا كانت للكتب غير الروائية فوائد تختلف عن فوائد الكتب الروائية. وقال الباحثون ان بذل جهود لتوجيه الاهتمام من التلفزيون الى قراءة الكتب يمكن ان يسفر عن نتائج ايجابية من حيث إطالة العمر للسكان عموماً. &كما اشار الباحثون الى ان افراد العينة يمضون في قراءة الدوريات وقتاً أطول من قراءة الكتب واقترحوا التحول الى قراءة الكتب "لأن أفضلية قراءة الكتب أكبر بكثير في للعيش سنوات أطول". وخلص الباحثون الى ان فوائد قراءة الكتب تشمل إطالة العمر الذي تُقرأ فيه" وقالوا "ان قوة النتائج التي خرجنا به تشير الى ان قراءة الكتب قد لا تقدم افكاراً وشخصيات مثيرة للاهتمام فحسب بل ويمكن ان تعطي سنوات أطول للقراءة". &
&