رعد عبد الباقي ، فنان عراقي مولود في الديوانية عام 1955 .&درس في معهد الفنون الجميلة وتخرج في السنة الدراسية 1975- 1976.&سافر الى ايطاليا عام 1977 واقام فيها ثلاث سنوات ، درس خلالها الفن في بيروجيا وفلورنسا ولم يكمل تلك الدراسة بسبب قسوة الظروف التي عاشها هناك ..&انتقل الى استراليا عام 1981 ويقيم في احدى مدنها النائية في عزلة شبه تامة داخل مزرعة بصحبة كلبه الوحيد .
&
تأثر رعد في مرحلة دراسته الاولى في معهد الفنون الجميلة ببغداد بالفكر الوجودي ، وانعكس هذا التاثير على عمله الفني وشخصيته الانسانية التي شابتها سمات العدمية والشعور بالعبث ، وقد تعزز هذا الشعور لديه في بلد غطته العتمة وخنق انفاسه نظام حكم الحزب الواحد.
فرانس كافكا وروايته ( المحاكمة ) وشخصية ( غريغور سامسا ) في اقصوصة ( التحول ) ومحامو الرسام الفرنسي دوميية ورسوم تولوز لوتريك اضفت على اعماله طابعا ميزه عن اقرانه في تلك المرحلة.
كان رعد ايام دراسته للفن يتواجد في اروقة وباحات معهد الفنون الجميلة مرتديا ملابس ونظارات سوداء وغالبا ما كان يوصف ب ( المعقد ) من قبل زملائه .
دخل رعد بعد ان رحل الى المنفى الطويل في مؤثرات جديدة ، صنع من خلالها اسلوبا لا يكاد يمت بصلة الى ماضيه الاسلوبي ايام دراسته في معهد الفنون الجميلة ببغداد ، ففي محيطه الجديد سيكتسب مهارات ادائية وتقنيات تمنح لاعماله سحنة اخرى : تقاليد الرسم الالماني التعبيري كجماعة ( الفارس الازرق ) مثالا ، وتيار التعبيرية الجديدة الالمانية والايطالية ، مضيفا اليها بعض ملامح تيار التجريدية التعبيرية الامريكية ، لكنه سيبقى على عراقيته المتجذرة في وجدانه من خلال مفرداته ومواضيعه العديدة في اعماله .
لم ينل رعد ولحد الان اي فرصة حقيقة للظهور على الساحة التشكيلية العراقية ، لم يقم معارضا في العراق ، ولم يكتب عنه احد من نقادنا ، لم يعرف اعماله احد سوى المقربون منه ، رعد انسان عصامي ويحب العزلة ، متمكن كفنان وعميق جدا في مواضيعة ، حرفي من الدرجة الاولى ، ومالك لناصية ادواته ، مفرداته بليغة ومؤثرة في النفس ، الانسان فيها يخضع الى تحولات شكلانية مستمرة ، مشاهد اعماله تتراكم على بعضها وتتقاطع لتنتظم في حشود لا تحدها حدود ، وغالبا ماستبدو اعماله بالنسبة للعين غير المتمرسة والذوق التقليدي المندرس خشنة وغليظة ، وهو امر معتاد بسبب توقف الذائقة عند عدد كبير من جمهورنا عند نهايات النصف الثاني من القرن العشرين المنصرم .