&& &


حتّام عليّ أن أغربلَ سنوات العمر المرعبة !
كم عليّ ان أزيلَ شعارات التحريض التي ألصقْـتُـها ليلا
في الشوارع وأعمدة الأبنية&
حالما ألمحُ الشرطة السريّة تترقبني
أفلتُ الى الأزقة الخلفية وأنثـرُها عبَـثا&
خوفا من خنزيرٍ درَكيّ يقبض عليّ متلبسا
كم عليّ ان أقيء أوراق محاضر الاجتماع الشفّـافة&
يوم أمسكني من أسميناه الجرذ الأبيض !!
وهو يعلم يقينا اني ابتلعتُـها&
عازمٌ على شطب الخطوط الحمر التي صبغتُـها على الجدران البارزة&
شارةُ المنجلِ المعقوف بأسنانه الحادة&
كثيرا ما حزّت رقبتي
المطرقةُ النازلة على رأسي طرقاً&
&سنواتي الضائعة الملتصقة مع الشعارات
خُطوتي المرتعبة &البلهاء العاثرة بلا هدى&
الدروبُ التي توّهتْـني وابتلعتني بالتوائها&
العاهرةُ التي سحبتْـني من قميصي البائد
فتمزّقَ بيديها الجسورتين&
أدخلتْني حجرتَـها &بغمضة عين
لئلا أكون ظَهرا عاريا بأيدي الجلاّدين&
متى يتعين عليّ أن أفْجُـرَ بطهارتي المصطنعة ...
أمام من أحبتْـني بجنون ؟ !
وهبتْـني أنوثتها ملكا يمينا ولم أعبثْ بطهري الغبيّ&
هي رفيقتي الأسمى والأوفى العائمة بشوقي
تجدفُ في عيوني ، تتلمس وجهي الشهيّ وهو يصطنع الخجل&
تعرِّيني وأنا الصخرة الصمّاء
يا لَـلحظات التي شلّت شهيتي العارمة !!
كيف رميتِـني في مستنقع الاستحياء !!
أنا العاهرُ الداعرُ ؛ ابنُ الجنيّة&
وريثُ الجرأة ، معدنُ الاشتهاء&
أرجفُ هلعا أمام بُكارة رفيقتي ، غانيتي العذراء
*******
أرثي موتك أيتها السنواتُ الحادّة الشفرات
كيف غدوتِ مكلومةً عمياء ؟؟
أنّى لها ان تُخمدَ ذلك اللهيب الطائش نشرا !!
يمتدّ بي طولا وعرضا مثل غابة مشتعلة&
مَن قضمَ فاكهة الجمر وسرق سَلّتها ؟؟
تلك أطيابي وغذائي السائغ المترع بالفتوّة وميعة الصّبا
كفرا بأبجدية الكهولة التي أحرقتني&
صيّرتُ جمراتي رمادا بخسا&
خمدتُ لهيبي العارم شبحا اسود الطلعة&
سخاماً عالقا بجثّة سيخيٍّ ميّت احترق توّا&
فلْـتَـنْـقرضْ أيها العمرُ الهرم&
دونك المقابر فاسعَ إليها راكضا ركضتك الاخيرة
كن كالصقر مستجمعا بقايا قواك المنهكة&
ترقى بها الى الأعالي ، ترتطمُ في قِـمَّـتك الأولى&
تضمّك الى جِوارِها ميتا سعيدا &
حاملا حبيبتك الى موكب العزاء الأخير&
عروسَين في قبرٍ واحد&
&
&