كانت الدنيا سحابًا شاحبًا
والليلُ عين الذئبِ
ترقبُ ما تبقى في الخريطةِ
والخريطةُ إصبعان بلا يدٍ
والبحرُ زفرةُ مهرةٍ غابتْ
هذي النجومُ أصابعٌ سقطت من الفردوسِ&
في سهو الطبيعةِ&
والقرى وشمٌ ويبحث عن ذراعٍ
سوف تولد رغبة خضراءُ&
جائعة لحلم ما&
وأنت على اليمينِ
ترقع التاريخَ بالثوراتِ&
والميناءُ يبحرُ باتجاه مراكب الموتى&
ولا شطئانَ ترعى الموج&
قل لي - بربك – أيها الجنديُّ
" ما فعلت يداك "
وأنت عرابُ المصائرِ
فيلسوفٌ أنهكته الحربُ
وحدك في البلادِ
وحين تشتاق الزيارةَ&
تخلع الأعضاءَ&
تُجلسها
وتبدأُ في حوار السيف
أهلي وأهلك أيها الجنديُّ&
شمس لا تغيبُ
وشمعدان لا يذوبُ
أنا وأنت أشعةٌ قد نلتقي&
في شرفة مهجورةٍ&
أو تحت سلمة مكسرةٍ&
لا ليس يجمعنا سوى ليل المتاحفِ
وحده التاريخ كلبٌ
سوف يحرسنا&
ويفقس في الزوايا كذبةً&
ليعيش
الساعةُ الآن انتظار دائمٌ
وهرانُ واقفةٌ على رمحينِ
نائمةٌ على طرف السحابِ
شهيقها غيمٌ&
وغضبتها مطر
الشارعُ الممتدُّ من رأسي إلى وهرانَ
تملأه الضحايا
والمسافةُ بين حنجرتين
ناي ثم موالٌ
وناس لا تغني
والمسافةُ بين شفتين&
أكوابٌ تجرحها الشفاهُ
وقهوةٌ مسكوبةٌ&
وأنت يالجنديُّ
رأسكَ غابةٌ&
والشَّعرُ شوكٌ
ثم خوذتك التي تسع الجميعَ
هنا يداك إلهتا حربٍ
وبينهما المشيئةُ ترتدي ثوب الملاكِ
تجيد فعل القدرة الصماءِ
في صمت الطبيعة
الليلُ في وهرانَ
أجسادٌ معلقةٌ ولا صلبانُ
أغنيةٌ ومنفى&
أيها الجنديُّ&
كونك فكرةٌ حمقاءُ&
شاةٌ ضلت المرعى
وذهنك ثعلبٌ
أخذ الطريقَ بخطوتينِ
طوى الخريطةَ بين فكيهِ
انثنى قوسًا ليختبر التخفي
عن عيون الجندِ&
والجندُ أعينهم بنادقهم&
تماثيلٌ تسير إلى الوراءِ
تملُّ فعل الصمتِ&
تبحث عن طريقٍ
والطريقُ بعيدةٌ
وقريبةٌ " قرب الغناء من الحناجرِ "
أيها الجنديُّ&
تحت أظافري وطنٌ وأحلامٌ
وأكياسٌ من الغرقى
تفحُّ مراكبًا وشواطئًا
كفاي جيشُ أصابعٍ
ودمي عناقيدٌ من الأحفادِ
لي رئتانِ&
واحدةٌ لفعل الحربِ
والأخرى معلطةٌ
&تنام على حديد ساخنٍ
لي سرةٌ قبرٌ يبخُّ عقاربًا
ملأت حذاءَ الوقت&
الساعةُ الآن اشتعالٌ
والهواء محركٌ
وأصابعي وقفت على بابِ الخريطةِ&
واللسانُ سحابةٌ مطّرَت دخانًا
" فاصدع بما تؤمر "
&
القاهرة&
7/ 2016
&