قطة نحيفة رشيقة &يافعة.&
كأنها فتاة حسناء ناضجة.&
بشعر أبيض ناعم يراقصه &النسيم، يلمع تحت الشمس كنثار من غيوم.
&في عنقها قلادة؛ تنتهي تحت ذقنها الجميل بربطة على شكل فراشة.&
هي طيبة كيسة جدا.
أعرفها لكثرة ما مررت بها على هذا الطريق.
&تخرج كل يوم بمثل هذا الوقت، تجلس على هذه الصخرة تتأمل البحر،
إنها تخرج لتفكر !
&ليس فرارا من البيت وصاحبتها العجوز التي تنثر من الصباح إلى المساء ذكرياتها على حجارة الجدران، وعشب الحديقة الأصفر!
&وتنسى أن تضع في طبقها شيئاً،
غير هذه الذكريات التي تحسها القطة بطعم اللحم المجفف!&
ذكريات مالحة جدا تارة، فاهية تارة أخرى؛ كأنها من صنع طباخ أعمى!
تصيب القطة بعسر الهضم.&
القطة تخرج، بالمشي تساعد المعدة على هضم الذكريات، ولتفكر.
كثير من المارة يقفون أمامها،وهي على الصخرة المطلة على البحر، الموج يكاد يصفعها، والرذاذ يتحول في عينيها العسليتين إلى دموع!&
المارة يغادرونها؛ بين مستلطف مبتسم، ومشفق!&
لا يخطر ببالهم أبدا عجوز تطعم ذكرياتها لقطتها!
كلما حدقت بها أجدها تفكر.
&أتفكر أن تبقى وفية لهذه العجوز؛ كثيرة النشيج، العصبية أيضا؟&
بالهرب مع أول هر يطلب يدها، أم تبقى مع العجوز؛ تواسيها حيث لا تنفع المواساة؟ &
& مؤمنة هي أم ملحدة؟
بدينها وطائفتها وقوميتها؟
أنها عنصرية، أم رحبة القلب؟
في أي بلد هي؟ في أي &كوكب من هذا الكون الشاسع؟
&بحقوق الحيوان والإنسان والنبات؟
&قطار الزواج قد فاتها، وعليها أن تلحق به بالطائرة؟&
&تشتغل بالسياسة؟ &أم تنفق عمرها القصير بما هو أفضل: اللعب في سيرك، &مداعبة الأطفال في الحدائق، بيع وريقات كشف الحظ على الرصيف؟ &
&لا رصيد لها في البنك، وإن عليها أن تعمل أو تسرق أو تنهب؟&
أتفكر القطة بكل هذا؟ &أم بالعجوز فقط، كيف تشفيها من هذه الذكريات اللعينة!
لا أدري! &فقط أعرف؛&
إنها جميلة جدا، حزينة بعض الشيء، وتفكر، فهي ستعود بعد ساعات إلى البيت وقلبها يخفق بقوة، أن تجد العجوز ميتة، مختنقة بالذكريات!&
فهي تحبها كثيرا، وتبكي معها أحيانا آخر الليل!
وهي مرة أخرى جميلة جدا.&
حتى إنني كلما أعطيت مواعيدي فإنني يجب أن أحسب حسابها!&
ساعتان لتلافي التأخير!
لا مناص من ذلك، فالقطة بجمال يجعل صخرتها تعلو وتعلوا فوق الماء الهائج حتى لتغدوا عرشا لملكة على البر والبحر !
هي حزينة يصعب المرور بها سريعا.&
مهما أصطخب البحر القريب، وهاجت أمواجه، وهدد بالمد والجزر!
&