إفتتح يوم الإثنين الماضي، 16 يناير/ كانون الثاني 2017، في العاصمة الإسبانية مدريد معرضاً فنياً جماعياً، إستذكاراً لمرور 100 عام على مذبحة الأرمن، والذي يستمر حتى 2 فبراير/ شباط 2017
كانت أرمينيا قد شهدت في عام 2015 مراسم الإحتفال بالذكرى المئوية للإبادة الجماعية للأرمن، والتي إرتكبت في حق أكثر من مليون ونصف المليون من الأرمن، ولكن هناك أشياء لا يمكن أن تنسى أبداً حتى بعد الذكرى السنوية. ومن هذاالمنطلق إفتتح معرض "أرمينيا: إبادة جماعية وترحيل"، الذي يهدف إلى الإستمرار في إستذكار مأساة شعب عانى من القساوة البربرية، من دون أن يمنح التأريخ حقه بما فيه الكفاية، مما دفع مجموعة الفنانين المشاركين في هذا المعرض للمساهمة في الترويج لمأساةٍ ينبغي ألا تتكرر أبداً.
والمعرض الجماعي الذي تمّ إفتتاحه في بحر الإسبوع الحالي في كلية الفنون الجميلة بجامعة كومبلوتنسي بمدريد تحت عنوان "أرمينيا: إبادة جماعية وترحيل"، شارك فيه نخبة من الفنانين المبدعين من خلال أعمالهم التشكيلية تضامناً مع ضحايا المذبحة الجماعية التي إرتكبتها الدولة العثمانية ضدّ الشعب الأرمني.
وتعرف مذابح الأرمن، التي قامت مجموعة الفنانين المشاركين في هذا المعرض بتجسيد مآسيها وبشاعتها في لوحاتٍ تشكيلية معبّرة، بإسم المحرقة الارمنية والمذبحة الارمنية أو الجريمة الكبرى، وتشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك عبر المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري، وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين. ويقدّر الباحثين ان أعداد الضحايا الأرمن في هذه المذبحة تتراوح ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة.
ويوضّح أنتونيو إيلورزا، أستاذ العلوم السياسية، تماماً معنى "الإبادة الجماعية"، قائلاً أنه مصطلح يشار به إلى القمع الذي عانى منه الأرمن على يد العثمانيين، كما أنه أكثر تحديداً من تعبير " جرائم ضدّ الإنسانية"، والذي يعني "إجراءات أو أحداث محددة وتراكمية، بينما تشمل الإبادة الجماعية عملية تدمير منهجية، على نطاقٍ واسع، ضدّ أمة أو عرق أو دين. وتتطلب دافع ورغبة من أجل القضاء على من يعاني منها.
وتعدّ هذه النخبة من الفنانين، البالغ عددهم ستة، من أبرز الوجوه التشكيلية المعروفة في الوسط الفني، والتي تعرض أعمالها الفنية من دون أن تنتظر شيئاً مقابل ذلك على الإطلاق، أو تطمع في حاجة معينة، سوى التعاطف والتضامن مع مجتمع بشري، سليل واحدة من أقدم الثقافات في العالم، وهم: سييلو دونيس، المكسيك (الصلاة الأكثر قُدُما، 2014)، وروفينو دي مينغو، إسبانيا (عمل بدون عنوان)، وبيدرو مونسيرّات، إسبانيا (مهجور، 1996)، وغوستافو بار فالينسويلا، إسرائيل (دودوك سركيس، 2014)، وكارمن باغيس، إسبانيا (ثلاثية)، وفرانسيسكو غوميز خاريلو، إسبانيا (في ذكراه، 2016). &

&