& شارك 70 نحاتا عراقيا في المعرض السنوي للنحت العراقي الذي نظمته جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، على قاعتها في المنصور وسط بغداد، بحضور واسع للتشكيليين العراقيين.
&
& &وجاءت الاعمال النحتية لتمنح القاعة ،على وسعها ،جمالا واضحا ، وقد انتشرت المنحوتات على اختلاف احجامها على المساحات التي تتيح للمشاهد فسحة من التأمل والتعرف على موضوعة العمل النحتي ، وكانت اغلب الاعمال مما يثير الانتباه اليها لانها تميزت باسلوبها وبالموضوعات التي طرحتها ، ومن خلال ذلك يمكن القول ان النحت العراقي ما زال يواصل تجدده وتألقه باسماء نحاتيه الكبار والشباب منهم الذين يسيرون على الطريق ذاتها على الرغم من الاهمال الذي يشكو منه الفنانون خاصة ان الاعمال النحتية مكلفة، وكان التميز في المعرض هو مشاركة العديد من الفنانات النحاتات لتأكيد حضورهن في المشهد التشكيلي .
&لكن المعرض اعاد لمّ شمل النحاتين بشكل خاص والفنانين التشكيليين بشكل عام فضلا عن حضور النقاد والاعلاميين وكان محطة مميزة من محطات جمعية الفنانين التشكليين التي تحرص على اقامة المعرض النحتي مرة كل سنتين .
&
نجاح رغم الاهمال
&فقد اعرب الفنان قاسم السبتي رئيس جمعية الفنون التشكيلية عن رضاه عن على الرغم من الاهمال الذي يواجهه الفنان العراقي، وقال : المعرض جاء مميزاً من حيث الكم والنوع، وتنوع الأعمال التي ظهرت بأسلوب طرح مميز من الممكن أن يرتقي لمصافّ الدول المتقدمة .واضاف : يعد هذا المعرض من المعارض المهمة على الساحة الفنية حيث تقام دورته كل عامين على قاعة الجمعية الكبرى ، والجمعية تفتخر بهذا العدد من النحاتين والنحاتات&وتابع : على الرغم& من الإهمال الذي يواجهه الفن التشكيلي العراقي،إلا أن الجمعية مستمرة في إقامة المعارض والندوات النخبوية والمميزة، فجمعية الفنانين التشكيليين على العكس تماما من باقي مؤسسات الفن التشكيلي في العراق ، فهي لا تقدم معارض عبثية بل انها تحرص دائما على النوع في ما تقدمه لان في ذلك عافية للنحت العراقي .

تداخل في الاجيال
اما الفنان الدكتور محمد الكناني، وقال : يمثل هذا المعرض استكمالا لسلسة التجارب النحتية التي قدمت حضورها داخل الحراك الجمالي والفني والتقني للنحت المعاصر في العراق ، تجارب وأعمال. فيها كسر للنسق السائد في مسيرة النحت في العراق. تنوع في التجارب وتغاير في التقنيات وتفرد في الاساليب ، فيه تداخل في الأجيال& ووتلاقح& مفاهيمي لتجارب متنوعة في طرائق عرضها واليات اشتغالها، لكن هذا لايمنع وجود بعض التجارب والأعمال التي لاترقى لمستوى الحدث الجمالي لهذا الكرنفال.& واضاف : هذا المعرض على رغم من التنوع الذي تميز به وحضور بعض التجارب الشبابية التي تؤشر على صحة ومسيرة النحت المعاصر في العراق، الا انه دون مستوى الطموح في& بيان أحقية وحقيقة مستوى النحت العراقي& في محيطه العربي والاقليمي، فضلا عن مستوى وطرائقه لم تخدم كثير من الاعمال النحتية وغيبت حضورها،& لكن تبقى جمعية التشكيلين وما قدمته في هذا المعرض. من اهم أن لم تكن الاهم. في الرعاية والمحافظة على ان تبنى وترسخ حضور الفن وبشكل فاعل في الحياة الاجتماعي.
&
قيمة فنية&
&من جانبه قال الفنان مصطفى كريم علوان : المعرض ذو قيمة فنية عالية وذلك لمشاركة نخبة من اهم الفنانين النحاتين العراقيين ،ويعتبر هذا المعرض الذي تقيمه جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين من اهم المعارض الفنية لفن النحت في العراق.
واضاف: قدم الفنانين اعمالا على خامات متنوعة وقياسات مختلفة، فيما كانت المواضيع متنوعة ايضا واغلب الاعمال تحمل طابع مابعد الحداثة .
&
سؤال للمتلقي
& & فيما قال الفنان عقل خريف:& الاعمال المشاركة في معرض هذا العام مميزة جداً وذات جودة تمنحها القدرة على المنافسة دولياً وبجدارة عالية .
&واضاف: شاركت في هذا المعرض بعمل نحتي يمثل طاولة رومانسية لعاشقين توضع على ارض لاتفصلهما عن أي شيء ، وفيه أقدم تساؤلاً للمتلقي& وهو: لمصلحة من هذا التقسيم ومن هو الذي يقدم خرائط أراضينا بطبق جاهز لأصحاب هذا المشروع .
&
موضوعات تجريبية
&الى ذلك ابدى الناقد التشكيلي جواد الزيدي اعجابه بمعرض النحت ، وقال : الكثير من الاعمال التي عرضت في القاعة تفوقت على ذاتها في تقديم موضوعات تجريدية تلفت الانتباه اليها .
واضاف: امتاز المعرض باختلاف الافكار التي طرحتها الاعمال، والخروج عمّا اعتدناه من مناقشة مواضيع روتينية ورتيبة ، حيث تمكن الفنانون من مناقشة موضوعات ذات بعد مهم ثقافياً ومزجوا بين الواقع والفنتازيا في ما قدموه، إضافة إلى أهمية قدرتهم على التنويع بالخامات.