تمتعت بأواصر متينة مع المبدعين العراقيين ومنهم اهداني بعض ابداعاتهم

كان البعض يعتقد ان اسمي مستعاراً

المكاشفة باب يهدف الى ازالة كل ما من شأنه ان يغمط الحقائق

انا راضٍ عما قدمته من اعمال ابداعية&

تعرضت حياتي للخطر اكثر من مرة

الكتابة في السياسة محفوفة بالمخاطر حين يغرد الكاتب خارج السرب

&

استضافته.. إيمان البستاني

& & صحفي إختص بتاريخ العراق الحديث، أينما بحثت عن شخصيات العراق المؤثرة تجده قد سبقك اليها، معارفه واصدقائه يفترشون المحيط ويزيد، واكب أحداث العراق بأزماته وانقلاباته، موسوعة بحد ذاته لحكايات وصور العراق، كاتب بدرجة مؤرخ لسير حياة كثير من العراقيين بأصنافهم المتنوعة، يحاور العسكري والسياسي والأديب والفنان والشاعر والممثل وكأنه زميل مهنتهم، ناقد ذو رأي حصيف وقلم سلس عذب له جرأة في الرأي وشجاعة في المواجهة، أنه باختصار ظاهرة في شخص.

&

ضيف إيلاف اليوم.. الاديب والكاتب الصحفي المعروف هاتف الثلج..

ولد في تكريت 9/8/1952 مارس العمل الصحفي والاعلامي والادبي منذ مطلع سبعينيات القرن المنصرم اشهر اعمدته الصحفية (مكاشفة). اضافة إلى يوميات الثورة ونوافد الجمهورية وله ابواب ثابتة في مجلات افاق عربية والاقلام والموقف الثقافي، عمل في المسرح اعد وقدم للتلفاز برنامج (مواقف وشخصيات) واسهم في البرنامج الثقافي، واعد وقدم للإذاعة برنامجين (مرايا متقابلة) و(كلمة حق) العام 1991 – 1992.

كتب قصصا للأطفال وقصصا قصيرة والعديد من الدراسات والمقالات الادبية والسياسية والنقد الادبي واجرى العديد من الحوارات مع رواد الادب والفكر والفن والثقافة العراقيين والعرب والاجانب، نشرت في الصحف والمجلات العراقية والعربية.

كما شغل المناصب الاتية.

المرافق الصحفي الخاص لرئيس الجمهورية العام 1991.

المستشار الصحفي والاعلامي لوزير الداخلية العام 1992.

رئيس تحرير جريدة الاتحاد الاسبوعية العام 1998.

مدير العلاقات والاعلام في اتحاد الصناعات العراقي.

مؤسس واول رئيس تحرير جريدة الوطن اليومية العام 2003.

مؤسس واول رئيس تحرير جريدة السياسي الاسبوعية العام 2004.

عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.

عضو الاتحاد الدولي للصحفيين.

عضو اتحاد الصحفيين العرب.

عضو نقابة الصحفيين العراقيين.

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة النبراس 2006 – 2013.

عضو الهيئة الاستشارية لمحافظة صلاح الدين العام 1991.

عضو لجنة تسمية الشوارع والساحات في أمانة بغداد العام 1991.

صدرت عدة قرارات رئاسية تجاوزت (17 قراراً) حول ما ورد في بعض مكاشفاته ابرزها: تعديل قانون الايجار، اكتشاف القير البابلي، ردم نافورة نصب الحرية وغيرها.

كتب عنه وعن ابداعه العديد من المفكرين والادباء العراقيين مشيدين بجهوده. واصفين إياه بالجرأة والشجاعة والمشاكسة والنزاهة والموضوعية وقول كلمة الحق.

خاض العديد من المعارك الادبية والصحفية… بل، ومع العديد من المسؤولين الفاسدين وخرج منها منتصراً.

كتب العديد من المقالات مذكراً بالمبدعين الرواد والمنسيين… بل، واصدر عن بعضهم كتباً وطبع مؤلفاتهم.

كتب صدرت له

1–رحلة الابداع، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1997.

2–خشب ومخمل ومسرحيات اخرى، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1997.

3–قصائد ومقالات، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1999.

4–المكاشفات، الجزء الأول، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2000.

5–مع شاغل الارض، مركز الدراسات، وزارة الاعلام، بغداد، 2000.

6– ما وراء الافق، مركز الدراسات، وزارة الاعلام، بغداد، 2000.

7–الاعمال القصصية الكاملة، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2001.

8–الترجمة في الصحافة المحلية، بيت الحكمة، بغداد، 2001.

9–ضجة في الزقاق، رواية، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2001.

10– المكاشفات، الجزء الثاني، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2002.

11– المكاشفات، الجزء الثالث، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2002.

12– وجوه، سير حياة مبدعين عراقيين، مكتبة المجلة، الدار البيضاء، بيروت، 2015.

13– حردان التكريتي، قائد… إغتيل غدراً، دار سطور، بغداد، 2017.

14– مولود مخلص، سيرة مجاهد، مرحلة خطيرة من تاريخ العرب الحديث، دار سطور، بغداد 2017.

15– عدة كتب اخرى جاهزة للطبع.

&

تلتقيه أيلاف اليوم لتسليط الضوء على سيرته الابداعية وتقييم حركة الصحافة العراقية هذه الايام، فأهلاً وسهلاً به ضيفاً عزيزاً.

&

* لم أخترها *

مهنة المتاعب أو السلطة الرابعة..&لماذا إخترتها ؟

- لم اخترها حدث ذلك صدفة، إذ كنت في بداية شبابي أحلم ان اصبح طياراً، بعدها قررت ان اكون ممثلاً ومثلت ادوار البطولة في عدة مسرحيات في مرحلة الدراسة الابتدائية والثانوية ومن ثم اصبحت عضواً في فرقة مسرح 14 تموز وفرقة مسرح اليوم في بغداد وعملت لمدة اربع سنوات، اما القراءة والكتابة فقد اولعت بها منذ الصغر في الصف الرابع الابتدائي كنت افضل تلميذ يكتب الانشاء وكنت اكتب الرسائل الى الاصدقاء وكانت مثار اعجاب المعلم والتلاميذ حتى ان بعضهم اعتقد اني انقل ذلك من بعض الكتب كنت أقرأ بنهم وان صادفت قصاصة ورق مرمية على الارض التقطها وأقراها ثم ارميها.

اكتشفت بعد ذلك ان الكتابة قدري فأخذت اكتب قصصاً للأطفال وقصصاً قصيرة ونقداً أدبياً.

عقدت العزم على توسيع وتعميق ثقافتي كنت اقرأ لمدة ثماني ساعات يومياً موزعة على اوقات الفجر وبعد الظهيرة وليلاً.

اخذت اقرأ مختلف الكتب السياسية والفلسفية والادبية والفنية كي اكون مثقفاً موسوعياً واكتب في شتى المجالات، فوجدت ان الصحافة بشقيها الثقافية والعامة تلبي طموحي.

دخلت ميدان الصحافة وبرز اسمي بسرعة ومن الطريف ان البعض كان يعتقد انه اسم مستعار، ومن حسن حظي ان اسمي ولقبي المأخوذ من اسم جدنا الاكبر السيد الشيخ الثلج.. لا يمكن نسيانه بسرعة.

كنت اجري الحوارات الادبية والفنية والسياسية وتنشر في الصفحات الثقافية في الصحف العراقية والعربية بصفحة كاملة. واكتب التحقيقات والاستطلاعات والعمود الصحفي. وكما تعلمين فأن الاعلام يأكل من جرف الثقافة، لذلك انقطعت عن كتابة القصة، ولكني واصلت كتابة النقد الادبي اضافة الى الصحافة. فالصحافة وكذلك العمل السياسي استهلكتني وابعدتني عن مشاريع أدبية منها كتابة الرواية على الرغم من اني كتبت اكثر من فصل ولكني لم اكملها.

المهم أنا راضٍ عما قدمته في هذه المجالات التي نالت استحسان النقاد واعجاب القراء.

&

* ينأى بنفسه *

واكبت أحداث وانقلابات مرت على البلاد، كيف يحصن الصحفي نفسه من تلاطم أمواج السياسة ؟&هل كانت حياتك في خطر في فترة من الفترات ؟

- مر العراق بأحداث مأساوية، بدءاً من انقلاب 14 تموز 1958 مروراً بانقلاب 8 شباط 1963 وانقلاب 17 تموز 1968. وجميعها انقلابات عسكرية دموية، أضف الى ذلك انه خاض عدة حروب منها حرب الشمال وحرب تشرين 1973 والحرب مع ايران 1980 وغزو الكويت 1990 وحرب الخليج 1991 والحصار القاسي وأخرها الاحتلال وسقوط النظام عام 2003.

&

أقول لك ان مأساة العراق الكبرى بدأت عند القضاء على العهد الملكي الزاهر ولو اجري استفتاء للشعب العراقي لطالبوا بإعادة الملكية كان كل شيء في ذلك العهد مستقراً ومحترماً هل تعلمين ان العراق كان يصدر الرز الى اميركا ومكتفياً من حيث المحاصيل الزراعية اضف الى العديد من الانجازات التي لا يتسع المجال لذكرها وان فيصل الاول ونوري السعيد هما افضل من حكما العراق حتى الان.

الصحفي الذكي من ينأى بنفسه بعيداً عن تأثير السلطة والاحزاب الحاكمة. على الرغم من انه كمواطن لا بد ان يتأثر بتلك الاحداث.. المبدع يجب ان يكون مستقلاً وحراً، هذا لا يعني انه لا يعتنق فلسفة معينة، الا ان الانتماء الحزبي سيعيقه ويحد من حريته.

&نعم، كانت حياتي في خطر في اكثر من مرحلة من مراحل حياتي،بدءاً من انتمائي الى الحزب الشيوعي العراقي واتحاد الشبيبة الديمقراطي مروراً بمشاركتي في الحرب العراقية – الايرانية ايام خدمتي العسكرية. وكذلك كتاباتي التي أزعجت النظام السابق وانتهاءً بمرحلة الاحتلال عام 2003 اذ تلقيت عدة تهديدات بالقتل من جهات متطرفة. واخرى ارهابية وعدة منشورات تدعو لقتلي أخرها ما نشرته عصابات داعش القذرة بعد احتلال مدينتي تكريت.

لكني صمدت ولم اغادر بغداد، ولم افكر بالهجرة علماً& اني حصلت على لجوء سياسي وليس انساني ولكني رفضت ذلك مثلما رفض اولادي الصحفيين الثلاث مغادرة البلاد.

انا اعشق بغداد التي استقريت فيها منذ العام 1970 وفي منطقة الاعظمية تحديداً. كيف ابتعد عنها وانا كل يوم اقطع المسافة ما بين الاعظمية وشارع المتنبي سيراً على الاقدام& وبعد ذلك اواصل السير في شارع الرشيد ثم ابي نؤاس وصولاً الى الكرادة الشرقية التي احبها أيضاً، هذه احب مناطق بغداد الى قلبي.

&

* لكل مجال نكهته *

هل تجد نفسك في العمل الصحفي ام التلفازي أم تميل للتأليف ؟

- لكل مجال من هذه المجالات نكهته الخاصة.. اهتماماتي عديدة وقد تدرجت في المجال الادبي من كتابة القصة القصيرة وقصص الاطفال حتى النقد الادبي.

وفي المجال الصحفي من كتابة الخبر والتحقيق والاستطلاع والعمود الصحفي واجراء الحوارات مع الرواد. وكتبت المقال السياسي والتحليل الاستراتيجي واسست وترأست عدة صحف يومية واسبوعية.

وفي المجال الاعلامي اعددت وقدمت العديد من البرامج الاذاعية والتلفازية. وأخيراً تفرغت لتأليف الكتب المختلفة. هذا لا يعني اني لا اكتب مقالاً صحفياً وانشره في بعض الصحف والمجلات الا ان وضع الصحافة العراقية الان مزري، الطارئين كثر هل تعلمين ان عدد الصحفيين المنتمين لنقابة الصحفيين تجاوز ( 25 الف ) !!

واصبح اقتحام الوسط الصحفي لكل من هب ودب.. بل، الانكى والاغرب انهم يعدون الرواد ( اكسباير ) فاحتراماً لأسمي الذي حفرته في رخامة الابداع في أظافري انسحبت من هذه الفوضى.

على الرغم من ان طاقتي وامكانياتي لم تنضب، وكان البعض يصفني بأني اشكل لوحدي دائرة اعلام كاملة.

تلقيت عدة عروض من جهات مختلفة كي اؤسس لهم جريدة وفضائية ومركز دراسات استراتيجية، لكني اعتذرت لأنها لا تتماشى وقناعاتي. واعددت دراسة لأنشاء مؤسسة اعلامية متكاملة تضم مركز دراسات استراتيجية وجريدة يومية ومجلة اسبوعية واخرى شهرية فكرية، وفضائية. واطلع عليها البعض وعرضوا العمل معهم وسألتهم عن مصدر الدعم وحين لم يجيبوا بوضوح وصدق اعتذرت.

&

* عدة مصادر *

عند محاورتك للشخصيات او تأليفك لكتاب عنها وكتابة سيرة حياة عن المبدعين، ماهي مصادرك المعرفية التي تستند اليها ؟

- منذ البدايات الاولى شدتني كتب السيرة والمذكرات وكذلك الحوارات مع المبدعين. حين أشرع في تأليف كتاب عن شخصية مهمة أبحث في جوانب عديدة من سيرته واجمع المعلومات والتقي بأشخاص عاصروه او زاملوه ولا ادع مصدراً يخصه ألا واطلعت عليه. كتابة السيرة مهمة عسيرة وتتطلب الدقة والموضوعية، طبعاً تسعفني ثقافتي وعلاقاتي المتشعبة بالأخرين، واذا كان الشخص المراد الكتابة عنه حياً التقيه واوجه له عدة اسئلة.

أما الحوارات فقبل ان التقي المبدع اقرأ جميع كتبه وما كتب عنه ان كان اديباً وان كان فناناً فاطلع على اعماله الفنية وما كتب عنها.

وهناك طريقتان للحوار منها الحوار المباشر والذي افضله لأنه يتيح لي أن اتداخل معه. ومنها تقديم الاسئلة اذ ان بعضهم يفضل الاسئلة المكتوبة ويجيب عليها كتابة ايضاً، وبعد استلامها وقراءتها استنبط منها اسئلة جديدة واعود اليه ثانية.

" من الواقع "

كيف تحكي لنا عن تجربتك القصصية العامة منها والخاصة للأطفال ؟

- كانت الرواية والقصة من بين جميع الفنون الادبية التي أوليتها اهتماماً استثنائياً، وكتبت في البداية قصصاً للأطفال ونشرت عدداً منها، وكانت افلام الكارتون الروسية المخصصة للأطفال ذات فائدة كبيرة للأطفال، وقرأت مؤلفات المربي الروسي الكبير مكارنكو اضافة الى ما كان يكتبه الاديب المصري الكيلاني والمجلات العربية المتخصصة بأدب الاطفال. وأنا احب الاطفال كثيراً لذلك كنت امضي بعض الوقت معهم. هذا ما يخص قصص الاطفال، اما القصص القصيرة فكتبت عدداً لا بأس به ونشرت بعضها في الصحف كنت وما زلت معجباً، بديستويفسكي وبوشكين وتشيخوف وهمنغواي وماركيز ونجيب محفوظ ويوسف ادريس وحنا ومينا وعبد الملك نوري وقرأت مؤلفاتهم من الغلاف الى الغلاف، اضافة الى ادباء اخرين. كنت متأثراً بالواقعية الاشتراكية لذلك كنت استمد اغلب افكار قصصي من الواقع ومن بعض التجارب التي خضتها.

" قدمت الكثير "

ماذا قدمت للقارئ في سلسلة مكاشفاتك ؟ هل الكتابة في السياسة محفوفة دائماً بالمخاطر ؟

- أود ان اقدم تعريفاً للمكاشفة. انها ذات عنوان غير تقليدي، فهو تصادمياً في واقعيته. والمكاشفة تعود الى ( كشَفَ كشفهِ كشفاً وكاشفِهُ ) الشيء وعن الشيء : أظهره ورفع عنه ما يواريه او يغطيه. كشَف عن الأمر : أكرهه على كشفه.& & & ( كاشفهُ ) بكذا : أطلعه عليه وأظهره له.

والمكاشفة استعمال عام في الاعلام المحلي الدراج على معنى المواجهة بالحقائق. ان المكاشفة نقيض المجاملة والمخاتلة والمراوغة وما شابه ذلك. والمكاشفة عمود ثابت اذ هو عنوان مركزي ومن بعده تأتي العنوانات الفرعية في كل عمود مكاشفة. وقد الزمت نفسي بالمواجهة الصادقة عبر مكاشفاتي، لأني اريد احداث تغيير ما في العلاقات العامة، الفردية والمجتمعية.

فالمكاشفة باب يهدف الى ازالة كل ما من شأنه ان يغمط الحقائق بدواع مختلفة.. كالخوف غير المبرر والمجاملة بمعانيها المختلفة والافتراضات التي لا اساس لها من الواقع والخرافات المترسبة من أوقات ماضية. المكاشفة تكون مباشرة وتحدد الاشياء وتسميها ان اقتضى الامر، وتعطي لكل خد طينته وتضع الاعتبار الاكبر في مفرداتها لآراء ومواقف وهموم القراء.

كان رؤساء التحرير لا يجرؤون على نشر تلك المكاشفات ولكني بعد ان اختارني صدام لأكون المرافق الصحفي الخاص لهُ. استثمرت منصبي لأكتب وانشر اجرأ المكاشفات وتسببت مكاشفاتي بتكريم المجدين من المسؤولين والمبدعين ومعاقبة المقصرين وطردهم والوثائق تتحدث عن ذلك.

قبل تلك المكاشفات كنت انشر بعض الاعمدة في مختلف الصحف. لكن المكاشفة ولدت في جريدة الجمهورية وانتقلت الى جريدة القادسية واستقرت في جريدة الثورة حتى الاحتلال، وسبب تنقلها لأن رؤساء التحرير لم يحتملوها اذ عريت بعضهم في عقر داره لسلوكه السيء. وكانت تردني كل يوم رسائل من المواطنين من شرائح مختلفة. بل، ومن بعض المسؤولين تشيد بتلك المكاشفات ويعرض بعضهم مشاكلهم ومعاناتهم فكنت اكتب عن تلك المشاكل أيضاً، حتى ان احد المسؤولين الكبار صرح ذات يوم:

- محظوظ من يكتب عنه الاستاذ هاتف الثلج في مكاشفاته ويشيد به واضاف ولكن بعضنا يترقب اليوم الذي سيهجم علينا بمكاشفاته.

أما عن الشطر الثاني من السؤال.. نعم، الكتابة في السياسة تكون محفوفة بالمخاطر إذا كان الكاتب الجريء يغرد خارج السرب.

&

" أغضبت صدام "

شغلت منصب المرافق الصحفي الخاص

لرئيس الجمهورية عام 1991، وأعفيت

من منصبك جراء كتابة مقال عن رجال

الماضي في عمودك ( مكاشفة ) بعنوان

( منح الرجال العظام معالم المدن ) بيضّت

فيه صفحة العهد الملكي مما أغضب الرئيس

عليك.. كيف تروي تلك الواقعة ؟

- كتبت عن ذلك بالتفصيل في كتابي ( الفردوس الحزين ) الذي سيصدر مستقبلاً.. وسألخص الحديث الان عن تلك الواقعة.. صدام هو من اختارني للعمل معه فهو ابن مدينتي.. بل، محلتي وافراد عائلته وابناء عمومته اصدقاء وجار لنا وزملاء دراسة. وكان والدي قد درسهم في ثانوية تكريت.

كنت الوحيد غير البعثي الذي عمل في القصر الجمهوري، إذ كنت شيوعياً سابقاً. بعد ان حازت مكاشفاتي على شهرة واسعة وصدرت عدة قرارات رئاسية حول بعضها.. بل، ان صدام نفسه أمر بتنفيذ العديد من المقترحات والمطالبات التي تضمنتها. حاولت استثمار ذلك وكتبت مكاشفتي تلك وطالبت بنصب تماثيل لبعض السياسيين والادباء والفنانين والقادة من مختلف القوميات والطوائف واطلاق اسمائهم على شوارع وساحات بغداد.. بل، وتغيير اسم شارع الكفاح واطلاق اسم الملك غازي عليه كما كان سابقاً وتغيير اسم شارع النضال لما لحقه من سمعة سيئة. وكان من أبرز من تحدثت عنه وطالبت له بتمثال وان يطلق اسمه على احد الشوارع والساحات عمنا الكبير مولود مخلص.

ولم أذكر اسم صدام في تلك المكاشفة، فأغضبه ذلك. وتحدث مع سكرتيره عبد حول ذلك من اني اكتب عن مولود مخلص عميل الانكليز واريد تغيير مفاهيم الكفاح والنضال هكذا فهمها !! فكان صدام كريماً معي إذ لم يأمر بإعدامي او سجني كما اقترح عليه صديقي القديم اللدود عبد حميد سكرتيره.. بل، إكتفى أن أمر عبد ان يخبرني في اية وزارة ارغب العمل فيها. فطلبت إحالتي على التقاعد. وهذا ما حدث. لكن بعد ذلك انهالت العقوبات، طاردني عدي ومنعني من النشر أربع سنوات ولاحقني عبد ومنعني من العمل في اية مؤسسة... بل، وغمطوا حقوقي.

" كنت محظوظاً "

ماذا تتذكر من لقاءات العمالقة في الأدب والفن والسياسة ؟

- تمتعت بأواصر متينة مع المبدعين العراقيين روائيين وشعراء وفنانين، وشدتهم إليَّ صداقات وثيقة كان من ثمارها ان خصوني بإهداء بعض مؤلفاتهم إليَّ.

كنت محظوظاً إذ عاصرت الرواد في كافة المجالات.. بل، اصبحوا اصدقاء لي وتواصلت معهم حتى رحيلهم، كانوا يرتاحون لي ويطمئنون وينتقدون بعض سلبيات السلطة وارتبطت معهم بعلاقة صداقة متينة ويستقبلوني في بيوتهم ونتبادل الزيارات.. ومنهم من اودع لديّ رسائل ووثائق ومخطوطات.. بل، بعضهم من كتب عني انطباعات وقصائد ومقالات هي محط اعتزازي وسأنشرها ضمن كتاب كبير يضم حواراتي والرسائل المتبادلة وامور اخرى.

منهم القاص الرائد عبد الملك نوري والشاعر الرائد عبد الوهاب البياتي وعالم الاجتماع د. علي الوردي والناقد الرائد د. علي جواد الطاهر والقاص موسى كريدي والمفكر واثق الديني والاديب محمد مبارك والصحفي الرائد سجاد الغازي وآخرين.

وكتبت عنهم وقمت بطبع اعمال بعضهم.. وحصلت على تكريم لهم.

&

" عدة كتب "

ما جديد هاتف الثلج، هل إختزلت نشاطاتك هذه الأيام في التأليف ؟

- كتبي المطبوعة (14) والجاهزة للطبع والتي انجزتها مؤخراً (17) كتاباً.. منها : (حوارات ومثاقفة ) وعناوين فرعية المشهد القصصي والشعري والفني بسبعة اجزاء تتضمن حوارات مع رواد الفكر والادب العراقيين والعرب والاجانب.. وقراءة في كتاب قديم وحديث ومجموعة مقالات نقدية واستطلاعات وتجربتي في العمل مع صدام مرافقاً صحفياً بعنوان ( الفردوس الحزين ) و ( من بيت القش الى وكر العبور ) يروي سيرة صدام منذ ولادته حتى اعدامه. وفيها من الاسرار مالم يطلع عليها أحد ووقائع وحقائق.. اقول وبثقة كل ما كتب عن صدام لم يقدم صدام الحقيقي. الكتب التي صدرت في عهده لتمجيده مدفوعة الثمن والكتب التي صدرت بعد سقوط نظامه واعدامه لتشويهه ومدفوعة الثمن أيضاً.&

حين كتبت عنه كنت محايداً وموضوعياً وصادقاً، قدمته كما هو على حقيقته وكما أعرفه بسلبياته وإيجابياته ان وجدت، وساعدتني عدة ظروف على انجازها فنحن أبناء مدينة.. بل، ومحلة واحدة. وستحدث ضجيجاً واسعاً، وقد تريثت في نشرها على الرغم من ان جهات عدة عرضت علي نشرها وبمبالغ مغرية. وأعكف الان على كتابة سيرتي ومذكراتي.. وأكتب أحياناً مقالاً وأنشره في الصحف والمجلات.

&

" يرفدوه بكتاباتهم "

هل من كلمة لقراء موقع إيلاف ؟

- حين اخذت الصحافة الالكترونية بالانتشار اعتقد البعض ان عصر الصحافة الورقية قد انتهى الا اني خالفتهم الرأي وما زلت فالصحافة الورقية لها متعتها ولذتها. نعم، ان الصحافة الالكترونية اكثر انتشاراً.. واتمنى ان يحافظ هذا الموقع على موضعيته وصدقه، وسيواصل نجاحه واستقطابه للقراء والكتاب. مادام يضم الكفاءات الاعلامية. وادعو قراء هذا الموقع المهم ان يرفدوه بكتاباتهم مهما كانت بسيطة وان يقدموا المقترحات النافعة.

.
&