&

&
يقف تمثال المسيح لمايكل انجلو في كنيسة القديسة مريم سوبرا منيرفا في روما. ويرى كثير من النقاد ان هذه التحفة الفنية التي انجزها مايكل انجلو عام 1521 حين كان في السادسة والأربعين من العمر أروع في بعض الجوانب من تمثال النبي داود شاباً، رائعته الأخرى. فان تصوير بطل شاب أقرب الى المحارب بالاسلوب اليوناني القديم كما فعل مايكل انجلو عندما نحت داود شيء وتصوير المسيح عارياً كما خلقه ربه ليوضع داخل كنيسة، شيء آخر تماماً. ولكن من يزور التمثال في روما لن يرى المسيح بكامل عريه. إذ سُترت "عورة" المسيح التي نحتها مايكل انجلو ببرقع باروكي معدني غريب بعد وفاته. وما زال هذا البرقع المعدني يغطي الأعضاء التناسلية لتمثال المسيح حتى اليوم. فان ايمان مايكل انجلو بالكشف عن انسانية المسيح كاملة ما زال أكثر حداثة من ان تهضمه كنيسة القرن الحادي والعشرين.&
هناك نسخة أخرى لهذا التمثال الرائع أفلتت من البرقع. وهذه النسخة وصلت الى بريطانيا مؤخراً حيث أُعيرت الى الغاليري الوطني في لندن لتشارك في معرض "مايكل انجلو وسبستيانو" الذي يُفتتح في ابريل/نيسان المقبل. وجاءت هذه النسخة من دير سان فينتشينزو في باسانو رومانو حيث ظل التمثال مهملا لم ينتبه اليه أحد الى ان اكتُشف عام 1997 انه عمل مايكل انجلو المفقود. ورغم ان فنانين مجهولين اضافوا الرأس والوجه والقسم الأعظم من الصليب الذي يمسكه المسيح الى هذا العمل الناقص فان احداً لا يشك في تنسيبه الى مايكل انجلو. ويمكن تحسس قوة مخيلته ورهافة ازميله في سطح التمثال اللدن ومستوى ابداعه في وضعية المسيح البديعة وهيبته الداخلية.&
&نُقل هذا التمثال الرائع الذي يبلغ وزنه طناً كاملا بشاحنة من ايطاليا الى ساحة الطرف الأغر وسط لندن حيث سيُعرض في الغاليري الوطني. وقال غابريل فينالدي مدير الغاليري ان هناك عيباً داكناً في الرخام الأبيض يظهر على وجه المسيح وكأنه أثر جرح أُصيب به في مبارزة. وأكدت مصادر من القرن السادس عشر ان مايكل انجلو حين أُنيطت به مهمة نحت "المسيح المنبعث" في عام 1514 بدأ يشتغل على كتلة ضخمة من الرخام وكاد ان ينتهي من العمل قبل ان يكتشف العيب في الرخام. ويلاحظ فينالدي ان مايكل انجلو خطط لنحت التمثال من القدمين صعوداً الى الرأس وبالتالي فانه لم يكتشف العيب في الجزء العلوي من كتلة الرخام إلا بعد ان انتهى من نحت جسم المسيح. وفي سورة غضب ترك مايكل انجلو هذه النسخة وأتى بكتلة رخام جديدة نحت منها التمثال الذي ينتصب حتى اليوم في قلب روما. ونُسي تمثال محاولته الأولى الذي لم يُكمله وأُعيد الاشتغال عليه وانتهى به المطاف في دير حيث لم يره إلا قلة. وسينال هذا العمل الرائع الآن الاهتمام العالمي الذي يستحقه حين يُعرض في لندن.&
&