بغداد: نجح العراق بإيقاف بيع أحد الأعمال الفنية المهمة للفنان التشكيلي الرائد فائق حسن، ويحمل هذا العمل الفني عنوان (معركة ذات الصواري)، وأرادت إحدى الجهات بيعه من خلال مزاد كرستيز للمزادات العالمية في دبي.

وقررت دار "كريستيز" للمزادات سحب لوحة للفنان العراقي فائق حسين من مزادها المقرر إقامته في دبي (السبت) بعدما طالبت جهة عراقية رسمية بإعادتها إلى العراق باعتبار أنها "هربت" منه.

وأعرب رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين قاسم سبتي عن سروره بما تمخض عنه تحذيرها بيع هذه اللوحة كونها أحد الأعمال المسروقة وتم سرقتها في العام 1991 من النادي العسكري في بغداد ، وأشترتها إحدى المؤسسات الفنية في الأردن.

وقال: "الاسم الحقيقي للوحة هو (معركة ذات الصواري) وليس (معركة حطين) التي رسمها الفنان الراحل عطا صبري، وطالبنا مؤسسة (Christies) بسحب اللوحة من المزاد المزمع عقده في دبي وإعادتها إلى أصحابها الحقيقيين في العراق، وقد نجحت جهودنا في ذلك وتم إيقاف بيع اللوحة على أمل ان يتم استرجاعها بعد أن نقدم الأدلة على أنها لفنان عراقية وانها مسروقة.

وأضاف: لقد ابلغنا لجنة الثقافة في البرلمان العراقي بكتاب رسمي بالموضوع, اوضحنا فيه ابعاد وقياسات اللوحة وهي 170 سم x 227 سم, والتي تعد ارث تاريخيا للبلد.

وتابع: تقول (Christies) في الفهرست المرفق ان اللوحة من ضمن مجموعة خاصة ابتيعت مباشرة من الفنان وان المالك الحالي فلسطيني وحصل عليها من المالك السابق.

جهود خيرة 

وأصدرت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين بيانا بهذا الخصوص قالت فيه أن إدارة مزادات كرستيز عدلت عن بيع هذه اللوحة. 

 وجاء في البيان :في بادرة عراقية نبيلة تظافرت فيها جهود خيرة ، قررت دار كرستيز للمزادات سحب لوحة الفنان الراحل فائق حسن من مزادها المقرر إقامته في دبي السبت 18 اذار/ مارس 2017، جاء ذلك بعد أن طالبت جمعيتنا باستعادة العمل كونه مسروقا من النادي العسكري في بغداد عام 1991.

وكانت السيدة ميسون الدملوجي رئيس لجنة الثقافة والأعلام في مجلس النواب العراقي قد وجهت وبناء على توصية من جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين رسالتين الى الدار و وزارة الخارجية العراقية تطالب فيهما بوقف بيع اللوحة. 

وأضافت الجمعية في بينها :هنا نؤكد على دور المعماري العراقي المقيم في الأردن الذي خاطب إدارة المزاد لنفس الغرض أعلاه.

وختمت بالقول :مرة أخرى يبرهن الخيرين من العراقيين على وطنيتهم وحرصهم وتفانيهم على المحافظة على إرث العراق الثقافي والحضاري وإعادة البريق إلى وجه الوطن من خلال عودة كل ما هو مفقود، وما سرق ابان احداث عام 1991 وأحداث 2003 ، ليكون فخرا للأجيال القادمة. 
 سحب اللوحة 

 وقالت الكسندرا كندرمان مديرة قسم التواصل في الدار لوكالة فرانس برس: "نحن لا نعرض اعمالا فنية عندما يكون هناك خلاف حول ملكيتها".

واضافت في رد مكتوب عبر البريد الالكتروني "نتيجة لذلك، فان اللوحة المعنونة +صلاح الدين، معركة حطين+ والتي رسمها فائق حسين في 1968 سحبت من المزاد المقبل".

وكانت الدار أدرجت اللوحة في مزادها العلني في دبي بسعر يراوح بين 400 و500 الف دولار، كما اعلنت على موقعها.

وجاء قرار "كريستيز" بسحب اللوحة بعدما وجهت رئيسة لجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب العراقي ميسون الدملوجي رسالة الى الدار تطالب فيها بوقف بيع اللوحة ورسالة اخرى الى وزارة الخارجية للتدخل في المسالة.

وقالت الدملوجي لفرانس برس "نعتقد ان اللوحة تملكها الدولة العراقية وتم تهريبها. وبحسب خبراء وفنانين كانت اللوحة معروضة في نادي الضباط التابع لوزارة الدفاع".

واضافت "في المزاد يطالبون بدليل على الامر، لذلك طلبنا التاجيل (...) لحين توفير الدليل لهم".

وتابعت "لدينا شهود بان اللوحة كانت معروضة في نادي الضباط. قيمتها ليست مادية، لكنها جزء من الموروث العراقي الذي تم نهبه وجزء من هوية الشعب العراقي".

وتنظم دار "كريستيز" سنويا مزادا لبيع اللوحات الفنية والساعات.

 اعادة اللوحة

وكانت رئيس لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب ميسون الدملوجي قد طالبت باعادة لوحة (معركة ذات الصواري) للفنان العراقي الراحل فائق حسن المسروقة والمعروضة حاليا في مزاد بدولة الامارات العربية المتحدة.

ودعت الدملوجي في كتاب رسمي عاجل موجه من لجنة الثقافة والاعلام الى وزارة الخارجية بمفاتحة سفارة العراق وقنصليتها والتحرك لاعادة اللوحة المسروقة التي تعود ملكيتها الى نادي الضباط التابع لوزارة الدفاع والتي سرقت اثناء الاحداث التي رافقت احتلال العراق عام 2003, وتم تهريبها بطرق غير مشروعة, موضحة ان اللوحة موجودة حاليا بفرع دبي لمزاد (Christies ) الذي اعلن عبر موقعه الالكتروني انه سيعرضها للمزاد العلني يوم 18 من اذار الجاري.