يقدم بيتر مارشال في كتابه "كافرون ومؤمنون: تاريخ من الإصلاح الإنكليزي" رواية موثقة لما سمّي بانسلاخ الكنيسة الأنغليكانية عن الكنيسة الكاثوليكية في روما، مبينًا انقسام الإنكليز حول هذه المسألة.
 
إيلاف: في الذكري الـ500 لإصلاح مارتن لوثر، ينقل المؤلف بيتر مارشال في كتابه "كافرون ومؤمنون: تاريخ من الإصلاح الإنكليزي"Heretics and Believers: A History of the English Reformation" (المكون من 652 صفحة؛ منشورات جامعة يال، 30 جنيهًا إسترلينيًا؛ يصدر في أميركا في يونيو المقبل، 40 دولارًا) الحوادث الفترة ما بين إنهاء الكاثوليكية في إنجلترا وبدء الإصلاح بشكلٍ دقيق، مستعينًا بعددٍ من المصادر الأساسية، وبمعرفته الغنية والواسعة.
 
أدلة مقنعة
للطلاق بين الإنكليز وروما رواية أخرى
قدم مارشال في كتابه هذا أدلة مقنعة على أن الكاثوليكية صمدت مدة لا بأس بها خلال حكم إليزابيث، وتعدادًا واضحًا للخاسرين في القصة التي أوضحت تفاصيل فشل سيادة الملك هنري والوحدة الإليزابيثية التي لم تتحقق يومًا.
 
إلى ذلك، أورد مارشال رأييْن جدلييْن: الأول، إن الإنكليز لم يلتزموا التغير الديني، ففي حين لاقى هذا التغيير حماسة في المدن، فإنه واجه مقاومةً من كثيرمن سكان المناطق النائية والمتحفظة في شمال البلاد وغربها؛ والثاني، إنه على الرغم من أن بسط السيادة الملكية كان الهدف الأساس، فإن الدولة فقدت السيطرة مع إزدهار التعددية المسيحية، فتم التشكيك في "ملوكية" الملك في العديد من المواقف، ولا سيما حين أعاد بعضهم التفكير بمفهوم الملكية وحكومة الكنيسة، لتنتهي إنكلترا بدينٍ أقل توحدًا مما كان عليه في بداية القرن السادس عشر.
 
كنيسةٍ بلا بابا
تبدو القصة الأساس في الكتاب مألوفة، حيث أراد الملك هنري الثامن قطع العلاقات المالية والقانونية بالكنيسة الكاثوليكية لتحقيق السيادة الوطنية والزواج بمن يريدها، فكان حريصًا على إغلاق الأديرة التي كانت منافسة لسلطة الملك طوال ما يقارب 100 عام، إلا أنه لم يكن يومًا من مناصري الأفكار الجديدة والراديكالية.
 
تركت محاولات هنري إرضاء المعارضة إنكلترا في يد مجموعة غامضة وغير متماسكة من المبادئ لكنيسةٍ من دون بابا، بحسب مارشال. فتحت حكم أولاد هنري، إدوارد السادس وماري، أثار تطرف الدولة الغضب في الوسط الشعبي، وقام وزراء الأول بتدمير الوثنية في الكنيسة، بما في ذلك لوحات القديسين، وفضيات الكنيسة، واقترفوا المذابح.
 
فيما أعادت ماري السيادة إلى روما، وأطلقت حملة حرق الزنادقة الكفار. ولم ينجح ما عُرف بالمستوطنة الإليزابيثية، أي العودة إلى البروتستانتية، في وضع حد للموضوع، أو تثبيت إستقرار الأوضاع، إذ أراد أساقفة الملكة أن يذهبوا أبعد بأشواطٍ مما فعله الملك إدوارد السادس، ورغب بعضهم في حظر الأسقفية تمامًا، مستمدين الإلهام من جون كالفن في جنيف.
 
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "إيكونوميست". الأصل منشور على الرابط:
http://www.economist.com/news/books-and-arts/21721362-ending-catholicism-england-and-introducing-reformation-was-messy-and-conflicted