لوس أنجلوس: يستضيف متحف منطقة لوس انجلوس للفنون معرضًا كبيرًا يضم اعمالًا انجزها 42 فنانًا ذوي اصول لاتينية منذ عام 1957، وتمثل الأعمال المعروضة مدارس فنية تمتد من البوب الى الفن المفهومي، وغالبيتها تعود لفنانين معروفين. &

جمع منظمو المعرض اعمالًا متنوعة، من اللوحات والمنحوتات والصور الفوتوغرافية الى افلام الفيديو والتكوينات الفنية الكبيرة، كلها تتمحور حول موضوع واحد هو البيت، وينسجم المعرض مع تأثيرات المكان ممثلًا بستة بلدان اميركية لاتينية وفي الولايات المتحدة بالعديد من مناطق الشتات، لا سيما المأهولة بمهاجرين من المكسيك وبورتوريكو وكوبا، وما يقترن بها من حقائق الاقتلاع والتهجير.

عنوان المعرض "البيت .. هذا الاختلاف، هذه الجاذبية" يستوحي عمل كولاج انجزه الفنان الانكليزي ريتشارد هاملتون عام 1956 ويعتبره بعض المؤرخين اول نموذج أيقوني لفن البوب، وقد ساهمت مؤسسة غيتي في تمويل المعرض في اطار حملة هدفها تسليط الضوء على الفن اللاتيني والاميركي اللاتيني في جنوب كاليفورنيا. &

معروضات متميزة

واختار متحف لوس انجلوس عملا للفنان الكولومبي ميغيل انغيل روخاس يكتب عنوان لوحة هاملتون على جدار مع اقراص صغيرة محفورة من اوراق نبتة الكوكا التي يُنتج منها الكوكايين. &

ومن المعروضات المتميزة الأخرى اعمال للفنان المولود في الارجنتين ميغيل انغيل ريوس والثنائي الارجنتيني جوليانا لافيتي وميغيل مندانا والاميركية الكوبية ماريا الينا غونزاليز والثنائي البورتوريكي جنيفر الورا وغيليرمو غالزاديا اللذين يشاركان في العرض بفيلم فيديو، والتكوين الكبير للفنان المولود في بورتوريكو فيلادلفيان بيبون اوسوريو وعمل الاميركي الكوبي فيلكيس غونزاليز توريز.&

ويتسم بأهمية مركزية في مفهوم المعرض عمل مشهور للفنان النيويوركي الراحل غوردن ماتا كلارك نجل الرسام التشيلي روبرتو ماتا، وهو العمل الموسوم "التقسيم" (1974) مصوراً قطع منزل ذي طابقين في نيو جرسي بالمنشار الى نصفين من القمة الى القاعدة. ويزخر العمل باستعارات من كوارث منزلية تشمل الهجران والفراق والطلاق. &

الأشد تأثيرًا

اصغر الفنانين المشاركين في المعرض هو راميرو غوميز الذي يكاد ان يكون الأشد تأثيراً بعمله. فغوميز المولود في كاليفورنيا 1986 لأبوين مهاجرين مكسيكيين لا يحملان أي اوراق قانونية، عمل لفترة مربي اطفال يعيش في بيت رب العمل في غرب هوليود. &

ولا تمثل هذه الخبرة مادة موضوع المعرض فحسب، بل قوة لوحاته الصغيرة الإحدى عشرة التي رُسمت كلها في عام 2013 مصورة خدم بيوت ذوي اصول لاتينية في قصور منيفة. وتوحي الأعمال من الوهلة الأولى بأنها صور فوتوغرافية ولكنها في الحقيقة لوحات شفافة بالاكريليك على صفحات مأخوذة من مجلات فاخرة. &

ويتضافر الخيال مع الواقع لتوليد حقائق عن الحياة كما يعيشها ويتحسسها كثيرون يكدحون في بيوت عالم مجنون بالثراء الفاحش أو ربما لا يتحسسونها بسبب الخدر الناجم عن الارهاق. ويضع غوميز معرض "البيت" في اطار نظام اجتماعي بدأت فيه الانقسامات الطبقية، التي اخذت تصبح عميقة عمق الأودية السحيقة.

أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "مجلة نيويوركر".