&

1.

غنِّي لي فِي الفَجْرِ
وليكنْ غناؤكِ بَسمةً خالصةً
خمرًا مِن الغِبْطةِ
لا يمازجُها خَلُّ الحَرفِ
يتنفَّسُ فيها الربيعُ&
ويَتبسَّمُ اخضرارًا بهيًّا
يَدحرُ فيها العِشْقُ
جَحافلَ مَوتٍ عَضوض
ويَمحقُ شوكتَهُ البَاطِشةَ
بثُمالةٍ مِن أريجِ الحُلْمِ


2.

غنِّي لي فِي الضُّحى
وليكنْ غناؤكِ مَشفوهًا جليًّا
لتتوسدَّ الكمنجاتُ البَكماءُ
صاغرةً قبورَها المُتشابهاتِ
فبينَ شفتيكِ جمالٌ مُحْكَمٌ يَترنَّم
ووحيٌ يتساقطُ فتيتُ أنغامِهِ
لحنًا مُبينًا قُدسيًّا

3.

غنِّي لي فِي الغَسقِ
وليكنْ غناؤكِ بحورًا رحيبةً
مِن التأوهاتِ المُتأنية
فبينَ شفتيكِ ينسكبُ هديرٌ
مِن طوفانِ الرَّحمةِ
وعلى هُدًى مِن زَفَراتِك
تُعانقُ سفائنُ التَّحنانِ
سواحلَ رُوحي المَقروحة

4.

غنِّي لي في السَّحَرِ
وليكن غناؤكِ خفقانَ القلبِ الوالِه
فبينَ أضلاعِك أوتارٌ نَضِرةٌ
تتأملُ أنينَ خلودِها في أنفاسِك
وليسَ لها جسدٌ
يأوي رَجيفَها الجَامَحَ إلَّا نبضَكِ
&
الترجمةُ الهزيلةُ مُهداةٌ إلى روح: رهاف الأغا.. الأغنيةِ السَّماويَّةِ التي مِن فرطِ نعومتِها كانَ مَسُّ الحَناجرِ يُدمِيها؛ فاحتَجَبَتْ.. فما لنا مِن أغنياتٍ إثرَ احتجابِها إلا نعيقُ صمتٍ نَبصقُهُ وشقشقاتُ نُدوبٍ نتقيَّأُها وصَريفُ أسنانٍ مُخضَّبةٍ بدماءِ الشهداءِ تَمْضُغُ ظِلَّ كونٍ يُحتضر..
&