سُوْرُ البيت

سُورُ البيتِ خفيضٌ،

ها هيَ تخرُجُ حاسرةً عن فَخِذَيها ثوبَ النومِ النيليَّ،

وممسكةً قدحَ التفّاحِ وعُلبةَ واقي الشمسْ،

مدَّتْ قدميها في بِركةِ مَسبَحِها،

فتعرَّقَ نخلُ البيتِ،

دعْتني كي أرفعَ طُحْلُبَةً تطفو فوقَ الماءِ،

بحثْتُ عنِ المِصْفاةِ،

فكانَتْ عالقةً بينَ الغرسْ،

حرّكْتُ الأغصانَ فطاردَنا سِرْبُ النحلِ،

غطسْنا في المسبحِ ثُمَّ تراشقْنا ولَثِمْنا نفسَ الكأسْ،

مارسْنا الموتَ الأحمرَ،

أدخلْتُ البِنْصِرَ والوُسطى في كهفِ العسلِ البريِّ،

تحفّزَ شَعْرُ العانةِ فيها والحَلَماتُ،

هَصَرْتُ الرِّدْفينِ معاً،

ولساني يلعَقُ شِرْيانَ العُنُقِ النابضَ،

حتّى صرخَتْ: هيّا هيّا قشِّرْني يا هذا الفأسْ،


السُّرَّةُ

لم تقدِرْ أن ترفَعَ سَحَّابَ الفُستانِ الخلفيَّ فنادَتْني،

حاولْتُ بعنفٍ أن أرفعَهُ فتمزَّقَ،

مُعتذِراً جدّاً هرولْتُ،

لأجلِبَ فُسْتاناً آخرَ وبنفسِ الطولِ ونفسِ اللونْ،

ثُمَّ دخلْتُ عليها بعدَ دقائقَ،

عاريةً عاريةً وقفَتْ،

مُعطيةً إيايَ الظهرَ ومُلصِقةً نهدَيها في مرآةِ الحُجرةِ،

ألبِسْني قالَتْ وترفَّقْ بحقولِ القُطنْ،

ولأنّي أُخطئُ في الأرقامِ كثيراً،

كرَّرْتُ الأمرَ كثيراً: أُحصي الفَقَراتِ العُنُقيّةَ والصدريَّةَ والعجزيَّةَ بالسبّابةِ،

حتّى أغرِسَها – السبّابةَ أعني – في فَتَحاتِ الدُّهنْ،

لي غصنُ الزيتونِ الرَّطبُ يُمزِّقُ تِينتَها،

ويطوفُ على سُرَّتِها،

ما أندى سُرَّتَها،

سُرَّتُها مركزُ هذا الكونْ !
&