&

&
&
&
&
&

قبضةُ الرّيشِ المُعمّد بالدم
!!يُجلِّلها أبهة الرماد
لعلك الناجي الوحيد من مجزرة
لا تملك سوى ضحية متفردة
لاجئا&
بمسبحة فرارك المنفرطة
إلى شقوق طفولتنا
في غرابيل الضوء المشروخة
للنافذة
شاحذا بمهابةٍ
قمحةَ الفم الجائعة
على ألسنة فخاخنا المسنونة
مباشرا
تمارين النهار بلا شغف&
بفرشاة بطيئة
من الظلال الحزينة
تتسلّق جدارية الصباح
لعلك الرائي الوحيد لما لا يُرى
في كابوس طليق
لا يتوسد سوى مهبِّ جناحيك
وسادةً طائرة
مسارعا بإلقاء
الروزمانة في الريح
روزمانةِ نحولك المتناثرة
ليتساوى
في ناعورة الريش الصغيرة
حفيف الغد و الأمس
في تحرِّي موجة الفقدان المنتحرة
....................
....................
لم تكن يوما
من هوّاة تربية العصافير
في الأقفاص
لأنك آثرت تربية الأقفاص
في طيرانك المُراوح
بين جدران الغرف المتجاورة
عندما استحال وجود زنزانة منفردة
في سجن العائلة
....................
....................
يكفيك أن تلتقط على فطورنا
حنطةَ ضوءٍ تنجو بأعجوبة&
من ممسحة الصباح
منظِّفاً
بمنقارِ الألق حوافَّ المائدة
لتنتشر في حفيفِ الضوء
سريعا
ساحباً في الهُبوب الخفيف
الإطارَ المُستثار للنافذة المشرعة
بذهولٍ يستعجل تأثيث
الرُفوف الفارغة
في شجرة التدْويم&
الحائرة
....................
....................
الفراغاتُ أعشاشُك التي تُعمِّرها
بلوعةٍ مديدة تتمطّى في الصفير
السآمةُ كنيستُك المهجورة
برنينِ الأجراسِ التي تقرعها
مبوِّباً المواقيت وجعا
بصدًى يتردد بين الفصول
من مقصورةٍ إلى مقصورة
....................
....................
النهاراتُ تنضِّدُ الشموس
إطاراً إطاراً
في مستودعِ الخريفِ النجّار
لا يؤثّثُ من البيوت&
سوى نوافذِها المفتوحة
على هندسةِ الرياح
فيما تدور ملتاعاً
حول اسمٍ عاطفيّ أليف
يكنسُ الحدائق
على عتباتِ الخريف
يغلق الطوقَ على الريش&
في الفراغِ المسقوف
بحفيفِ الشجر&
منفِّذاً رقصةً لم تخطِّط لها
في ممرٍّ لا يُفضي إلى جهة
ضارعا
إلى ريحٍ تستريح
تحت أجنحتِك المهيضة
أن تسحبَ ستارة الدمع
العالقة في بركة المساء
....................
....................
سوف تطيل التجْوال
في حدائقكَ الأقفاص
مغلِقا
على الظلال الأسيرة
فخاخَ الريش
و عيونُ وحشتك تطل
بكثيرٍ من الانكسار
من شكّة دبّوس
على حربٍ تستعرض
ألسنتها الفاحشة المتلمّظة
من وراء القضبان
....................
....................
ربما لا نعرف أكثر من ذهولك
ربما لا تعرف أكثر من ذهولنا
عن حرب
تنبت شقائق حرائقها
بإزاء شجرة التوت
التي تأْويك
مضيئةً أعشاش الطفولة
غير أنّك لن تستطيع أن تأمن
الأرض المتعطّشة
على سيقانٍ نحيلة تلطخت&
بدمٍ طازج
دائراً بلوعةٍ ممطوطة
تكسر خزفَ المساء الهش
مزهريةً مزهرية&
في الخفقانِ المذْعور للجناح
قبل اللُجوء إلى الورقة المديدة
من الشجرة الخضراء
محتمياً من أرقِ الرصاص
لتصحيفِ تعريفٍ للحرب
في رأسك الأشْيب المشوَّش
نوماً أزرقاً
مليئاً بالقطط المتوحشة
عميقا
تفتح رواق الموّاء الجائع
مرْيَشَةً للعصافير الآمنة
....................
....................
بإزاءِ الحرب&
التي لن ينتصر فيها أحد
حتى تسع خسارةٌ الجميع
تنْتصب شجرة التوت
مغلِقة
على قبْضة الريش
المُعمّد بالدم
في الورقةِ المصحِّفة
على تعريفِ الحرب
المديدة
ريثما يقلّم
المسلّحُون الطيِّبون
أظافراً سريعة النمو
ريثما يشذّب&
الأعداء المُتنمِّرون
&شواربهم الطويلة
للعودة الخائبة
سويا
إلى جدران بيوتٍ
تنتظرُ أمام الأبواب
قططها المقلمة العائدة
بصحنٍ من الحليب&
في الحرب التي لا تنتهي
إلا بصداقة الأعداء
في الحرب التي لا تنتهي
إلا بعداوة الشعوب
فيتمكّن العصفور المنزليّ
الأليف
من العودةِ للانْتصاب
من جديد
بسيقانٍ مختومة
بدمٍ متيبس
بإزاء شجرةِ التوت
&
الاسم العلمي للعصفور الدرسة المنزلية&