& تحت شعار (لابد أن الربيع القادم أفضل) نظمت دائرة الفنون التشكيلية التابعة لوزارة الثقافة معرضها التشكيلي السنوي الذي يحمل عنوان (معرض الطبيعة) في قاعة عشتار بمشاركة أكثر من 50 عملاً مشترك لـ 44 فنانة وفنانا ضمن تجارب ناجحة تدعو للتأمل .
& & &وفتحت القاعة احضانها للالوان الزاهية التي تحاكي فصل الربيع المتباهي باخضراره وازهاره ، في احتفاء مدهش بالمستقبل الذي تمناه القائمون على المعرض ان يكون افضل وكأنهم يستهلون الامنيات لمعرض السنة المقبلة ان يكون الافضل في كل شيء، ومع هذا ففي هذا المعرض ما يسر العين والقلب، وكأنك ان اغمضت عينيك وانت وسط القاعة لا تسمع سوى الغناء النسيم وهو يداعب الافكار التي تبنتها الفرشاة على القماشات او الانامل التي ترنمت على روح الخزف فمنحته اشكالا جميلة .
& &وتشعر& وانت تقف امام كل لوجة ان الفنان التشكيلي العراقي على الرغم من الصعوبات التي يواجهها يصر على ان يتغنى بموهبته& وان يمنحها الحياة ، مثلما تمنحها هذه المشاركة النمو والثقة للتواصل المستمر والتفاؤل وان كان التشاؤم هو اكثر ما يحيط بالفنان التشكيلي ،ولا بد ان تؤكد ان الفن التشكيلي العراقي يمضي دون توقف لاعلان نفسه رائعا ومؤثرا .

تأملات رائعة
على اللوحات واعمال الخزف والنحت لايد ان نقرأ اسماء : احمد خليل ابراهيم ،اميرة ناجي،انتصار التميمي، بتول الشكرجي، بتول صالح ،صمينة الخزرجي، جلال رحيم عودة ،جودت شكر التتنجي،حسام نجم ،در علي، رجاء العبيدي ،رجاء بهاد الديم ، رسل عبد الامير ،رياض عزيز، زينب الركابي،سماح الالوسي، سوزان حسن، صاحب جاسم،صالح رضا وصلاح مهدي،طيبة الساعدي،عاتكة الخزرجي،علاء البلداوي، علاء محمد حسين جودي،علي الطائي، علي عليوي،عمر المطلبي، غادة اسد،فارس الذهبي، قاسم العزاوي،قيس احمد ، كوثر محمد ،ماهر الطائي، مراد ابراهيم، نروة اسد، مروة الحايك،منذر علي، منعم الحياني،مباسة محمد ، ندى صبيح،نضال العفراوي، نورا جاسم حسن،نوفل صفاء الدين وهيثم يلدا.
هؤلاء منحوا القاعة ربيعا جميلا زاهيا بهيجا للناظر والمتأمل ، وعلى حد قول الفنانة الدكتورة نضال العفراوي،& ان هذه التأملات تساعد على اعطاء طاقات ايجابية عالية في التخلص من السلبيات والثقل الذي يقع على عاتق الانسان في حياته العملية، كما ان رسم الطبيعة والتفاعل معها فيه نوع من تفريغ الالم والضغوطات اليومية ومن خلالها يصل الى عالم حياتي تأملي بسحب الانسان الى حالة الراحة النفسية، ولوحتي هذه فيها نوع من التأمل مع الذات والحياة.
&
لغة الالوان الزاهية
& وقد اعرب المدير العام لدائرة الفنون العامة الدكتور شفيق المهدي : قدم المعرض هذه المرة اللوحات التشكيلية بشكل مختلف عما هو عليه في السابق، فالفنانون المشاركون ينتمون لأجيال متباعدة وأعمار مختلفة، ومن المؤكد أن اللجنة الفاحصة للأعمال اهتمت باللوحات كنوعية.
واضاف : الفنان التشكيلي عادة في الطبيعة لا يعرف الا لغة الالوان الزاهية التي يكتسبها من الطبيعة نفسها، كما ان الفنان كل مواسمه هي الطبيعة حتى وهو يمارس الرسم بأساليب معاصرة متنوعة ومدارس فنية عديدة، الا انه لابد ان يعود اليها في أي مكان وزمان فالطبيعة هي الام الرؤوم التي تستحضر مبدعيها دائما وابداً.
وتابع :لا بد من الاشارة والاشادة هنا& إلى دور المرأة المتميز في هذا المعرض، وهو ليس بالشيء الجديد عليها فهي عنصر أساسي وفاعل في المجتمع وأثبتت نفسها كفنانة متميزة.
&
رسالة معبرة&
من جانبه اعرب مدير المعارض الفنان ماهر الطائي عن سروره بالجهود المبذولة لتحقيق المعرض : معرض الطبيعة هذا يحاكي الذائقة العامة للناس عامة وللفنان خاصة ، لأن هذذه الذائقة تعبر عن أصل الفنان وبداية تذوقه للألوان الزاهية وتقييم وضعه الفني من خلال الرسم، فقد تكون المحاكاة النظرية أو التجريد بنضرة معاصرة.
واضاف: دائرة الفنون التشكيلية تقدم اليوم بمعرضها المميز رسالة معبرة وهي : أن لابد للربيع القادم أن يكون أفضل لكل الفنانين التشكيلين العراقيين.&
&
جمال فني&
& &وقال الصحافي وسام قصي : تمثل الطبيعة بكل ما تحتويه من تفاصيل فضاءً مهماً ﺗﺘﺤﺪﺩ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﻭﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ، و ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩ ﺍﻟﻔﻘﺮﻱ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ، باعتباره ﻳﺤﻤﻞ ﺭﻣﻮﺯ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ، ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻔني .
&واضاف : الفن عموماً يهدف إلى تحقيق المتعة الجمالية الخالصة، والفارق ما بين الجمال في الوجود والجمال في الفن، أن الجمال الوجودي مخلوق من خارج الذات الإنسانية، فهو جمال طبيعي مثل جمال نهر أو جبل أو شجرة، أما الجمال الفني فهو وحده الجمال الصّنعي الذي أنتجته الذات الإنسانية المبدعة .
&