& & & & & & & & & & &"من وإلى المترجم الأديب شاكر مطلق"&

1 _&
قصائدي&
من نوع النبيذ الذي أشرب&
لا أقدر على عمل شيء&
إلاّ إذا كنتُ قد أكلت&
لا قيمة البتّة لأشعاري صاحياً&
بعد أن أشرب أتفوّق على أوفيد بالشعر.&

2 _&&
عقلُ الشعر لن أُمنحْهُ&
إذا لم يكن شبعاناً بطني&
فقط عندما أكون شبعاناً&
يأتي إليّ فوبوس صادحاً بأشياء عجيبة.&

3 _&
مكاني المفضّل هو الحانة&
لم أرفض الحانة بالأمس ولن أرفضها غداً&
إلاّ عندما أرى الملائكة مقبلين مترنّمين للموتى&
بنشيد الموت: "استرحْ، استرحْ بسلام".&

4 _&
من كأس نبيذ يسطع نور العقل&
يحلِّق القلبُ عالياً بقدر ما يتذوّق النبيذ&
في الحانة أعذب من نبيذ الأسقف&
المخلوطِ بالماء.

5 _&&
الأشهى أن أموت في حانة&
لكي، وأنا ميت، يكون قريباً من النبيذ.. فمي&
تغنّي الملائكة بكلّ فرح: "إرحم يا ربّ شاربي الخمر".

6 _&
كلّ شخص تهبه الطبيعة هبة مخصوصة&
وهبتني ألاّ أقدر، وأنا صاحٍ، أن أكتب&
أي فتى سيتفوّق عليّ وأنا صاحٍ&
إنّي أكره الظمأ والجوع مثلما أكره الموت.&
&
7 _&
كلّ شخص تهبه الطبيعة هبة مخصوصة&
وهبتني أن أكتب الشعر وأنا أشرب النبيذ الجيِّد&
إنّي أُفرِغ ما في براميل صاحب الحانة&
النبيذ يهب الكلمات امتلاءً تامّاً.&

8 _&&
سوف أتحدّث غاضباً إلى قلبي&
إنّني من الطلاوة.. بها تلهو الريح.&&
&
9 _&&
الرجل الحكيم يؤسّس على الصخر&
أنا الأحمق النهري لا تبقى مياهي تحت سماء.&
&
10 _&
أنزلقُ من دون هدف زورقاً من دون بحّار&
مثل الطيور التي تنزلق على طرقات الهواء&
لا قيد يمسكني إنّي أبحث عن الذين يشبهونني&
أجد نفسي بين أشرار.&
&
11 _&
وقارُ القلب النبيل صعب&
المرَحُ أحبّ عندي من العسل&
تنفيذ أوامر فينوس خدمة يسيرة&
لا تقطن فينوس في القلوب الوضيعة.&&
&
12 _&
أمشي في الطريق العريض شابّاً&
أرتكب الذنوب، لا أفكِّر بالفضائل&
طمّاع لذّة أكثر منّي طمّاع خلاص&
وروحي ميْت، فيما أترفّق بجلدي.&

13 _&
التغلّب على الشهوة الطبيعيّة صعب&&
الأصعب أن تظلّ في آن مشاعرنا نقيّة&
نحن الشباب عندما ننظر إلى الصبايا&
يشقّ علينا التقيّد بالتعاليم الصارمة&
نترك الأجسام اللدنة ولا نكترث.&
&
14 _&
من ذا الذي يقف في النار ولا يحترق؟&
من ذا الذي يقدر أن يظلّ طاهراً&
إذا هو يعيش في مدينة بافيا؟& &&
مدينة فينوس صيّادة الفتيان بإصبعها&
تغريهم بنظرة من عينيها للوقوع في الحبائل&
ويُحيلهم وجهها إلى طرائد.&

15 _&
إذا أتيتَ بالحصان&
في هذا اليوم&
إلى مدينة بافيا&
لن يكون في الغد حصان&
الدروب كلّها إلى مخدع فينوس&&
ليس تحت كلّ هذه الأبراج برجاً واحداً للفضيلة.&

16 _&
أيّها الأسقف الحكيم أرجوك تسامحْ معي&
لا أريد موتاً مريحاً.. الموتُ المريح يقتلني&
أريد موتاً قاسياً&
قلبي يُسيئ للفتيات الجميلات&&
أعاشرهنّ بقلبي أولئك اللواتي لا أستطيع&
أن أعاشرهنّ بجسدي.&

17 _&
يُبعِدون المرآت عن وجهي&
أتبخّرُ إذا سمحتِ لي أن أداعب الجسد العاري&
على رغم الصقيع في الخارج&
إذّاك أجترح أعجب القصائد والأناشيد.&

18 _&
أنا متّهم بخيانة مساوئي&
التي يتّهمني بها خدّامك يا ربّ&&
الذين في آن&
ولا واحد منهم يتّهم ذاته&
أنظرْ إنّهم أيضاً يمرحون&
ويطلبون متعَ الحياة.&
&
19 _&
بحضور موجّهي الروحي&
الآن.. وبالإستناد إلى أحكام الناموس الربّاني&
الذي يقذفني بحجر&&
لا رأفة بالشاعر.. الذي قلبه لم يعرف خطيئة.&

20 _&
حتى الأسد&
ملك الوحوش&
يحمي رعيّته&
لا يفكِّر أن يصبّ جام غضبه&
على رعيّته&
وإذا انتفى الرفق&
فالأمر سيكون شديد المرارة.&

21 _&&
الشعراء&
يتجنّبون الأماكن المكتظّة&
يُفضِّلون العزلة&
يُرهقون أنفسهم، يقهرون ذواتهم&
يعملون كثيراً، يسهرون الليالي&
وفي آخر المطاف لا قدرة لهم&
على إنجاز عمل حقيقي واحد.. نبيل.&
&
22 _&&
يصومون ويعذّبون أنفسهم&
يبتعدون عن مهاترات الشعب وفوضى الأسواق&
يموتون _ جماعة الشعراء هؤلاء _ من عناء تحت نير العمل.&

23 _&
الفضائل&
أحبّها صرتُ&
وصرتُ أكره المعاصي&&
عقلي يولد من جديد بقلبٍ جديد&
مثل رضيع أتغذّى من جديد على الحليب&
كي لا يبقى قلبي يأسره الغرور.&

24 _&
أيّها الأسقف المصطفى من كولن&
لا تعاقبْ من يندم&
إجعلْ رحمتك على من يرجو المغفرة&
لا تعاقبْ من يعترف بالذنب&
أيّها الأسقف المصطفى من كولن&
إنّي أتقبّل راضياً جميعَ أوامرك.&

25 _&
نطقتُ بما يُدينني&
بكلّ ما أعرف عن نفسي&
تقيّأتُ السمّ الذي احتملتُه من زمان&
مللتُ حياتي القديمة&
يُغريني الجديد، يُغريني التبدّل&
الجديد والتبدّل يقولان لي:&
الوجه يراه الإنسان&
القلب لا يفتح إلاّ لله.&
&
(ما سبق أوراق من مجموعة كارمينا بورانا، أي أغاني بويرن، الموضوعة باللاتينيّة في القرن الثالث عشر، وتتنوّع مواضيعها بين الحبّ وأغاني السكارى والدين والحكمة والعاطفة الماجنة، جمعها الشاعر الألماني يوهان أندرياس شميلر، وطبعها العام 1847، ولحّنها الموسيقي كارل أورف في عام 1937 _ أيضاً الترجمة العربيّة هنا هي للأديب شاكر مطلق.. وقد عثرت عليها بين أوراقي القديمة كأنّها تريد أن ترى النور مجدّداً).
&