يرى غاري وايت، المحلل في صفحة المال والاقتصاد في صحيفة التلغراف البريطانية، أن هناك عاطفتين تلعبان دورا ً حاسما ً في قيادة دفة الأسواق، هما الخوف والطمع. وفي هذا السياق، يدور تناول وايت لتداعيات وأبعاد أزمة الديون التي نشبت أخيرا ً في دبي عقب إعلان quot;دبي العالميةquot; استمهال دائنيها مدة ستة أشهر لتعيد جدولة المبالغ المستحقة عليها، فيقول إن عاطفة الطمع التي ظلت متحكمة في إدارة شؤون السوق لبعض الوقت، قد تبددت بعد أن تسببت الأخبار الواردة من دبي نهاية الأسبوع الماضي في إعادة ظهور عاطفة الخوف لتكون العاطفة المسيطرة على الأحداث.

وفي المقال الذي دوَّن من خلاله وايت عدة ملاحظات تعقيبا على تبعات الأزمة الأخيرة، وكتبه تحت عنوان quot; يجب النظر إلى ويلات أزمة ديون دبي على أنها فرصة لبنك ستاندرد تشارتردquot;، يلفت الانتباه في مستهل الحديث إلى أن الأسهم في المجموعة المصرفية العالمية شهدت تراجعا بنسبة 6 % يوم الخميس الماضي. ويضيف أن المستثمرين يخشون من أن تؤدي الأحداث الدائرة الآن في دبي إلى نشوب سلسلة من ردود الفعل في آسيا.

بعدها، يمضي وايت في سياق حديثه ليشير إلى أن شركة كويستور، العاملة في مجال الاستثمار منذ فترة طويلة، تنظر إلى الانخفاض الحاد الذي وقع الأسبوع الماضي على أنه فرصة سانحة للشراء. ثم ينتقل ليبرز ما قاله روي راموس، أحد المحللين في غولدمان ساكس، في مذكرة قام بتوزيعها على العملاء بأن عملية إعادة جدولة ديون دبي سيكون لها تأثير quot;ليّنquot;. كما قدَّر راموس بأن خسائر الائتمان في ستاندرد تشارترد من الممكن أن تصل إلى 177 مليون دولار، لافتاً إلى أنه وفي أسوأ السيناريوهات المحتمل حدوثها، يُتوقع أن يكون لتلك الأزمة تأثير يمكن التحكم فيه، بمعدل أقل من 1 % من الأسهم العادية، وأقل من 5 % من صافي الأرباح.

ويردف وايت بالقول إن شركة كويستور لا تحاول أن تتجاهل احتمالية استمرار مشكلات الديون. وبدلا ً من ذلك، يبدو وكأنه قد تمت المبالغة على الأرجح في رد فعل السوق تجاه هذا الموقف، وبخاصة في ما يتعلق بأسهم بنك ستاندرد تشارترد. وفي حين يشير وايت إلى أن باقي ملتقطي الأسهم قد يستغلون أحداث الأسبوع الماضي ليوصوا بالبقاء بعيدا ً عن أسهم ستاندرد حتى يصبح الوضع أكثر وضوحاً، ترى كويستور أن أفضل وقت يمكن القيام فيه بشراء الأسهم الفردية هو عندما يخاف الجميع من القيام بذلك، وأنه يتعين على المستثمرين العاملين منذ أمد طويل أن يستخدموا تلك الانتكاسات كفرصة شرائية للوصول بحيازاتهم إلى ذروتها. ويختم وايت حديثه بالتأكيد على أن أحداث الأسبوع الماضي قد تكون البداية في واقع الأمر لحلقة جديدة من حلقات الأزمة المالية إذا ما امتدت العدوى للأسواق الآسيوية.