يرى اقتصاديون أن على دبي لكي تبقى مركزاً سياحياً ومالياً أن تنهض بهذين القطاعين للاستعاضة عن الصناعة الإنشائية التي أغرقتها في أزمتها الحالية.

دبي - إيلاف: قال محللون إن دبي تبقى مركزاً مالياً وسياحياً، ولكن عليها أن تنهض بهذين القطاعين للاستعاضة عن الصناعة الإنشائية، في وقت يتعطل نمو الإمارة الاقتصادي في غمرة الأزمة الاقتصادية العالمية.

وكانت مخاوف شاعت بشأن متانة اقتصاد دبي، بعد الكشف عن متاعب تواجهها شركة دبي العالمية للإيفاء بديون مستحقة والذعر من إمكانية حدوث انهيار مالي. ونقلت صحيفة quot;فايننشيال تايمزquot; عن مدير قسم الأبحاث في بنك عودة اللبناني مروان بركات قوله إن ما حدث لا يعني بالطبع إفلاس دبي. وأضاف quot;أن ما تملكه المدينة من أصول لا تملكه أي مدينة أخرى في المنطقةquot; مشيراً إلى تطور بنى دبي التحتية ونجاحها في التحول إلى مركز مالي وسياحي إقليمي.

جيم كرين، مؤلف كتاب عن دبي بعنوان quot;مدينة الذهبquot;، رفض من جهته الدعاوى القائلة إن دبي تترنح على حافة الانهيار. وقال كرين إن دبي ما زالت مركز الخدمات المالية الرئيس في المنطقة، وأن quot;نصف اقتصاد دبي، بما في ذلك قطاع الأعمال والسياحة والتجارة واللوجيستيات ما زالت قادرة على البقاءquot;.

وتلاحظ صحيفة quot;فايننشيال تايمزquot; أن دبي quot;على امتداد سنوات من النمو المتسارع مدفوعاً بعائدات النفط التي تحققها المنطقة وبوفرة من الدفوق النقدية الأجنبية، أنشأت قطاعاً سياحياً مزدهراً بفنادق فاخرة ومجمعات تجارية ضخمة ومنتجعات ساحلية وصحراوية راقية. واستقبلت الإمارة 7.5 مليون سائح في عام 2008 بزيادة قدرها 8.3 % عن 2007quot;.

كما أنشأت الإمارة مركز دبي المالي العالمي، بوصفه سوقاً مالية، تجيز ملكية المشاريع والاستثمارات بنسبة 100 % للشركات الأجنبية. وتستضيف دبي العديد من المصارف والبيوت المالية الدولية.

ولدى دبي ميناءان، صُنفا بين موانئ الحاويات السبعة الأولى في العالم عام 2007، فيما تطور مطارها في غضون سنوات قليلة إلى محطة مرور تربط أوروبا بآسيا وأستراليا، ليصبح أكثر مطارات المنطقة ازدحاماً، حيث مر عبره 34 مليون مسافر عام 2008. كما استثمرت دبي الكثير في طرقها وقطاع النقل عموماً.

ولكن صحيفة quot;فايننشيال تايمزquot; تضيف quot;إن الأزمة المالية العالمية ومتاعب شركة دبي العالمية مع الديون أغلقت بإحكام حنفية التمويل العالمي الذي كان يغذّي توسع دبي الاقتصادي المتسارعquot;.

وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم quot;إن على دبي وشركاتها التي تقدر ديونها بنحو مئة مليار دولار أن تركز على حماية المزايا النسبية التي بنت على أسسها طيلة سنواتquot;. وأكد تريستان كوبرز من قسم الأبحاث الائتمانية العالمية في مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني أن التحدي الأساس الذي تواجهه دبي على المدى البعيد سيكون الحفاظ على مكانتها بوصفها المركز الإقليمي الأول للتجارة والسياحة والمالquot;.

ونوه كوبرز بأن quot;بنية دبي التحتية حالياً متفوقة على الدول التي تنافسها في المنطقة، ولكن إذا بقيت قدرة دبي على الوصول إلى أسواق التمويل أكثر تحديداً، وأبهظ كلفة من قدرة جيرانها، فالمرجّح أن تضيق تدريجياً فجوة البنى التحتية بين دبي ودول المنطقة المنافسة التي لديها موارد هيدروكاربونية أكبرquot;.

ودعا الكاتب كرين إلى تنويع اقتصاد دبي quot;بعيداً عن قطاع الإنشاءquot;. وقال في هذا الشأن quot;إن دبي الجديدة ينبغي أن تكون لديها صناعات ذات كثافة أقل من الأيدي العاملة، وأكثر انخراطاً في قطاعات المعارف التجارية والإعلام والتكنولوجيا والتكنولوجيا الحياتيةquot;.

بركات، من جهته قال إن على دبي أن quot;تواصل تعميق الاقتصاد، بعيداً من القطاع العقاري ونحو القطاعات التصديرية ذات القيمة المضافةquot;، كما تنقل quot;فايننشيال تايمزquot; عن الباحث الاقتصادي في بنك عودة اللبناني.