أشرف أبوجلالة من القاهرة: في الوقت الذي خرجت فيه الأنباء لتتحدث عن المجهودات الحثيثة التي تبذلها السلطات في المكسيك خلال هذه الأثناء من أجل التصدي لسلالة جديدة من مرض إنفلونزا الخنازير، التي تسببت في نشر حالة من الذعر حول العالم على مدار اليومين الماضيين، بدا واضحاً أن كل التدابير الاحترازية التي بدأت تتخذها كذلك باقي حكومات العالم في مواجهة الوباء هي من منطلق حرصها على وقف أخطاره وتداعياته الصحية بعدما تسبب في وفاة 107 أشخاص في المكسيك وتسجيل إصابات في عدد من بلدان العالم. لكن الحقيقة المخيفة، هي أن تأثير هذا الوباء قد لا يقتصر على الأمور الصحية فحسب، بل إن تداعياته ستطول على ما يبدو النواحي الاقتصادية والجوانب المالية الخاصة بحركة الملاحة الجوية (بالنسبة إلى شركات الطيران) وكذلك القطاع الفندقي في مختلف أنحاء العالم، حسبما أكدت صحيفة quot;التايمزquot; البريطانية في تقرير نشرته في عددها الصادر الإثنين. وقالت الصحيفة في البداية إن الجماعات العاملة في قطاعي السفر والفنادق من المنتظر أن تدخل في مواجهة مع حالة من الاضطراب والفوضى، في الوقت الذي تتعامل فيه أسواق الماشية مع المخاوف الخاصة بسلالة إنفلونزا الخنازير التي تسببت في إغلاق جزء كبير من الحياة العامة في المكسيك خلال عطلة نهاية الأسبوع. وبحسب محللين، فإن تلك الأخبار تعيد للأذهان الأجواء التي صاحبت نشوب مرض الالتهاب الرئوي الحاد quot;سارسquot; في الفترة ما بين عامي 2002-2003. وأشاروا إلى أنه ورغم اكتشاف المرض في البداية في جنوب الصين في نوفمبر عام 2002، واستمراره فترة زمنية قصيرة، إلا أنه تسبب في وفاة 774 شخصا حول العالم، كما كان له تأثيره المدمر على الاقتصاد الآسيوي ndash; وبخاصة في هونغ كونغ ndash; وكذلك على الأسهم الخاصة بالعديد من الشركات العالمية ذات المصالح الاقتصادية في الشرق الأقصى.
وفي آسيا، قال متعاملون إن أي تراجع سيحدث نتيجة للكشف عن هذا المرض الجديد سيكون على الأرجح في شركات الطيران والأسهم المتعلقة بالسفر، وذلك حتى يتم الكشف عن معلومات أكثر بخصوص مدى الأخطار التي يشكلها هذا المرض وتأثيره المحتمل على التجارة العالمية. وأشار أحد المتعاملين إلى أن الأسواق سوف تتجه على الأرجح لإعادة تقويم موقفها في حالة اتباع مزيد من البلدان للقرار الذي اتخذته روسيا أمس بحظر استيراد اللحوم من المكسيك، وبعض المناطق في الولايات المتحدة، وكثير من دول أميركا الجنوبية.
في هذه الأثناء، حرص مديرو الصناديق المالية على التخفيف من وطأة مخاطر الوباء الجديد وتأثيراته المحتملة على التراجع، قائلين إن الأسواق الآسيوية معتادة على التعرض لتهديد المخاوف الصحية المحتملة، كما إنها كانت أكثر حذراً بخصوص انتقال المرض بشكل سابق لأوانه بعد التقارير التي تحدثت عن انتشار سلالات جديدة للمرض. ومع هذا، رجحت تقارير حديثة في طوكيو أن اثنين من أكبر وكالات السفر في البلاد قامت بإلغاء رحلات جماعية إلى المكسيك قبل موسم إجازات quot;الأسبوع الذهبيquot; الذي سيبدأ في اليابان الأربعاء المقبل. وأكدت الصحيفة في الوقت عينه أن تزايد إلغاء الرحلات الجوية إلى المكسيك خلال الفترة المقبلة سوف يمثل ضربة قاسية لشركات الطيران، رغم أن وكلاء السفر قالوا إن الأمر سيكون أكثر خطورة إذا قام المصطافون اليابانيون بإلغاء رحلاتهم إلى أميركا أيضاً.