قصي البدران
[email protected]

quot;الغويفاتquot; البطحاءquot; وصمت الجمارك

يبدو أن مشكلة تكدّس آلاف الشاحنات في منفذ الغويفات المؤدّي إلى منفذ البطحاء السعودي لا تجد اهتماماً كافياً من الجمارك والجوازات. ففي هذا المنفذ الدولي الذي يربط المملكة بالإمارات وعُمان يعيش آلاف السائقين أوضاعاً غير إنسانية، ويطول انتظار أكثرهم إلى خمسة أيام في حرارة تتجاوز الخمسين درجة، على امتداد 35 كلم وهي المسافة الفاصلة بين البطحاء والغويفات لا ماء ولا مكان فيه ظل.

لا مصلحة الجمارك ولا إدارة الجوازات حرّكت ساكناً مشهوداً إزاء هذه الأزمة الإنسانية المتصلة بأزمة تجارية تمسّ شركات سعودية في الغالب. لقد بلغ حجم التبادل التجاري عام 2008 بين المملكة والإمارات 16,166مليار درهم تشكل وارادات الإمارات من المملكة وهو مايعادل 51 % من حجم الوارادات من الدول العربية مجتمعة.

المشكلة أفردت لها صحف الإمارات عشرات التحقيقات الصحفية مؤخراً في حملة كبيرة، وسبق أن ناقشتها الوطن مراراً، على أمل الخروج بحلول لهذه الأزمة الطارئة. ويبدو أنها لا تعني شيئاً لمسؤولي الجمارك، ولم يكلف أي مسؤول نفسه للظهور في مؤتمر صحفي يشخص المشكلة ويبيّن الحلول التي يمكن تسهم بها إدارته، أو حتى زيارة المنفذ الحدودي في وقت أصبح مزاراً لوسائل الإعلام الإماراتية والدولية والمسؤولين هناك.


لقد وضع قادة دول مجلس التعاون جلّ اهتمامهم في الجانب الاقتصادي منذ إنشاء المجلس عام 1981م، والطريق إلى التكامل الاقتصادي بين دول المجلس لا يخلو من العراقيل، ومن أبرزها ما تتعرض له التبادلات التجارية من معوقات أبطالها موظفون حكوميون وإجراءات طارئة من الجوازات تتركز في تطبيق نظام بصمات السائقين دون اتخاذ إجراءات أخرى تتحقق معها تسهيلات، ليكون تطبيق النظام الجديد سبباً في عرقلة الأعمال وتعريض السائقين المساكين لمآسي البقاء تحت الشمس أياماً، وتأخير أعمال الشركات، وإلحاق أضرار حقيقية بقطاع الأعمال، وعلى المتضرر البقاء في العراء..!