مشعل الحميدي من الخبر:تدشّن حكومة دبي أول مشروع للمترو في الإمارات العربية المتحدة، وسينطلق quot;مترو دبيquot; في رحلته الأولى مساء اليوم بـ 44 قطارًا وبـ10 محطات. ويعدّ مترو دبي من أكثر المشاريع تميّزًا كونه يضم أحدث ما توصّلت إليه التكنولوجيا، بحيث سيتم تشغيله بماكينة كاملة ومن دون سائق بتكلفة بلغت 15.5 مليار درهم شاملة لرسوم إدارة مشروع التحولات الخدماتية. ويشكّل quot;مترو دبيquot; تحديًا هندسيًّا وتكنولوجيًّا من خلال تواجده في كل انحاء المدينة كتحفة معمارية من جهة ولدوره الرئيس في تسهيل حركة المرور في مدينة تختنق شوارعها بالزحام. وكان رئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات في دبي، مطر الطاير، قد أكّد أن المشروع هو جزء من خطة وضعها حاكم دبي تسعى للنهوض بالبنية التحتية للامارة وذلك من خلال توفير نطام طرق ونقل متكامل .

كما من المتوقع أن يؤثر مترو دبي على اسعار العقارات ناهيك عن تطور عمراني وخدماتي للمناطق المحاذية لخطوط المترو ومحطاته . وان كان المترو ، كما توقعت هيئة الطرق والمواصلات ، سيرفع نسبة مستخدمي النقل العام من 6 % الى 30% مع مطلع العام 2020 فإنه سيسهم في توفير فرص لتشغيل الايدي العاملة المحلية وغير المحلية على حد سواء. وإضافة الى كل هذه التأثيرات، فإن مترو دبي سيشكل من دون شك نقطة تحوّل في منطقة شبه الجزيرة العربية كونه الأوّل من نوعه في المنطقة .

وسيبلغ طول خطوط مترو دبي، عند اكتمالها، 70 كيلومترًا، تتخللها 47 محطة (بما في ذلك 9 محطات تحت الأرض). ويتم حاليًا العمل على بناء خطين، والتخطيط لثلاثة خطوط أخرى. ومن المتوقع أن يستخدم المترو، ما متوسطه، 1.2 مليون راكب في اليوم، 27 ألف راكب في الساعة على كل خط، و355 مليون راكب في كل سنة لدى تشغيل الخطين معًا.

ومن المرتقب أن يتم نحو 12 % من إجمالي كل التنقلات في دبي، عبر المترو. وهناك أيضًا خطط لبناء خطوط مترو جديدة، يبلغ إجمالي طولها 318 كيلومترًا بحلول 2020، أولها الخط البنفسجي الذي سيبدأ تشغيله في 2012. وأضاف انه من أجل دعم هذا المشروع العملاق، تم إطلاق حملة تسويقية في أبريل/نيسان 2009، حيث تمت ترسية عقود 92% من المحلات التجارية لبيع التجزئة ومواقع أجهزة الصراف الآلي ضمن المحطات الواقعة على الخطين الأحمر والأخضر من مشروع مترو دبي على الشركات الفائزة، وذلك عن طريق المزايدات التي شهدت إقبالاً كبيرًا وأسعارًا تجاوزت ثلاثة أضعاف السعر الأدنى المحدد للمزايدة، وذلك لزيادة معدلات النمو الاقتصادي ولتخفيف حدة أزمة الركود الاقتصادي في بعض الأنشطة الاقتصادية، لذلك بادرت إلى استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة بتأجير هذه المحلات التجارية لبيع التجزئة ضمن المحطات الواقعة على الخطين الأحمر والأخضر.


وشارك أكثر من 500 شركة في عميلة المزايدة وتم تصنيف هذه المحلات التجارية بالأنشطة الرئيسة المختلفة وهي الأكثر طلبًا في محطات المترو على مستوى العالم. وتتكون تلك الأنشطة من محلات وخدمات التجزئة العامة، مطاعم ومقاهٍ (وجبات سريعة)، مطاعم ومقاهٍ مع (مناطق مخصصة للجلوس)، محلات لبيع المواد التموينية بالتجزئة، معارض مخصصة للعقارات و البنوك، وأجهزة الصراف الآلي.
وستعمل هذه الشركات الفائزة على تشغيل محلات التجزئة التي تمتد عبر 29 محطة على الخط الأحمر و18 محطة على الخط الأخضر، وتقديم خدمات مريحة للركاب الذين يستخدمون مشروع مترو دبي بشكل يومي. ووفقًا للتقديرات الرسمية فإن عدد الركاب الذين سيستقلون المترو كل قُدر عام بنحو 200 مليون راكب، وهو الأمر الذي تقول عنه الجهات الرسمية إنه سيؤدي إلى التخفيف من ازدحام السيارات بنسبة 17 في المئة. وإذا كان مشروع المترو قد فاق التوقعات بارتفاع تكاليف بنائه إلى 28 مليار درهم إماراتي (7.6 مليار دولار أميركي)، من 15.5 مليار درهم عند بداية المشروع، فإن دبي تأمل أن تجني منخلال إيرادات هذا المشروع 4.6 مليار دولار أميركي خلال العشر السنوات المقبلة، وفقًا لتصريحات صحافية لرئيس مجلس إدارة هيئة دبي للطرق والمواصلات مطر الطاير. حيث يعد المترو أطول نظام مترو آلي في العالم يعمل بقطارات كهربائية 100 في المائة وانبعاثات كربونية معدومة، وتم تصميمه والانتهاء من تنفيذ 41 كيلومترا من إجمالي طول الخط الأحمر البالغ 52 كيلومترًا و10 محطات من أصل 29.

وقد تم بناء المترو على مرحلتين، الخط الأحمر ( المرحلة الأولى)، والخط الأخضر (المرحلة الثانية) وتم بناء خطوط المترو في انفاق في مناطق الاحتقان الرئيسية في المدينة وشكلت تلك الخطوط غالبية الخط الاخضر، بينما سيمتد الخط الاحمر على طول الطريق المشهور باسم طريق الشيخ زايد عبر ممرات مهيئة لذلك ، وسوف يتم تسليم المشروع على مرحلتين، حيث يتم في المرحلة الأولى بناء الخط الأحمر، على امتداد شارع الشيخ زايد على جسر خاص للقطار. أما المرحلة الثانية، فسوف يتم خلالها تسليم الخط الأخضر الذي سوف يتم بناء معظمه تحت الأرض. يُذكر أن الخط الأحمر (المرحلة 1) سيتم تدشينه اليوم، في حين يتم إنجاز الخط الأخضر (المرحلة 2) في شهر مارس/آذار 2010 حسب الجداول الزمنية الموضوعة للمشروع، وسوف يتم تصميم محطات مترو دبي مع موضوع المياه والحياة البحرية. على سبيل المثال محطة مستوحاة من الهندسة المعمارية بحر قذيفة الشكل ، ويفضل لأسطح سلسة ، وعلى ضوء ظهور الانطباع. تصميم هذا الموضوع سوف يمتد ليشمل القطاراتmdash; على ضوء أزرق سوف يهيمن على رسم المخططات. يذكر ان هيئة الطرق والمواصلات أطلقت موقعًا الكترونيًاhttp://metrogis.rta.aegg لتمكين الجمهور من استخدام تقنية المعلومات الجغرافية الخاصة بمترو دبي، وذلك من خلال توفير المعلومات عن خطوط ومحطات المترو وأوقات تحرّك القطارات ونقاط الربط مع وسائل المواصلات العامة الأخرى باستخدام مميزات ووظائف أنظمة المعلومات الجغرافية حيث سيمكن الموقع الالكتروني مستخدمي مترو دبي من التخطيط السليم لرحلاتهم في الإمارة. ويستطيع الزائر استخدام الموقع بسهولة من خلال الخيارات المتوفرة وحسب المعلومات التي يريد الاطلاع عليها.


تتلخص أهداف مترو دبي في إيجاد بدائل لطريقة التنقل الحالية من اجل تخفيف الاختناقات المرورية وتوفير الوقت والحد من نسبة التلوث اضافة الى توفير حركة تنقل اكثر سهولة داخل المدينة ككل .من المتوقع أن تصل خدمات المترو لكل المناطق الإستراتيجية داخل المدينة وأن تتطور لتغطي شبكة لها فروع تصل إلى كل أحياء المدينة وتوسعاتها المستقبلية.

ويقول بيمان يونس برهام مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي بهيئة الطرق والمواصلات أن تأثير مترو دبي الجديد على سكان المدينة وزوارها، في ما يتعلق بعادات التنقل عمومًا، سيتخذ أشكالاً ومظاهر متعددة، وسيغير، في المحصلة، الطريقة التي يعيش بها الناس حياتهم اليومية. ويضيف quot; ومع تنامي ثقة الناس في مقدرات نظام النقل العام المتكامل في دبي، سوف نشهد نموذجًا متطوّرًا لعادات التنقل الأقرب إلى النموذج الأوروبي. حيث يعمل أكثر من 10 آلاف عامل تحت إشراف أكثر من 500 مهندس على بناء نظام المترو، الذي سيتم دمجه بالكامل مع شبكة المواصلات العامة في دبي التي تشغّلها هيئة الطرق والموصلات، ليكون، لدى اكتماله، أطول نظام مترو يعمل آليًا من دون سائق في العالم، والأول من نوعه في الشرق الأوسطquot;.ويصف المشروع بأنه عملاق بكل المقايبس، وقدتمإقراره بعد أن أدركت دبي ضرورة وجود المترو للتخفيف من حدة مشكلة الاختناقات المرورية المتفاقمة وتحسين ظروف الوصول من وإلى العديد من مشاريع التطوير المدني الكبيرة في دبي.