بيتسبرغ:تبحث قمة مجموعة العشرين للاقتصاديات الناشئة والمتقدمة ابتداء من اليوم الخميس وغدا الجمعة في بيتسبرغ وضع الدولار المتراجع بعد دعوات الصين المتكررة لاعادة النظر في دوره كعملة الاحتياط العالمية.ويأتي ذلك بينما يناقش الرئيس الاميركي باراك اوباما وغيره من قادة المجموعة اطار عمل جديدا للتصدي لما يسمى quot;اللاتوازنات الاقتصاديةquot; على المستوى العالمي والتي تعتبر في اساس الازمة المالية الاخيرة.وقال محللون في بنك سوسييتي جنرال الفرنسي في تقرير انه quot;مع انه من غير الواضح كيف ستعمل هذه الخطة، لكنها ستتضمن تدابير مثل خفض العجز الاميركي وزيادة الادخار، وتقليل الصين اعتمادها على الصادرات، واجراء اوروبا تغيرات هيكلية بهدف زيادة استثمارات الشركاتquot;.

ويقول البعض ان الازمة المالية العالمية كانت نتيجة الخلل في التوازن بين الادخار والاستثمار لدى الاقتصاديات الكبرى، الامر الذي ادى الى تركيم عجز كبير لدى البعض، كما نراه الان في الولايات المتحدة، وفائض كبير كما هي الحال لدى الصين.وكانت الصين اول من دعا الى اعتماد عملة احتياط عالمية جديدة مع تفاقم العجز الاميركي -- ويتوقع البيت الابيض ان يصل الى تسعة ترليونات دولار خلال عشر سنوات من الان.

واعرب رئيس وزراء الصين وين جياوباو عن قلقه في اذار/مارس بشأن المخاطر التي تهدد الاستثمارات الهائلة التي توظفها بلاده في السندات الاميركية وتتجاوز قيمتها اليوم 800 مليار دولار، ما يجعلها اكبر دائني الولايات المتحدة.ثم صعد حاكم المصرف المركزي الصيني جو شياوتشوان الذي يشرف على اكثر من ترليوني دولار من الاحتياطي بالدولار، وهو الاكبر في العالم، الموقف من خلال المطالبة باعتماد عملة احتياط جديدة بديلا من الدولار.وطالب بان تبنى عملة الاحتياط الجديدة على quot;حقوق السحب الخاصةquot; التي استحدثها صندوق النقد الدولي، الامر الذي سارعت روسيا الى تاييده وكذلك البرازيل وغيرهما.

وقال ريتشارد كوبر، استاذ الاقتصاد الدولي في جامعة هارفارد quot;هذه الدول تدرك انها ستمنى بخسائر اذا قضى التضخم على قيمة السندات الاميركية بالدولارquot;.لكنه يقول انه لا توجد بدائل مجدية للدولار الاميركي كعملة مستخدمة على نطاق عالمي، مستبعدا حتى حقوق السحب الخاصة لدى صندوق النقد الدولي والتي تضم سلة من العملات هي الدولار واليورو والين والجنيه الاسترليني.

ويقول ارفين ستلزر مدير بحوث السياسة الاقتصادية في معهد هدسون في واشنطن ان quot;الدولار سيبقى العملة العالمية المسيطرة بفضل استقرار نظامنا السياسي وحكم القانون الذي لا يشكل احدى مزايا الكثير من الاقتصاديات الاخرىquot;.وقال ان بعض الدول تشتري اليورو وعملات اخرى من وقت لاخر quot;ولكن ليس بكميات تهدد سيطرة الدولارquot;.

حتى الصينيون، يقول سلتزر، مكبلون لانهم يملكون قرابة ترليون دولار من سندات الخزينة الاميركية ومن غير المرجح ان يعملوا على تقليل قيمتها من خلال بيع كميات كبيرة من الاصول المسعرة بالدولار.ولكن ما يربك المحللين ان احدى الهيئات الرئيسية للامم المتحدة، مؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية، انضم الى المطالبين بعملة احتياط عالمية جديدة.

وايد تقرير لمؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية هذا الشهر الاقتراح بان يصدر صندوق النقد الدولي حقوق سجب خاصة يمكن استخدامها في المعاملات الدولية.وحتى حصول الازمة المالية العالمية الحالية، استخدمت حقوق السحب الخاصة الصادرة عن صندوق النقد الدولي من جانب اعضاء صندوق النقد الدولي quot;كعملة احتياط لتعزيز التعاملات التجارية الدولية، وليس كعملة احتياط دولية بديلة لتسوية تعاملات الديون المعرضة للتآكل على المستوى الدوليquot;، كما يقول المحلل السياسية جيروم كورسي من نشرة quot;رد اليرتquot; العالمية المالية.وتواصل الصين في هذه الاثناء ابراز عضلاتها.

فقد اقترحت بكين ان تدرس مجموعة العشرين تاسيس صندوق للثروة العالمية يقوم باستثمار جزء من الفوائض في الحسابات الجارية لاعضائه، في الدول النامية.وتقول كاثي لين، كبيرة الاستراتيجيين لدى غلوبال فوركس تريدنغ، ان quot;هذه التعليقات تعزز رغبتهم في التنويع بعيدا عن الدولار وتشجع دولا اخرى على فعل ذلكquot;.وابرم عدد من الصفقات الصينية في الفترة الاخيرة بعملة المشتري بدلا من الدولار، وخصوصا مع البرازيل، التي تعمل الصين على التقارب معها للحصول على النفط.

وبالاضافة الى ذلك، اتخذت الصين، اول بلد يوقع اتفاقا لشراء سندات صندوق النقد الدولي، خطوة غير معتادة عندما استخدمت عملتها اليوان لتسديد 50 مليار دولار، هي قيمة تلك السندات، بدلا من استخدام الدولار الذي تستخدمه بكين في معظم تعاملاتها التجارية والخارجية.ويقول كارل واينبرغ، كبير الاقتصاديين لدى quot;هاي فريكوينسي اكيكونوميكسquot;، انه فوجىء بحركة الصين تلك لكنه لم يلمس لها اي تاثير على الدولار.ويقول quot;يمكننا الان ان نرى بوضوح تلك الصفقة بوصفها خطوة سياسية قامت بها بكين لتعزيز مكانتها في ادارة صندوق النقد الدولي وليس كمحاولة من المصرف المركزي الصيني لتقليل حصة الدولار في احتياطيه من العملةquot;.