تشهد المراكز التجارية في دبي حملات ترويجية من قبل المحال والمؤسسات من خلال سحوبات وعروض خاصة تجذب أكبر قدر من المتسوّقين في موسم الأعياد، حيث كشف أصحاب المتاجر وعاملون في قطاع الهدايا والحلويات عن انتعاش حقيقي خلال شهر ديسمبر.


دبي: أشار تجّار في دبي إلى أن المبيعات تزداد بنسبة تقارب 60%، بفعل إقبال المتسوقين، في وقت تشكل دبي نقطة جذبٍ سياحية ممتازة للسياح الأوروبيين الراغبين في قضاء إجازات الميلاد ورأس السنة في أجواء دافئة.

فيؤكد فراس عبدالله مدير سلسلة محلات لصناعة الشوكولا في الإمارات أن نسبة المبيعات تتضاعف خلال موسم الأعياد فترتفع النسبة لتصل إلى 60 % قائلاً quot;خلال عيد الميلاد المجيد نجد إقبالاً كبيرًا للأجانب على شراء الشوكولا وكعك العيد، وأكبر نسبة شراء تكون للمقيمين المسيحيين، وفي مقدمتهم البريطانيون والهنود، ثم الجنسيات الأخرى الروسية والفليبينية. وتأتي من بعدهم الجنسيات العربية الأخرى.

ويلفت إلى أن الجنسيات الخليجية لا تحتفل بأعياد الميلاد، بينما يفضلون السّهر ليلة رأس السنة في الفنادق، أي إنهم لا يستهلكون الحلويات الخاصة بأعياد الميلاد في بيوتهم عادة. موضحًا أن أعلى نسبة مبيعات للحلويات في الخليج تكون في عيد الفطر، حيث تتجاوز المبيعات كل التوقعات، مشيرًا إلى أن الشعوب العربية تنفق في الأعياد أضعاف أضعاف ما تنفقه الجاليات الأجنبية في أعيادها.

سوق الملابس الأقل انتعاشًا
أما شهاب محمد مدير شركة للملابس والأحذية فأشار إلى أن انتعاش مبيعات الملابس خلال رأس السنة لا يزيد عن 10%. ويرى السبب في أن معظم سكان الإمارات من المسلمين لذلك فإن نسبة المبيعات الأعلى تكون في عيدي الفطر والأضحى، موضحًا quot;أن المبيعات الآن في هذا الموسم أقل مما شهدناه منذ شهر خلال فترة عيد الأضحى. وأكد محمد quot;أن الطقس الدافئ والحار في الإمارات يُؤدي إلى كساد سوق الملابس الشتويةquot;.

وأضاف quot;إننا نضطر كشركات ملابس عالمية أن نعرض الملابس الشتوية، غير أننا ننتظر دومًا السياح الأجانب الروس بالدرجة الأولى لشراء هذه الملابس التي يتعذر لبسها في الإماراتquot;. كما نوه من ناحية أخرى إلى انخفاض نسبة الأجانب كقوة شرائية بنسبة تجاوزت 25 %، مؤكدًا أن مبيعات شركته في هذا العام تراجعت عن العام الماضي بنسبة 30%. خاتمًا بالقول إن شركته قامت بعمل تخفيضات للعملاء على مختلف الملبوسات بنسبة 40%، متمنيًا أن يكون الموسم الجديد مع بداية السنة الميلادية الجديدة أفضل مما عليه الآن.

إقبال على العطور وتراجع الماركات العالمية
من جهتها، تؤكد نورا عبد المنعم مديرة قطاع التسويق لشركة عالمية للهدايا والعطور لـquot;إيلافquot; حرص شركتها على تقديم أفضل العروض في الأعياد، وتشير إلى أن الأزمة العالمية تركت تداعيات على قطاع الهدايا لكون إنفاق الأسر أول ما يتقلص تجاه الكماليات، لافتة إلى أن quot;تحول الأنماط الاستهلاكية من قبل المواطنين والمقيمين نحو السلع الأرخص بدلاً من الأغلى ومن الشراء بلا داع إلى الشراء لما تقتضيه الضرورة، الأمر الذي رجح سلعًا على أخرى في قطاع الهدايا مثل العطور على حساب الساعاتquot;.


وذكرت أنّ quot;المواطنين يفضّلون الساعات المرصعة بالألماس أو الأحجار الكريمة في هداياهم، وقد تراجعت نسبة مبيعاتها لمصلحة الهديا الأرخص كالمحافظ الجلدية والعطورquot;. وأكدت أن نسبة ارتفاع المبيعات خلال أعياد الميلاد ورأس السنة لا يتجاوز 30 %. بينما ينتعش السّوق بنسبة تتجاوز 85 % خلال عيد الفطرquot;.

وختمت نورا بالقول quot;إن العام 2010 كان سيئًا، حيث شهد تراجعًا على طلب سوق الماركات العالمية المشهورة وصل إلى نسبة 55 % نظرًا إلى تقلص الكثيرين من إنفاقهم على الهدايا، كما إن المستهلك بدأ يتوجه نحو شراء السلع المقلدة أو شراء الماركات غير المشهورةquot;.

الهدايا الالكترونية خيار المستهلكين
محطتنا الأخيرة كانت مع سوجيش شانيل مدير قسم التسويق في شركة كبرى لبيع المنتجات الالكترونية، الذي أكد أن أسواق الهدايا الالكترونية والهواتف النقالة تنتعش خلال هذه الفترة، ولا سيما في ظل السحوبات والهدايا القيمة التي تخصّصها شركته لعملائها في كل فروعها داخل دولة الإمارات، مؤكّدًا أن الهواتف النقالة والكمبيوتر المحمول هي المنتجات الأكثر مبيعًا لحاجة الناس إليها في استعمالهم اليومي.

وردًّا على سؤالنا حول تأثير الأزمة المالية على نوعية الهدايا، قال quot;نعم كانت لمصلحتنا هذه المرةquot;، موضِحًا quot;أن الأزمة المالية خلقت جوًّا من التخوّف النفسي إزاء الإنفاق بشكل كبير على السلع الكمالية كالساعات والعطور، فتوجه الناس في شرائهم للهدايا المفيدة التي يحتاجون إليها يوميًا كالموبايلات والكاميرات الرقمية.

مشيرًا إلى أنه quot;بإمكان المرء تقديم كاميرا رقمية جيدة أو موبايل كهدية بمبلغ 500 درهم بدلاً من شراء زجاجة عطر على سبيل المثالquot;. وأكد شانيل ارتفاع نسبة المبيعات في المنتجات الرقمية الشخصية والألعاب الالكترونية في عيد الميلاد إلى 50 %، مشيرًا إلى أن الأجانب هم الأكثر إقبالاً خلال هذه الفترة من السنة.