في الوقت الذي سجل فيه الجنيه الإسترليني صباح الجمعة أدنى مستوى له منذ أكثر من عام، وسط تخوف من انتخاب برلمان من دون غالبية مطلقة، تبرز اليوم تقارير صحافية بريطانية احتمالات تأثر الإسترليني بفرص تكوين برلمان مُعلّق.

إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: وسط غموض ما زال يلف نتائج الانتخابات البريطانية صباح الجمعة تعرض سعر الإسترليني إلى أكبر هبوط له منذ أكثر من عام، وفي هذا السياق يوضح مارك بولسوم، من إحدى شركات quot;ترافيليكسquot; لصرف العملات، أنه quot;كان هناك الكثير من التكهنات حول فرص تشكيل برلمان مُعلّق، وحول احتمالات تعرض الجنيه الإسترليني لانخفاض حر مقابل معظم العملات الرئيسة، إذا ما سارت الأمور إلى ذلكquot;. لكنه يستبعد حدوث ذلك، ولا يعتقد أن يكون الضرر بالصورة السيئة نفسها التي كان يُخشَى منها على نطاق واسعquot;، وفقاً لما نقلت عنه اليوم صحيفة التلغراف البريطانية.

وكان بولسوم يتوقع أن يتعرض الدولار واليورو لبعض الاضطراب يوم أمس، لكن المخاوف من الديون السيادية في منطقة اليورو سوف تساعد في المحافظة على استقرار الجنيه الإسترليني. ويرى أن الاختبار الحقيقي للجنيه سوف يأتي بعد أن تنتهي الانتخابات. وquot;إذا ما آلت الأمور إلى برلمان مُعلَّق، ولم تتمكن الأحزاب الرئيسة من التعاون لوضع خطة ذات مصداقية تعنى بخفض العجز في الميزانية، فإن الجنيه سيدخل في مرحلة من المعاناة. ومن المحتمل أن نراه ينخفض إلى 1.15 مقابل اليورو، وما دون الـ 1.50 مقابل الدولار الأميركيquot;.

فيما أشارت مؤسسة ETF للأوراق المالية إلى quot;أن الانخفاض الحاد للجنيه الإسترليني أثناء الأزمة المالية كان رد فعل للأوضاع الاقتصادية والمالية العالمية والتيسير الكمي الهجومي من قِبل بنك إنكلترا. وقد تأثّر الجنيه الإسترليني بشدة في 2010 بسبب التصورات التي دارت حول نتيجة الانتخاباتquot;. لافتة إلى quot;قلق متزايد من احتمالات أن يقلل عدم وجود غالبية واضحة من الرغبة السياسية اللازمة لاتخاذ إجراءات حاسمة، يكون من شأنها كبح جماح العجز في الموازنة.

وفي آخر مرة، جرى فيها انتخاب برلمان مُعلّق خلال شهر شباط/ فبراير من العام 1974، كان يمر الاقتصاد البريطاني بحالة سيئة على نحو مماثل مع تردي الموقف المالي. وحينها انخفض الإسترليني بست نقاط مئوية مقابل الدولار الأميركي في فترة الأشهر الأربعة التي سبقت الانتخابات، مثل الانخفاض الذي تعرض له بمقدار خمس نقاط مئوية في 2010.

وفي سياق متصل، تلفت صحيفة quot;الدايلي ميلquot; في عددها الصادر اليوم إلى ذلك الانخفاض الذي طرأ على الأسهم الآجلة في المملكة المتحدة، وكذلك موجة الارتفاع التي شهدتها اليوم العقود الآجلة للسندات الحكومية، بعدما طغت الانخفاضات الشديدة في الأسهم العالمية على إشارات تدل على أن المحافظين سيخرجون من الانتخابات باعتبارهم الحزب الأكبر، لكن دون تحقيق غالبية مطلقة. ومضت الصحيفة لتقول إن احتمالية تكوين أول برلمان مُعلّق منذ عام 1974 ترك حالة من الشكوك حول مسألة تشكيل الحكومة المقبلة مع اقتراب الأسواق بالفعل من حالة من الذعر، خشية أن تخرج أزمة الديون التي تعانيها منطقة اليورو من نطاق السيطرة.

ويؤكد مايكل هيوسون، المحلل المتخصص في شؤون العملات في شركة CMC Markets أنّ quot;ما شاهدناه بعد استطلاع آراء الناخبين كان تأثير ما تردد عن احتمالات تكوين برلمان معلق. وقد شهدت هذه الأمور بعض التقلبات، ويضع المستثمرون الآن قدراً أكبر من الثقة في فوز حزب المحافظينquot;.

موضحاً أن quot;الإسترليني قد تماسك في مقابل اليورو والدولار على حد سواء منذ أن انخفض لأدنى مستوياته في أوقات سابقة. وإذ ترغب الأسواق الآن بشكل أساس في أن يحقق المحافظون فوزاً بغالبية مطلقةquot;. بينما قال أندرو روبرتس، رئيس استراتيجية المعدلات الأوروبية في رويال بنك أوف سكوتلاند quot;إن المفارقة هي أن انتخاب المملكة المتحدة تتخذ في هذه الأثناء المقعد الخلفي في ما يتعلق بمخاوف العدوىquot;.