بدأت المضاربات حول أسعار النفط مع مشاكل مصر تؤثر على نظرة المصارف السويسرية الى الدول النامية.


برن: بدأت المضاربات حول أسعار النفط، سوية مع المشاكل السياسية المصرية، التأثير مباشرة على quot;نظرةquot; المصارف السويسرية الى الدول النامية.

وللمرة الأولى، بدأ عالم المال السويسري ينظر الى كيفية تفاعل اسرائيل مع جارتها المصرية. ولا يستبعد المحللون في سويسرا في حال عدم تورط اسرائيل مباشرة في ما يحصل بمصر، بأن تقفز أسعار برميل النفط الى أكثر من 130 دولار أميركي، على المدى القصير.

أما اذا ما امتدت الثورة الشعبية المصرية، الى دول أخرى، شرق أوسطية، فان التوترات المتعلقة بالطلب العالمي على كل السلع ستجعل أسعار الأخيرة تقفز الى مستويات مخيفة.

ويصف المراقبون السويسريون سلوك المصارف السويسرية حيال الدول النامية، ومن ضمنها مصر، بأنه متشائم منقلباً هكذا رأساً على عقب، بين ليلة وضحاها. على صعيد مصر، فان الضباب الذي يلف ثورتها الشعبية وخطر انتقال هذه العدوى الى دول عربية أخرى والمشاكل الراهنة التي تمر بها التجارة الدولية ستؤثر سلباً على أوضاع الأسواق النامية.

وبعد أداء باهر، حققته هذه الأسواق في الشهور 12 الأخيرة، يتوقع المراقبون أن تعيش بورصات الدول النامية حالة من التذبذبات الحادة يرافقها انقطاع شهية المستثمرين الدوليين حيال جدوى خوض الأخطار المتعلقة بأسهم، أصبح أداؤها ونوعيتها خطرا على الجميع.

ويعتبر مصرف quot;كريدي سويسquot; الأول، في سويسرا، الذي قطع تصنيفه الائتماني، بشأن الدول النامية، من (overweight) الى (Neutral) أي حيادي.

في سياق متصل، يشير الخبير باتريك موراند لصحيفة quot;ايلافquot; الى أن بعض العملات الصعبة، كما الين الياباني والفرنك السويسري والدولار الأميركي، ستتعرض قوتها لتغييرات مهمة، في الأسابيع المقبلة. ويتوقف الخبير موراند أيضاً للاشارة الى أن مصر، لكونها شريكا تجاريا مهما، تستلم مساعدات أميركية سنوية مجموعها 1.5 بليون دولار.

كما تعتبر مصر حليفة عسكرية استراتيجية لأميركا التي لديها قواعد حربية مهمة هناك. لكن، وبما أن الثورة المصرية تحمل تحت طياتها quot;مجموعات دينية متعصبةquot;، برأيه، فان المستثمرين اختاروا، مؤقتاً، الابتعاد قليلاً عن الدولار الأميركي.

علاوة على ذلك، يرى الخبير موراند أن انتهاء الثورة المصرية عن طريق معادلة سلمية وايجابية للشعب المصري ستدفع أسعار العديد من الأسهم صعودياً، على المدى القصير. أما اذا تحولت هذه الثورة لما هو quot;أسوأquot; فان الفرنك السويسري سيتأثر مباشرة بها. ما يعني، وفق رأي هذا الخبير، أن قيمة اليورو أمام الفرنك السويسري قد تتراجع الى 1.24 فرنك سويسري.