لم تؤثر أزمة الديون السيادية الأوروبية على خطط مسلمي سويسرا التي يقتضي جزء كبير منها في العودة الى الوطن الأم لقضاء الشهر تقريباً وسط الأهل والأحباء. وبما أن شهر رمضان الكريم يتزامن مع بداية عطلة الصيف، لأكثر من 90 في المئة من الموظفين هنا، فان عدد المسافرين العرب الى الخارج في تزايد ملحوظ برغم ارتفاع بطاقات السفر، جواً، حوالي 30 في المئة. أما أولئك الذين يواجهون الصعوبات، في الحجز لقلة توافر المقاعد على متن طائرات quot;سويسquot; وغيرها، أو أولئك الذين عليهم البقاء في أماكن العمل فان فرص قضاء شهر رمضان، هنا، بشكل مقبول وودي لا تغيب أبداً.


برن: يعزي الخبراء اقبال أعضاء الجاليتين المغربية والتركية على السفر، لقضاء شهر رمضان مع أسرهم في تركيا والمغرب، الى قوة الفرنك السويسري التي تساعدهم في مواجهة كلفة السفر بأفضل الصور. يذكر أن الجاليتين المغربية والتركية، هنا، تحتضنان العدد الأكبر من المسلمين السويسريين الذي يحمل عدد منهم، أيضاً، الجنسية السويسرية.

في هذا الصدد، تشير الخبيرة مايا نايف الى أن تمسك الجالية المسلمة السويسرية بشهر رمضان الكريم وتقاليده وعاداته لم يفقد بريقه برغم مرور أعضاء هذه الجالية، بصعوبات اجتماعية ومهنية من جراء التغييرات المستمرة التي تواكب المجتمع السويسري، هنا. وبما أن الشركات السويسرية تعتبر الخاسرة الأكبر، بسبب الأزمات المالية الأروبية والأميركية، فان الأمر ينعكس سلباً، نفسياً، على موظفيها برغم أن فرص العمل، هنا، متوافرة انما ليست كما كان الحال عليه في الماضي، لا سيما من حيث الدخل وساعات العمل.

علاوة على ذلك، تنوه هذه الخبيرة بأن العامل أم الموظف المسلم، حتى لو كان سويسرياً، يحاول الادخار، بقدر المستطاع، لمساعدة الأهل، في الخارج. وبما أن قوة الفرنك السويسري أضحت خارقة(زادت 20 في المئة على اليورو منذ مطلع العام) فان المساعدات المالية للأهل(تقدرها الخبيرة نايف بحوالي 200 الى 500 فرنك سويسري شهرياً لكل عائلة) أضحت كافية لتلبية تشكيلة واسعة من الطلبات. والى جانب فرحة المغتربين المسلمين العارمة بامكان تلبية كافة احتياجات الأسرة، في الوطن الأم، فان قوة الفرنك السويسري تخولهم، اليوم، السفر لقضاء فترة نقاهة واستجمام في الخارج، براحة، بصرف النظر عن أوضاعهم في العمل. ما يعني أن شهر رمضان، العام، سيكون كريماً على جميع المسلمين، داخل سويسرا وخارجها.