باريس:انهت اسواق المال تعاملاتها الاسبوعية الجمعة باوضاع متباينة وبدت موزعة بين آمال ان تقدم قمة مجموعة الثماني بكمب ديفيد حلولا لازمة منطقة اليورو ومخاوف متزايدة من عواقب خروج اليونان من منطقة اليورو. وقال محللو quot;كريدي ميتوال سي اي سيquot; ان quot;قادة الحكومة يمكن ان يفتحوا الباب امام مفاوضات البنوك المركزيةquot; قبل اثارة سيناريو quot;تدخل مشترك او تنسيق تحركاتquot;.

ورغم خفض وكالات التصنيف الائتماني تصنيف اليونان واسبانيا، فان البورصات الاوروبية لم يسدها الهلع: وعند الاقفال تراجعت بورصة باريس 0,13 بالمئة وفرنكفورت 0,6 بالمئة وميلانو 0,31 بالمئة في حين كسبت بورصة مدريد 0,44 بالمئة وتراجعت لندن بنسبة 1,33 بالمئة.وفي بورصة نيويورك تراجع مؤشر دو دجونز بنسبة 0,59 بالمئة بعد بداية متذبذبة ومخيبة للامال لادراج اسهم فيسبوك في وول ستريت.وبعد اغلاق يوم الخميس نزلت علامات وكالات التصنيف. فوكالة فيتش خفضت تصنيف الدين السيادي اليوناني الطويل الامد درجة الى quot;سي سي سيquot; في حين عاقبت وكالة موديز 16 بنكا واربع مناطق اسبانية.

وقال ايف مارسي بائع الاسهم quot;لقد عودتنا وكالات التصنيف على مثل هذه الاعلانات. ولم تعد تفاجىء الاسواق وواضح جيدا انه لم تحدث اي بلبلةquot;.ولئن لم تشمل اعلانات وكالات التصنيف الاسواق الاوروبية، فان البورصات الاسيوية دفعت ثمنها ما ادى الى تراجع بعضها حتى نحو 3 بالمئة في نهاية التداول مثل بورصة طوكيو (ناقص 2,99 بالمئة) او سيول (ناقص 3,40 بالمئة).وبحسب المحللين فان المستثمرين كانوا مركزين على افتتاح قمة مجموعة الثماني مساء الجمعة والتي تستمر السبت باشراف الرئيس الاميركي باراك اوباما.ويتوقع ان يهيمن على جدول اعمالها ملف ازمة ديون منطقة اليورو التي ترى واشنطن في مواجهتها في توافق مع بعض القادة الاوروبيين، انه يتعين اعتماد سياسة تركز اكثر على النمو.

وفي هذا السياق اكد اوباما اثر اجتماعه بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان هذه القمة ستبحث quot;مقاربة مسؤولة للتقشف في الميزانية متزامنة مع اجراءات تحفيز للنموquot;.لكن التوتر لا يزال قائما في منطقة اليورو حيث يخيم شبح الافلاس على اليونان وتسري اشاعات عن سحوبات كبيرة من بنوك يونانية واسبانية مستهدفة بتخفيض وكالات التصنيف.وحرصت متحدثة باسم وزارة المالية الالمانية الجمعة على الطمانة بشان الوضع في اسبانيا وقالت انه لا يوجد quot;حاليا سبب للشكquot; في قدرة اسبانيا على مساعدة بنوكها دون اللجوء الى صندوق الاغاثة الاوروبي (اف اي اس اف).

وفي حين يكثر الحديث في الاسابيع الاخيرة عن احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو، فان وكالة فيتش اعتبرت انه هناك quot;خطر متعاظم من عدم تمكن اليونان من الابقاء على مساهمتها في الاتحاد الاقتصادي والنقديquot;.وزادت الشكوك بشان بقاء اليونان في منطقة اليورو مع صعود قوي للاحزاب المناهضة للتقشف التي يمكن ان تصل الى الحكم بعد الانتخابات التشريعية القادمة في 17 حزيران/يونيو.وتدرس المؤسسات الاوروبية quot;سيناريوهاتquot; افلاس اليونان، بحسب ما كشف المفوض الاوروبي للتجارة كاريل دي غوشت ما دفع زميله اولي ريهن الى توضيح انه لا يوجد اي سيناريو يشير الى خروج اليونان من منطقة اليورو.

وعبر وزير المالية الالماني فولغانغ شوبلي مجددا الجمعة عن امله في ان تبقى اليونان في منطقة اليورو واعتبر ان ازمة الثقة في الاسواق ستهدا بعد عام او عامين.كما اكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان حكومتها quot;قادرة على التحرك في اليونانquot; بعد الانتخابات، وذلك اثناء محادثة هاتفية مع رئيس اليونان كارولوس بابولياس.واثرت هذه الاجواء المتوترة على العملة الاوروبية الموحدة حيث فضل المستثمرون عملات اكثر امانا مثل الين والدولار. لكن بعد ان تراجع الى ادنى مستوى له منذ اربعة اشهر امام الدولار صباح الجمعة، عاد اليورو وحقق مكاسب واضحة ليبلغ صرفه 1,2773 دولارا مقابل 1,2693 دولارا الخميس عند الساعة 21,00 تغ.وتراجعت نسبة فائدة السند الالماني لعشر سنوات (بوند) الذي يمثل الملجأ الممتاز في زمن الازمات، الى ادنى مستوى لها تحت 1,4 بالمئة لاول مرة منذ اقامة منطقة اليورو.