بدأت تظهر إشارات جديدة دالة على حدوث تباطؤ عالمي، وجاءت لتزيد قتامة التوقعات الخاصة بالوضع الاقتصادي. ولفتت تقارير بالولايات المتحدة أمس إلى تباطؤ طلب الشركات الخاص بشراء حواسيب وطائرات وآلات وغيرها من السلع طويلة الأمد.


القاهرة: بدأت تتراجع التدابير الخاصة بمعنويات قطاع الأعمال في أوروبا، وبدأت تنقلب تقارير مديري المشتريات بالمصانع حول العالم رأساً على عقب. ودللت على ذلك صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بقولها إن الصين، ثاني أكبر كيان اقتصادي بالعالم، قد سجلت سابع انخفاض لها في أحد مؤشرات التصنيع الهامة.

ومضت الصحيفة تشير إلى أن ظهور تلك التقارير الأخيرة جاء لينذر باحتمالية نشوء تهديد اقتصادي جديد. حيث بدأ يتباطأ هذا النشاط في وقت واحد حول العالم وليس فقط في عدد محدود من الأسواق تعاني من مشكلاتها المستقلة. وأضافت الصحيفة أنه حين يبلي الاقتصاد العالمي بلاءً حسناً، فإن النمو المتزامن يدعم ويعزز نفسه ويقود لنشر الرخاء في كل مكان. لكن موجات التباطؤ قد تتشابك وتغذي نفسها، وبدأ يعانيها الاقتصاد العالمي منذ نشوب الأزمة المالية في العام 2008.

وسبق لمنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي أن خفضت قبل عدة أيام توقعاتها للنمو عام 2012 في الاقتصاديات المتقدمة. وأشار صندوق النقد الدولي إلى أنه يرى أن الاقتصاد العالمي ينمو بشكل أكثر بطءً عما كان عليه عام 2011 بنسبة قدرها 3.9%.

وأعقبت ستريت جورنال بلفتها إلى أن الضعف الاقتصادي، بدوره، يعني أن المستثمرين يتلقون وطأته بشكل كامل. كما انخفض مؤشر MSCI العالمي للبورصات، الذي يتتبع الأسواق حول العالم، بنسبة زادت عن 9 % منذ منتصف آذار/ مارس.

كما انخفضت أسعار النفط، وهي مؤشر آخر للطلب العالمي، بنسبة 15 % حتى الآن خلال الشهر الجاري. وبالنظر إلى هذين العاملين، تكهنت الصحيفة باحتمالية نشوب ضغوط جديدة على صناع القرار للرد بتدابير تعني بزيادة ودعم النمو. وأشارت الصحيفة هنا إلى أن المسؤولين الأوروبيين يواجهون ضغوطاً شديدةً للابتعاد عن تدابير التقشف، فيما يبحث الصينيون الآن عن طرق جديدة لدعم وتعزيز النمو.

ونوهت الصحيفة إلى شكوى كثير من الشركات بشأن المتاعب والمشكلات التي تواجهها في أماكن بعيدة عن مقراتها. وقال أحد الرؤساء التنفيذيين يدعى صهيب عباسي :quot; حظيت تدابير التقشف ببعض الأثر.

وبينما سجلت الشركة ( التي يترأسها ) مبيعات ضعيفة في أوروبا، فإنها لا تزال تشهد نمواً مزدوج الرقم في مناطق أخرى، بما في ذلك أميركا اللاتينية ومنطقة المحيط الهادئ في القارة الآسيويةquot;.

وقالت ميغ وايتمان، الرئيس التنفيذي لشركة هيوليت باكارد، بينما كانت تتحدث عن خطط تعتزم من ورائها تسريح 27 ألف عامل :quot; القلق نابع مما إن كانت ستتدهور الأوضاع في أوروبا عما سبق لنا أن توقعنا. لكني لا أظن أن أحداً يعرف في الحقيقةquot;.

ومضت الصحيفة تنقل عن دافيد ريزلر، الخبير الاقتصادي لدى بنك نومورا للأوراق المالية، قوله :quot; ارتفعت بالقطع أخطار التباطؤ في أوروبا التي تلقي بظلالها الكبيرة على الاقتصاد العالمي. ولا نعتقد أنه سيكون هناك ركوداً عالمياً، لكنه قد يحول دون نمو الاقتصاد العالمي بصورة قويةquot;. ومع هذا، أوضح بروس كاسمان، الخبير الاقتصادي لدي جي بي مورغان تشيس، إن إنفاق المستهلكين مستقر عالمياً.

وتابع كاسمان حديثه في نفس السياق بالقول إنه إذا استمر ( الإنفاق ) على هذا النهج خلال الشهور المقبلة، فإن المصنعين قد يكثفوا الإنتاج هذا الشهر مع تراجع المخزونات. فيما ختمت الصحيفة بلفتها إلى أن الصين تشكل أحد عوامل الخطر الهامة على هذا التوقع، خاصة وأن الصين بدأت تتجه إلى خليط من المبادرات في مناطق تأمل أن تحفز النمو وأن تكمل حملتها طويلة الأمد صوب اقتصاد يدار بمزيد من الاستهلاك والابتكار ونشاط القطاع الخاص. وتوقع بعض المحللين أن يتم بذل جهداً حكومياً أكثر تركيزاً من جانب السلطات الصينية في حالة عدم ارتفاع معدلات النمو.