استكمالًا لما نشرته quot;إيلافquot;، رفضت المملكة الأردنية رفضًا قاطعًا مشروعًا إسرائيليًا يقضي بإنشاء مطار جديد بديل لمطار إيلات بالقرب من العقبة، نظرًا إلى مخاطر يشكلها لناحية السلامة الجوية لقربه من المطار الأردني وعدم مراعاته تاليًا الاتفاقات الدولية.


نصر المجالي: قال رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني الكابتن محمد القرعان إن الجانب الأردني أعرب في إحدى جلسات المفاوضات الأخيرة المتعلقة بالطيران المدني مع الجانب الإسرائيلي عن رفضه إنشاء مطار بديل لمطار إيلات بالقرب من العقبة.

وكانت quot;إيلافquot; نشرت تقريرًا متكاملًا تحت عنوان quot;مطار إسرائيلي جديد يهدّد بخنق الأردن من العقبةquot; يوم 28 سبتمبر/ أيلول 2013 عن مشروع المطار الإسرائيلي المقترح. واعتبر التقرير حينها أن المطار مخالف لاتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل، فضلًا عن مخاطره البيئة والاستثمارية على المملكة.

أضاف القرعان في تصريح ، ردًا على ما تناقلته وسائل الإعلام حول نية إسرائيل إنشاء مطار جديد بمحاذاة العقبة: تبيّن لنا من خلال العرض الإسرائيلي لموقع المطار المقترح ومواصفاته أنه لا يلبّي المتطلبات الدولية للفصل بين المطارات المتقاربة، مشيرًا في هذا الإطار إلى الضوابط والتشريعات الدولية، التي تتضمنها معاهدة شيكاغو للطيران المدني، الملزمة لجميع الدول، والتي من أهم بنودها سيادة كل دولة على مجالها الجوي.

وكان مصدر رسمي سرّب لـquot;إيلافquot; أن جهات سيادية في الدولة، إضافة إلى مفوضية العقبة الاقتصادية وهيئة الطيران المدني تبذل جهودًا مضنية لوقف بناء المطار عبر مختلف قنوات الاتصال، محذرًا في الوقت نفسه من أزمة دبلوماسية، قد تنشب في حال تعنت الجانب الإسرائيلي وإصراره على المضي في البناء.

وأضاف رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الموقع المقترح تم رفضه من الجانب الأردني، وجرى إبلاغ الجانب الإسرائيلي بذلك، حيث إن قربه من مطار الملك الحسين بن طلال في العقبة سيؤثر على السلامة الجوية في المطارين. وبناء عليه تم الطلب منهم quot;البحث عن موقع جديد يلبّي متطلبات وشروط منظمة الطيران المدني الدولية quot;إيكاوquot;، وموافاتنا بالموقع الجديد لدراسته وتقويمهquot;، مؤكدا أن إسرائيل تفكر في موضوع إنشاء المطار البديل منذ نحو عشرين عامًا.

تقرير إيلاف
وكان تقرير quot;إيلافquot; أشار إلى أن اتصالات بدأت في الآونة الأخيرة بين الجانب الأردني ونظيره الإسرائيلي بهدف حمل إسرائيل على التوقف عن مشروع المطار الجديد لما يحمله من مخاطر.

في هذا الإطار، نبّهت مصادر مطلعة إلى أن الخطوات الأردنية، ولو أنها تأتي متأخرة، فإنه يتعيّن على الأردن التلويح باتفاقية وادي عربة للسلام، التي تضبط مثل هذه القضايا مع الجانب الإسرائيلي، مع الأخذ في الاعتبار أن يستعين الأردن بمنظمة الطيران الدولي، وكذلك مصر، التي ستتأثر مطاراتها هي الأخرى، لمواجهة المشروع الإسرائيلي.

ويراهن الأردن على مستقبل استراتيجي جاذب للاستثمارات الضخمة في منطقة العقبة الاقتصادية، التي يعتبر مطار الملك الحسين الدولي أبرز عوامل الجذب السياحي العالمي فيها.

وحسب تقارير، فقد شرعت إسرائيل بالبدء في أعمال إقامة المطار على بُعد 15 كيلومترًا شمال مدينة العقبة، التي تضم مطار الملك حسين الدولي، والذي سيكون المتأثر الأكبر من المطار الإسرائيلي الجديد، فضلًا عن قرب هذا الأخير من المنطقة الحدودية، من دون مراعاة الاتفاقيات الموقعة أو الرجوع إلى الجانب الأردني.

وكانت اللجنة الحكومية الخاصة بتطوير مدينة إيلات الجنوبية على مدخل خليج العقبة، برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قررت في العام 2011 إنشاء مطار دولي جديد في منطقة quot;تمناعquot; القريبة من إيلات، ليحلّ محلّ المطار القديم في وسط المدينة.

مطار جديد
وكانت صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; الإسرائيلية قالت حينها إن المشروع، الذي عرض خلال الجلسة، يتضمن إخلاء المطار الحالي وبناء المطار الجديد quot;رامونquot;، الذي كان تم التخطيط لإقامته عام 1986 حين أعلن وزير المالية في حينه جاد يعقوبي عن إنشاء مطار دولي قريبًا، مضيفة أن المدة القريبة تلك امتدت لأكثر من 25 عامًا.

وحسب التقارير الإسرائيلية عن المطار الجديد، الذي يبعد نحو 18 كيلومترًا عن مدينة إيلات، فسوف يستخدم في المقام الأول للرحلات إلى أوروبا والرحلات الداخلية، وستتمكن فيه الطائرات النفاثة الكبيرة من الإقلاع إلى أي مكان في أوروبا، كما سيشتمل على صالات واسعة، تتناسب مع مرور مليوني مسافر في السنة، إضافة إلى سوق حرة.

وفي إطار خطة إنشاء المطار الإسرائيلي، سيتم توسيع طريق quot;وادي عربةquot; بين quot;تمناعquot; وquot;إيلاتquot; إلى أربعة مسارات، وتتضمن الخطة بناء فنادق في منطقة الساحل الجنوبي للمدينة، وكذلك بناء سكة حديد إلى إيلات.

انتهاك للاتفاقيات
ورأت مصادر أردنية أن قيام إسرائيل بتدشين المطار في تلك المنطقة الحدودية يعدّ انتهاكًا للاتفاقيات الدولية، والتي تقضي ببعد أي مطار عن المناطق الحدودية المشتركة للدول، أكثر من 2000 متر كحد أدنى، في حين أن المطار لا يبعد عن المنطقة الحدودية القريبة من العقبة سوى 200 متر.

وحذر المصدر من تأثير بناء المطار على مطار الملك حسين الدولي في العقبة، مؤكدًا أن السلامة الجوية ستكون معرّضة للخطر في حال إتمام المشروع، نظرًا إلى الاقتراب الشديد بينه وبين مطار العقبة، مما يؤدي إلى احتمالية حدوث حوادث طيران مستقبلية وانتهاك للأجواء الأردنية.

وأكد المصدر أن الجانب الإسرائيلي لم يراعِ الاتفاقيات الدولية واتفاقية السلام الموقعة مع المملكة، حيث تفيد اتفاقية وادي عربة ببناء مطار دولي مشترك تحت مسمّى مطار السلام، إضافة إلى الآثار السلبية، التي قد تنتج من بناء مطار على مقربة كبيرة من الحدود، ومن دون التنسيق أو الرجوع إلى الجانب الأردني، وفق ما تنص عليه اتفاقية السلام.

وحول الموقف الرسمي، بيّن المصدر أن الموقف الرسمي الأردني غير راضٍ عن التصرفات الإسرائيلية، وأن هناك اتصالات ومراسلات بين الجانبين اتسمت بالسرية والتكتم الشديد، كان آخرها دعوة من السفارة الإسرائيلية في عمّان وجّهت إلى عدد من المسؤولين الرسميين لحلّ الخلافات، مؤكدًا في الوقت عينه أنه وفي حال إخفاق الجانبين في التوصل إلى اتفاق، سيتم رفع شكوى إلى منظمة الطيران العالمي والمحاكم الدولية المختصة للحفاظ على السيادة الوطنية.