في ظل اهتمام دولي بنفط لبنان من خلال عقد مؤتمرات تستجلب شركات أجنبية مهتمة بالنفط اللبناني، يبقى السؤال ما مصير استخراجه في ظل حكومة تصريف اعمال؟.

بيروت: اختتم المعرض المواكب لمؤتمر القمة الدولية الثانية للنفط والغاز في لبنان أعماله أمس في فندق فينيسيا، وشارك فيه أكثر من 200 شركة ومصرف ومكتب وجمعية لبنانية وعربية وعالمية. جلسات العمل والمعرض استضافت، إلى جانب العديد من الشركات العربية المتخصصة في الغاز والمشتقات النفطية، شركات أجنبية معظمها من الجنسيّة الأميركية، متخصصة في حفر آبار النفط والغاز، إلى جانب عدد من المصارف المحلية والأجنبية، إضافةً إلى مكاتب محامين وشركات خدمات أجنبية تابعة لسلسلة الإمداد.

وفي ظل هذا الانفتاح الدولي على نفط لبنان يبقى السؤال، في ظل حكومة تصريف اعمال كيف يمكن البت في ملف النفط اليوم؟

رأي اقتصادي

يقول الخبير الاقتصادي لويس حبيقة لـquot;إيلافquot; إن هناك احلامًا لا تزال في الهواء حول امتلاك اللبناني للنفط لأن لا شيء واضح حتى الآن، وتوقيت كل هذه الضجة اليوم حول النفط في لبنان انما هو سياسي، اكثر مما هو مالي أو اقتصادي، بمعنى اليوم هناك تأليف الحكومة وبعدها الانتخابات النيابية، وقد يستغرق الامر سنوات عدة في لبنان لاستخراج النفط، لأن التنقيب لم يجرِ حتى الآن.

ولا يرى حبيقة أن المرحلة المقبلة مع اسرائيل ستكون بالضرورة حربًا على النفط، لأن الامر لا يزال باكرًا، والنفط لن يشكل حربًا مع تقسيمه، و الارض عكس ذلك قد تحدث حربًا، والنفط يمكن تقسيمه، والامر اسهل بكثير، وهناك نفط في كثير من الدول تم تقسيمه، وسوف يجدون معادلة ما بين لبنان واسرائيل وسائر الدول لتقسيم النفط، واسرائيل في حال عداوة مع لبنان ولا بد من الامم المتحدة أن تتدخل.

ولا يعتقد حبيقة أن مجرد التنقيب عن النفط في لبنان سوف تضع الدول الكبرى كأميركا وغيرها عينها على لبنان، وتبقى مجرد اوهام، لأن لاميركا نفطها الخاص اليوم، من خلال غازها المكتشف حديثًا، وليست بوارد أن تضع عينها على بترول غيرها من الدول لأنها بعد سنوات قليلة ستصبح المصدرة الاولى للنفط في العالم، ولن تهتم بنفط لبنان.

ولدى سؤاله انها اهتمت مثلاً سابقًا بنفط العراق في العام 2003؟ يجيب حبيقة:quot; هناك احلام أخرى غير النفط دفعت بأميركا الى الحرب مع العراق وغيرها من الدول، كان يهمها ايضًا النفوذ السياسي.

تعزيز كل القطاعات

لأي حد يساهم اكتشاف النفط في لبنان بتعزيز اقتصاده وتحريره؟ يجيب حبيقة الى أقصى الحدود، ولكن يجب التنقيب في البدء، وهو مع استخراجه يضفي ايرادات كبيرة، مما يريح الموازنة ويجعلنا نغلق جزءًا من الدين العام ويريح البلد اقتصاديًا.

ويلفت حبيقة الى أننا لا نزال نتكلم احلامًا واوهامًا حول هذا الموضوع، وتوصلوا الى وجود نفط فقط في لبنان وتبقى العبرة في التنقيب، لمعرفة اين وما هي الكمية الموجودة، ولا نزال نتكلم عن مشاكل حول الموضوع مع اسرائيل وقبرص وسوريا.

ويؤكد حبيقة أنه ربما قد تكون كلفة استخراج النفط من لبنان كبيرة جدًا، وهنا لن يستفيد لبنان كثيرًا اقتصاديًا من وجود النفط فيه.

عن القطاعات التي تستفيد مباشرة من استخراج النفط في لبنان، يرى حبيقة أن كل قطاعات البلد ستستفيد، لأنها كلها تعتمد على النفط، ومنها قطاع النقل، والانتاج، وخصوصًا الصناعة، لأن المحروقات مهمة جدًا لها، والزراعة تستفيد قليلاً واقل منها الخدمات.

عن دور سوء الادارة واستفادة بعض الشخصيات ماديًا من وجود النفط على حساب لبنان، يقول حبيقة إن هذا يعود الى قلة ثقة المواطن اللبناني بالسياسيين وسوء ادارة القطاعات، لأن لبنان جرّب الموضوع سابقًا، ولا ثقة للمواطن، وهي مفقودة اليوم، وليس من مسؤولية النفط بل من سوء الممارسة منذ خمسين عامًا حتى اليوم، ومن حق اللبناني أن يشك الى اين ستذهب مصادر اموال النفط، وسوء الممارسة الادارية هذه يخاف المواطن أن تنعكس ايضًا على النفط، لأن الاجواء في البلد لا تطمئن أن ادارة النفط ستكون افضل من الامور الاخرى السابقة.