شركة كويت إنرجي بدأت صغيرة في العام 2005، لكنها نمت بسرعة، حتى توسعت أعمالها لتشمل ثماني دول آسيوية وأفريقية وأوروبية، وهي تركز في المستقبل على العمل لإدراج أسهمها في بورصة لندن كخطوة لتحسين وضعها التنافسي بين الشركات العالمية المتخصصة في مجال النفط.


الكويت: على الرغم من أن نشاطات واستثمارات شركة كويت إنرجي تمتد في ثماني دول آسيوية وأفريقية وأوروبية، إلا أن السيدة سارة أكبر، الرئيسة التنفيذية للشركة، أكدت لـ quot;إيلافquot; أن تركيز الشركةالمقبل سيكون على التوسع في منطقة الشرق الأوسط، وهي تنتظر الظروف المناسبة للأسواق المالية كي تدرج في بورصة لندن للأوراق المالية، كخطوة لتحسين وضعها التنافسي بين الشركات العالمية المتخصصة في مجال النفط.

أحدث عقود الشركة عقد أبرمته قبل شهر تقريبًا، وكان عقد استكشاف وتطوير وإنتاج الرقعة التاسعة في محافظة البصرة بالعراق، وهو العقد الثالث في البلد الشقيق بعد عقدين، مدة كل منهما 20 عامًا، لتطوير حقلي سيبا والمنصورية.

ولفتت شركة كويت إنرجي الانتباه في سرعة نموها، فقد تأسست في العام 2005 كشركة مستقلة تعمل في مجال إستكشاف وحفر وإنتاج النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط. وسرعان ما توسعت في عدة بلدان، محققة كل عام نموًا في صافي الربح والإيرادات وحقوق المساهمين. وفي الآونة الأخيرة، ركزت الشركة على المساهمة في إعادة بناء قطاعات في مجالالإستكشاف والتطوير والإنتاج، الذي قد يكون تأثر بالحروب في بعض الدول.

وعلى الرغم من كونها شركة كويتية، إلا أنها لا تعمل حاليًا في الكويت، quot;لأن فرص الاستكشاف والإنتاج غير متوافرة في الوقت الحالي في الكويت، كون هذه العمليات محتكرة من قبل القطاع الحكوميquot;، كما تقول أكبر.

عقود عراقية

تقول أكبر إن أحدث استثمارات كويت إنرجي هو الفوز بعقد استكشاف وتطوير وإنتاج الرقعة التاسعة خلال جولة التراخيص الرابعة في العراق، التي طرحت في أيار (مايو) الماضي. وقد تم توقيع العقد بين وزارة النفط العراقية بتاريخ 27 كانون الثاني (يناير) الماضي وبين التحالف الذي تقوده كويت إنرجي، والذي يضم شركة دراجون أويل المستقلة والمتخصصة في عمليات الإستكشاف والتطوير وإنتاج النفط والغاز.

وستكون كويت إنرجي المشغّل الرئيسي للرقعة بحصة تشغيلية تبلغ 70 في المئة، فيما تمتلك شركة دراجون أويل الحصة التشغيلية المتبقية والبالغة 30 في المئة. وتقع الرقعة التاسعة في محافظة البصرة على مسافة 866 كيلومتراً مربعاً من المدينة.

ويعتبر هذا العقد تتويجًا لإنجازات كويت إنرجي في العراق، حيث يعد عقد الرقعة التاسعة ثالث عقد يتم ترسيته على الشركة، بعد فوزها في دورة التراخيص الثالثة بحقول الغاز بعقدين مدة كل منهما 20 عامًا لتطوير حقلي سيبا والمنصورية. وتشغل كويت إنرجي حقل سيبا من خلال حصتها التشغيلية البالغة 60 في المئة، فيما تمتلك حصة تشغيلية نسبتها 80 في المئة في حقل المنصورية، الذي تشغله شركة البترول التركية TPAO.

صعود متسارع

صعدت كويت إنرجي بقوة وسرعة، ما يعطي انطباعًا بقرب منافستها لشركات أجنبية عريقة، وهي التي تأسست برأس مال قدره24,5 مليون دينار كويتي، وبفريق عمل متواضع.

بدأت عملياتها التشغيلية مع بداية العام 2006 في سلطنة عمان، من خلال تشغيل حقول كريم الصغيرة، وامتياز برج العرب في مصر. وانفردت الشركة منذ البداية بكونها مستقلة تعمل في مجال الإستكشاف وحفر وإنتاج النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط. واستمرت بالتوسع من خلال زيادات رأس مال متتالية وتنويع محفظة أصولها إستراتيجيًا.

كما قامت أخيرًا بعملية إعادة هيكلة، ونقل معظم أصولها الإستراتيجية تحت مظلة شركة كويت إنرجي (plc) ومقرها جيرسي، استعدادًا لفرصة إدراج الشركة مستقبلًا - وبحسب ظروف الأسواق المالية الملائمة - في بورصة لندن للأوراق المالية كخطوة متميزة للشركة، لإيجاد فرص تخارج لمساهميها وتحسين وضعها التنافسي بين الشركات العالمية المتخصصة في مجال النفط. ولقد استمرت كويت إنرجي على مر السنوات بتحقيق صافي الربح الإيجابي والنمو المستمر في الإيرادات وحقوق المساهمين.

تقول أكبر: quot;بعد أكثر من سبع سنوات على تأسيس الشركة، تتمتع كويت إنرجي بأصول متنوعة في مصر والعراق واليمن وعمان وروسيا وأوكرانيا ولاتفيا وباكستان، كما حازت على ثقة الحكومات في هذه الدول، وفي دول أخرى، وعلى دعم الشركاء، وساهمت بدور فعّال في بناء المجتمعات المحلية للدول التي تعمل بها، من خلال تركيزها على الإستثمار الإجتماعي المستدام في عدّة نواحٍ، منها التعليم والصحة ودعم المرأة والمساهمة في خلق وظائف في هذه المجتمعات إيمانًا بأهمية المسؤولية الاجتماعيةquot;.

وأضافت أن متوسط الإنتاج اليومي من حصص الشركة التشغيلية بلغ حاليًا 17310 براميل من النفط المكافئ. أما في المستقبل، فإن حجم الإنتاج سيعتمد على عدة عوامل، منها بدء الإنتاج من حقلي سيبا والمنصورية في العراق عند الانتهاء من عمليات التطوير، وكذلك نتائج تطوير عمليات الشركة الاستكشافية والتطويرية في بعض أصولها النفطية في مصر واليمن وأوكرانيا، وأخيرًا الفرص التي ستتوافر.

وتتنوع استثمارات الشركة في الدول الثماني بين المشغّل الرئيسي لثمانية عشر أصلاً في هذه الدول، وبين حصص غير تشغيلية في أصول أخرى. ويبلغ مجموع الأصول النفطية والغازية التي تمتلك فيها الشركة حصصًا تشغيلية 57 أصلًا.

بناء ما دمرته الحروب

عن سبب عدم وجود شركة تابعة لكويت إنرجي، مختصة في إطفاء حرائق آبار النفط، خصوصًا وأن أكبر كانت عضوًا فعالًا في الفريق الكويتي الذي ساهم بإطفاء مجموعة من آبار النفط الكويتية التي أحرقها النظام العراقي السابق في العام 1991، قالت: quot;مساهمتنا في إطفاء حرائق النفط في الكويت في العام 1991 كانت مساهمة فردية وشخصية، انطلاقًا من الواجب الوطني، وقد كان لنا دور أيضًا في المساعدة في اطفاء حرائق النفط في العراق في العام 2003، حيث جاءت هذه الخطوة من خبرتنا في ذلك، ولكن هذه المشاركات ستبقى على الصعيد الشخصي لكل فردquot;.

أضافت: quot;كويت إنرجي تركز حاليًا على خبرتها التشغيلية، بما في ذلك المساهمة في إعادة بناء قطاعات في مجالالإستكشاف والتطوير والإنتاج الذي تأثر بحروب في بعض الدول، وقد استضافت الشركة في منتصف العام الماضي وفدًا ضمّ كبار المسؤولين العاملين بشركات النفط الوطنية الليبية في ورشة عمل هدفت إلى إلقاء نظرة على إعادة تأهيل القطاع النفطي الليبي والبحث في الحلول والطرق اللازمة لتحقيق الهدف المنشودquot;.

لا فرص في الكويت

وعمّا إذا ما كان للشركة توجه للاستثمار في الكويت، قالت إن quot;كويت إنرجيquot; قبل أن تكون شركة من شركات الشرق الأوسط، فهي شركة كويتية أسستها كوادر كويتية بهدف استكشاف وإنتاج الموارد الغنية التي تتمتع بها المنطقة، quot;لذا فإننا لن نتردد في المساهمة في نمو هذا القطاع الحيوي في الكويت إن ما سنحت لنا الفرصة، فالكويت تتمتع بأحد أكبر القطاعات النفطية والمتطورة في العالم، وقد أظهرت شركة كويت إنرجي امكانياتها التشغيلية على مر السنين في دول مختلفة. أما دخولنا للكويت اليوم، فإن فرص الاستكشاف والإنتاج غير متوفرة في الوقت الحالي كون هذه العمليات محتكرة من قبل القطاع الحكومي.quot;

نمو الأرباح

كانت شركة كويت إنرجي أعلنت في منتصف شباط (فبراير) الماضي تحقيقها ارتفاعًا في حجم إيراداتها غير المدققة في الربع الأخير من العام 2012، إذ بلغت 59 مليون دولار، بزيادة قدرها 29,4 في المئة عن العام 2011، وبلغ متوسط إنتاجها اليومي 17442 برميلًا من النفط المكافئ، بنمو نسبته 16,1 في المئة عن متوسط انتاج الشركة في العام الذي سبقه.

ووصلت الأرباح التشغيلية إلى 38.9 مليون دولار، بزيادة 30.1 في المئة عن الربع الأخير من العام 2011. كما أعلنت عن تأهل كونسورتيوم بقيادة كويت إنرجي من قبل الحكومة الأفغانية لدخول المفاوضات على عقد استكشاف وتطوير امتيازين في أفغانستان.