أعادت مصر إلى قطر وديعة مصرفية بقيمة ملياري دولار، كانت الدوحة أودعتها في البنك المركزي المصري، ورفضت تحويل بعضها إلى سندات أجلها ثلاث سنوات.


اتسمت العلاقة القطرية المصرية بالتذبذب في الآونة الأخيرة. فقطر، التي تطوعت لدعم ثورات الربيع العربي منذ بدايتها، قدمت دعمًا مفتوحًا لجماعة الإخوان المسلمين، ولرئيس المصري المعزول محمد مرسي، من دون أن تراعي خصوصية المشهد المصري المتغير. وحين تم عزل مرسي بطلب من مليونيات شعبية، وبتحرك من الجيش المصري، بقيت قطر على موقفها المؤيد للإخوان، فوصفت ما حصل بالانقلاب العسكري على الشرعية المصرية، المتمثلة في رئيس منتخب ديمقراطيًا.

فشل المفاوضات
ومع استقرار الوضع لمصلحة الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، أرادت قطر إصلاح ما أفسدته مواقفها السابقة، فرأت أن تنفذ وعدًا من الوعود الاقتصادية التي قطعتها لمصر، بعد وصول مرسي إلى السلطة، فأودعت ملياري دولاء في البنك المركزي المصري.

لكن هشام رامز، محافظ البنك المركزي المصري، أعلن اليوم الخميس أن مصر ردت إلى قطر وديعتها، رادًا القرار إلى فشل المفاوضات بين الجانبين المصري والقطري لتحويل مبلغ الوديعة إلى سندات تستمر لأجل ثلاث سنوات، بالرغم من أن قطر كانت أودعت ثلاثة مليارات دولار في البنك المركزي المصري سابقًا، وتم تحويل مليار دولار منها إلى سندات أجلها ثلاث سنوات.

وكانت التقارير الصحافية نسبت إلى أحد المسؤولين في البنك المركزي المصري قبل أسبوعين تأكيده أن مصر مستعدة لرد هذين المليارين اللذين أودعتهما قطر في البنك في أيار (مايو) الماضي في حال فشل محادثات لتحويل المبلغ إلى سندات. وقالت صحيفة الأهرام القاهرية إن الحكومة القطرية طلبت تأجيل التحويل.

إعادة تقويم
كما أعلنت قطر في نيسان (أبريل) الماضي أنها ستشتري سندات مصرية بقيمة ثلاثة مليارات دولار كمعونة إضافية لمصر، فضلًا عن وعود سابقة باستثمارات في مصر بقيمة 18 مليار دولار، حتى حلول العام 2018. لكن مصير هذه الوعود والاستثمارات غير معروف اليوم، مع تدهور العلاقات بين الدوحة والقاهرة، بعد أحداث الثالث من تموز (يوليو) الماضي. وأفاد تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية أن قطر قدمت إلى مصر خلال الفترة التي قضاها مرسي في السلطة مبلغ 7.5 مليار دولار.

وفي رد على ما حصل، قال محمد أبو حامد، العضو السابق في مجلس الشعب المصري، في تغريدة له على تويتر، إنه يؤيد رد وديعة قطر، ويراها خطوة مهمة لإعادة تقويم العلاقات مع هذه الدولة، التي ثبت تورّطها في التآمر على مصر وشعبها.