حقّق برج خليفة رقمًا قياسيًا جديدًا بمنصة مشاهدة هي الأعلى في العالم، على ارتفاع 555 مترًا عن سطح الأرض. فهي أعلى منصة يشيّدها إنسان.


ساره الشمالي من دبي: أول شعور يخالجك وأنت تقف على منصة برج خليفة سكاي، المنصة الجديدة في برج خليفة، التي تم تدشينها على ارتفاع 555 مترًا، أي في الطبقة 148 من البرج، هو الغناء مع العندليب الأسمر "ماسِك الهوا بإيديّا"... إلا أنه ليس الهواء هنا، بل هو السحاب بكل ما للكلمة من معنى.

دخل غينيس
لا يقتصر فضل هذه المنصة على إدخالها برج خليفة إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية، لتكون أعلى منصة مشاهدة في العالم، بل يتجاوز ذلك إلى تقديم مشهد لدبي لم تعهده العين، بعد إتاحتها فرصة استثنائية للصعود إلى أعلى نقطة& شيّدها إنسان ضمن بناء.

تبدأ خصوصية هذه المنصة من المصعد الموصل إليها. ففيه شاشات تعرض صورًا أخاذة لأبراج عالمية ومنصات على ارتفاعات شاهقة، لينتهي مطافها ببرج خليفة ومنصته الحديثة، التي تفوقت في عليائها على منصة برج كانتون في جوانزو الصينية، بارتفاع يصل إلى 488 مترًا.

الرحلة صعودًا
في الطبقة 125 منصة جديدة أيضًا، ترتفع طبقة عن المنصة الأساسية في الطبقة 124. تمنح منصة هذه الطبقة الزوار الفرصة للاستراحة وتناول بعض المشروبات، مع وجود مساعد من البرج يشرح ما يشاهده الناظر.

ثم يتولى مصعد آخر النقل إلى الطبقة 148، إلى حيث يجد المرء نفسه قريبًا من حافة الدنيا، واقفًا في شرفة خارجية مطلة على كل دبي، من بحرها إلى برها. ما يعزز هذه التجربة الاستثنائية هو العروض على الشاشات الجديدة، ويمكن من خلالها مشاهدة الشوارع، والمنطقة التي يطل عليها البرج، من المناظير التي تتيح رؤية أدق التفاصيل بخيارات عدة، برؤية مباشرة أو ليلية أو تعود إلى تاريخ الإمارات، حيث كانت الصحراء هي الطاغية على جانبي شارع الشيخ زايد، قبل أن تشيّد الأبراج.

أما جديد الطبقتين فهي حكاية تنقل "المسافر" عبر الشاشة إلى مناطق معيّنة في دبي، فيستطيع بشاشة تفاعلية استكشاف الصحراء والجامع، ومرسى دبي، ومنطقة حي الفهيدي.

من دبي إلى خليفة
بدأ العمل على برج خليفة في كانون الثاني (يناير) 2004، وطوله 828 مترًا، وهو يضم 180 طبقة، وفندقًا يحتوي على 403 أجنحة فاخرة. وفيه 57 مصعدًا، أسرعها يصل إلى نحو 10 أمتار في الثانية، والوصول إلى القمة الأساسية يحتاج 55 ثانية فقط.

بلغت تكلفته 1.5 مليار دولار. فيه نحو 1044 شقة سكنية، وقد بيع ما يزيد على 90% منها، رغم تأثيرات الأزمة المالية العالمية في القطاع العقاري في المنطقة. وعمل على تشييد البرج ما يزيد على 12 ألف عامل ومهندس.

في 4 كانون الثاني (يناير) 2010، افتتح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، البرج، وأعلن تغيير اسمه من برج دبي إلى برج خليفة، تكريمًا للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على جهوده ودعمه لدبي والإمارات.

أدهش العالم
خلال لقاء صحافي أقيم الثلاثاء في المنصة الجديدة، قال أحمد الفلاسي، المدير التنفيذي لإدارة العقارات في إعمار العقارية، إن افتتاح المنصة الجديدة سيجعل التجربة ترتقي إلى مستوى جديد من التميز والإبهار والتألق، لتكون تجربة لا تنسى.

وأعرب عن سعادته بتسجيل القمة رقمًا قياسيًا جديدًا في موسوعة غينيس، "ما يسهم في ترسيخ المكانة الرائدة التي تحظى بها دبي، لا سيما أن المنصة الجديدة ترتفع 24 طبقة إضافية عن المنصة التي دشنت مع تدشين البرج".

وأضاف الفلاسي أن البرج استضاف في العام الماضي 1.8 مليون زائر، بينهم مجموعة من المشاهير، وأن الرقم هذا قابل للارتفاع أيضًا بعد تدشين المنصة الجديدة.

وقال طلال عمر، المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في موسوعة غينيس: "الأرقام التي حققها البرج لم تقتصر على علوه وارتفاعه، بل حصل على أطول مصعد في مبنى، وأعلى مطعم في الهواء الطلق، واليوم يكسر الرقم القياسي لأعلى منصة مشاهدة من صنع الإنسان، وهو من الإنجازات التي أدهشت العالم، من حيث الابتكار أو التنفيذ".

&