يقول الخبراء إن تضخم الثروة مقارنة بالدخل يشير إلى اقتراب أزمة اقتصادية، وإن زيادة الإنفاق تساهم في تكوين فقاعة مالية، فهل نحن على أبواب كساد جديد؟.


مروان شلالا من بيروت: تبدو الأوضاع الاقتصادية جيدة بالنسبة إلى معدل الدخل، مقارنة بزيادة الثروة في أميركا، إذ بلغت هذه المعدلات أرقامًا قياسية لها، وفقًا لمؤسسة كريدي سويس، لكن ثمة من يرى أن هذه الأرقام تتنبأ بمصيبة اقتصادية أخرى.

الأزمة آتية!
فالزيادة في الثروة، وتضخمها الكبير مقارنة بالدخل، يشيران إلى اقتراب أزمة اقتصادية. فقد تزايد هذا الفرق قبل الكساد الأعظم في الثلاثينيات، وحصل الأمر عينه في العام 1999 وصولًا إلى العام 2007، عندما شهد العالم انهيار أسواق المال والأزمة الاقتصادية الحديثة. وقد تسببت الأرباح في أسواق المال بزيادة معدلات الثروة بشكل كبير، هذا بالطبع بالنسبة إلى الأثرياء، بينما لم يحصل نمو مماثل في متوسط الدخل للفرد العادي.

واكتشف محللو المؤسسة أن العلامة المقلقة في الزيادة غير الطبيعية بمعدلات الثروة مقارنة بالدخل لطالما دلت على فترات كساد اقتصادي في الماضي.

أساس الفقاعة
وتزايد معدل الثروة بالنسبة إلى الفرد في أميركا بشكل سنوي منذ العام 2008، وبالواقع ارتفع متوسط الثروة إلى أكثر من 19 بالمئة مما كان عليه الوضع قبل الانهيار الاقتصادي في العام 2006، كما أضيف 31.5 تريليون دولار إلى الاقتصاد الأميركي منذ العام 2008، وفقًا للتقرير.

أضاف الخبراء: "من الطبيعي أن يفوق معدل الثروة مثيله بالدخل، خصوصًا بعد المرور في أزمة اقتصادية، والمشكلة تكمن في أن الناس يشعرون بتفاؤل يتجاوز حدوده لدى ارتفاع ثروتهم بسرعة".

يقول تيم ييغر، مدير اتحاد أركانساس للبنوك، إن الزيادة في التفاوت بين الدخل والثروات يمكن أن تنتج فقاعات اقتصادية في الأصول، "فالناس ينفقون أموالهم عندما يكون الوضع في السوق المالية جيدًا، وهذا يساهم في تكوين فقاعة اقتصادية محتملة"، في حين يأمل خبراء آخرون بأن يتوازن متوسط الدخل مع الثروة.
&