توقع وزير الطاقة والصناعة القطري الدكتور محمد بن صالح السادة أن ينتج قطاع الكيميائيات والبتروكيميائيات في دول الخليج أكثر من 190 مليون طن بحلول العام 2020. مؤكدًا، خلال انعقاد منتدى جيبكا في دبي، أن النمو المذكور في القطاع يعد نتيجة لجهود وتخطيط جيدين من قبل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.


دبي: توقع الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة القطري أن يزيد إنتاج المواد الكيميائية والبتروكيميائية في منطقة دول الخليج العربي بنسبة قدرها نحو 50 بالمائة، كما توقع أن ينتج القطاع في دول الخليج أكثر من 190 مليون طن بحلول العام 2020.
&
جاء ذلك في كلمة ألقاها السادة اليوم في الجلسة الافتتاحية للمنتدى السنوي التاسع للاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات (جيبكا) المنعقد في دبي، موضحًا أن النمو المذكور يعد نتيجة لجهود وتخطيط جيدين من قبل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ضمنت من خلاله وضع جميع اللبنات التأسيسية موضعها الصحيح قبل الإقدام على التحدي في هذا القطاع.

الثاني صناعيًا
وبيّن أن عوامل عديدة ساعدت على إنجاح دول المنطقة في هذه الصناعة، من بينها توافر المواد الخام، إلى جانب عوامل أخرى ساعدت على خلق قصة نجاح مقنعة، جعلت من هذا القطاع ثاني أكبر قطاع صناعي في المنطقة، بإنتاج سنوي قيمته نحو 100 مليار دولار.

وثمّن الجهود المخلصة لاتحاد البتروكيميائيات والكيميائيات الخليجي، الذي يمثل المصالح المشتركة لأصحاب الصناعة في دول الخليج العربية، حيث ينعكس ذلك بوضوح من خلال النمو اللافت في عضوية الاتحاد، والذي يضم اليوم نسبة 95 بالمائة من إجمالي صانعي ومنتجي القطاع في منطقة الخليج.

ولفت الدكتور السادة إلى أنه في عام 2012، استثمرت الصناعات في هذا القطاع نحو 380 مليون دولار، وهو ما يشكل زيادة بنسبة 30 بالمائة مقارنة مع عام 2011، وذلك بنسبة تزيد بكثير على المعدل العالمي لنمو الإنفاق في هذا المجال، الذي لا يتعدى 10 بالمائة، لكنه لفت إلى أن التحدي الحقيقي هو أن تظل الصناعة في المنطقة تسير في الاتجاه الصحيح، خاصة في ضوء النمو الكبير الذي شهدته صناعة البتروكيميائيات في منطقة الخليج في السنوات الـ 25 الماضية، وفي ظل توقعات بنمو ثابت في المستقبل القريب.

قابكو نموذجًا
واستعرض الإنجازات، التي حققتها دولة قطر في هذا المجال، موضحًا أنها ستتخذ خطوات أخرى نحو تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030، لافتًا الى أن إنشاء شركة "قابكو" في قطر قبل 40 عامًا مثل بداية لصناعة البتروكيميائيات الخليجية، قبل أن تلجأ قطر إلى تطوير الصناعات البتروكيميائية عبر سياسة بعيدة النظر للاستفادة من الإمكانات الكبيرة من الموارد الهيدروكربونية لديها.

وأشار وزير الطاقة والصناعة القطري إلى أن دولة قطر بوضعها خططًا طموحة في هذا المجال، فإنها تهدف إلى تعزيز مكانتها كلاعب رئيس في هذه الصناعة، وفتح فرص جديدة لمزيد من التطوير في القطاع من شأنه أن يتضمن زيادة إنتاج البتروكيميائيات في الدولة.
&
وأكد السادة أن المنطقة ستستمر في كونها القوة المهيمنة في مجال إنتاج البتروكيميائيات، إلا أنها بحاجة إلى الاستفادة من الفرص المتاحة من خلال الاستفادة من الخبرات التكنولوجية، والتوسع في عملياتها العالمية، وترسيخ المزايا التجارية، إلى جانب حاجتها إلى معالجة قضايا أخرى، من بينها الاتجاهات العالمية التي تؤثر على استخدام المنتجات البتروكيميائية، والسعي إلى كفاءة استخدام الطاقة وتوفير وتطوير مصادر جديدة من المواد الخام، وتسليم المشاريع المقبلة في المنطقة بطريقة فعالة وفي الوقت المناسب.
&
تأثير الغاز الصخري
وشدد على أن الأهمية الاستراتيجية للاستثمارات في هذا القطاع تتطلب النظر إلى الاتجاهات العالمية السائدة، ومتابعة العديد من التطورات التي تؤثر على الصناعة في القطاع، مثل قضايا نمو الاقتصاد العالمي، والطلب المستقبلي على البتروكيميائيات، وتأثير القدرة التنافسية وغيرها.

وأشار إلى وجود تطورات يمكن أن تؤثر في التوجه الاستراتيجي لصناعة البتروكيميائيات والكيميائيات في السنوات المقبلة، من بينها تذبذب أسعار النفط. "حيث شهدنا جميعًا خلال الأسابيع القليلة الماضية، أسعار النفط تصل إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 4 سنوات، مما تسبب في مخاوف من أن أسعار البتروكيميائيات الحالية والمستقبلية يمكن أن تتأثر نتيجة لذلك".

ونبه السادة إلى أن تأثير إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة على صناعة البتروكيميائيات، وعلى القدرة التنافسية للمنتجات البتروكيميائية في المنطقة يعد واحدًا من التطورات المهمة في هذا الإطار، إلى جانب التأثير المحتمل من إنتاج البولي إيثلين القائم على الفحم في الصين، والذي "يمكن أن يعزز صناعة البلاستيك فيها، ويمكن أن يصبح بديلًا منخفض التكلفة نسبيًا لمنتجات المنطقة، أو تلك المنتجة باستخدام الغاز الصخري في أميركا الشمالية.

وأكد أن تلك العوامل والتطورات مجتمعة يمكن أن تشكل تحديًا خطيرًا أمام صناعة البتروكيميائيات والكيميائيات في منطقة الخليج العربي، وتؤثر على قدرتها التنافسية، "إلا أنه من الأهمية بمكان لهذا المنتدى الرائد النظر بعين الاعتبار في هذه التطورات لحماية الصناعة في المنطقة، والمصالح المشتركة لجميع مكونات الاتحاد وأصحاب المصلحة".

2013 عام تحول
في هذا السياق، قال الدكتور عبد الوهاب السعدون، الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات: "لقد شكل العام 2013 نقطة تحول لقطاع الكيميائيات على مستوى العالم، مما يدل على تخطيه آثار الأزمة الاقتصادية العالمية. وقد أثبتت منطقة دول مجلس التعاون قدرتها على منافسة قادة القطاع، حيث سجلت ثاني أكبر نسبة نمو في المبيعات على مستوى العالم".&&

وكما استأثرت المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للبتروكيميائيات في المنطقة، بنسبة 74.9% من إجمالي ناتج قطاع الكيميائيات في المنطقة، حيث بلغت مبيعاتها 66.9 مليار دولار أميركي، تلتها قطر بمبيعات قدرها 11.5 مليار دولار أميركي.

ونوّه الدكتور السعدون بأنه بالرغم من أن جميع الأرقام تشير إلى التفاؤل، إلا أنه لايزال أمام المنتجين في المنطقة الكثير من التحديات والفرص، التي يجب علينا النظر والإمعان فيها. وفي هذا الصدد، أردف الدكتور السعدون بقوله: "مع بدء ظهور المواد الخام ذات التكلفة المنخفضة في مناطق أخرى حول العالم، إثر انتشار استخراج الغاز الصخري، وبعدما كانت هذه الميزة حكرًا على قطاع البتروكيميائيات في دول مجلس التعاون، بات لزامًا علينا أن نركز بشكل أكبر على الابتكار الآن".&

وبنسخته الثالثة، التي تم نشرها رسميًا بتاريخ 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2014 ضمن فعاليات منتدى "جيبكا" السنوي التاسع، والذي يصدره "الاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات" سنويًا حول قطاع الكيميائيات في المنطقة، يسلط تقرير "حقائق وأرقام" الضوء على موضوعات ومحاور متنوعة وواسعة النطاق ضمن قطاع الكيميائيات في المنطقة، وذلك يتضمن الطاقة الإنتاجية، العمالة، والتجارة.

واختتم الدكتور السعدون بقوله: "يحفز الاتحاد دومًا على النقاش والحوار البنّاء حول أهم الموضوعات المتعلّقة بالقطاع. ومن هنا تأتي مبادرات قيادة الفكر التي يقوم بها الاتحاد، ومن أبرزها إعداد تقرير حقائق وأرقام، إضافة إلى كونه المنصة الأبرز إقليميًا للتواصل وتبادل أفضل الممارسات، حيث يعتبر منتدى جيبكا السنوي أكبر دليل على ذلك، والذي يسعى الاتحاد من خلال مثل هذه الأنشطة والفعاليات إلى تعريف الجمهور بإنجازات قطاع البتروكيميائيات وفرصه المستقبلية".

&