تحاول الدول الأعضاء في أوبك الأربعاء في فيينا تخطي انقساماتها عشية أهم اجتماعاتها منذ سنين، في حين تعارض خفضًا محتملًا لإنتاجها من النفط لوقف تدهور أسعار الذهب الأسود. في وقت قال وزير الطاقة الجزائري يوسف اليوسفي إن أعضاء أوبك سيبحثون الخميس في فيينا عن "حل توافقي" لمواجهة تدهور أسعار النفط.


فيينا: قال وزير الطاقة الجزائري يوسف اليوسفي مساء الأربعاء إن أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، الذي سيجتمعون الخميس في فيينا لمراجعة سقف الإنتاج، سيبحثون عن "حل توافقي" لمواجهة تدهور أسعار النفط. وصرح الوزير للصحافيين لدى وصوله إلى العاصمة النمسوية "نعمل على إيجاد حل توافقي ومستقر يحمل التصحيحات الضرورية (أمام) الخلل في الأسواق".

وأضاف اليوسفي "نعتقد أن الوضع الحالي مضرّ للدول المصدرة للنفط، سواء الأعضاء في أوبك أو من خارج أوبك، وللصناعة النفطية عمومًا، وكذلك بالنسبة إلى المستهلكين في المستقبل". ويشير الوزير الجزائري في تصريحه إلى تدهور أسعار النفط، التي فقدت أكثر من 30 في المئة في غضون خمسة أشهر. وخلص إلى القول "آمل أننا سنتوصل إلى مثل هذا التفاهم غدًا (الخميس). سنحاول إيجاد الطرق والوسائل لتصحيح حالات الخلل"، من دون الكشف عن الحل الذي سيتم اعتماده.

وسيعيد وزراء الدول الـ12 الأعضاء في أوبك الخميس في فيينا النظر في سقف إنتاجهم الجماعي المحدد منذ ثلاثة أعوام بـ30 مليون برميل في اليوم، أي قرابة ثلث النفط الخام الذي يستخرج يوميًا في العالم. لكن النقاش حاد داخل الكارتل النفطي بالنسبة إلى القرار المتوجب اتخاذه، ذلك إن دولًا مثل فنزويلا تدعو إلى خفض الإنتاج، في حين تدافع المملكة العربية السعودية، أكبر منتج في أوبك، عن الإبقاء على سقف الإنتاج من دون تغيير.

محاولة تخطي انقسامات
هذا وتحاول الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الاربعاء في فيينا تخطي انقساماتها عشية أهم اجتماعاتها منذ سنين، في حين تعارض خفضًا محتملًا لانتاجها من النفط لوقف تدهور أسعار الذهب الاسود.

وصرح وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنقانة الاربعاء لدى وصوله الى فيينا ان السوق النفطية تسجل فائضًا في التموين، مؤكدا ان الوضع سيتفاقم في العام المقبل، ويترتب على منظمة الدول المصدرة للنفط ان تعالج المسالة بمساعدة من الدول المنتجة غير الاعضاء في اوبك. وقال زنقانة ان "جميع الخبراء يعتقدون ان هناك فائضا في العرض في السوق النفطية وان الفائض سيزداد العام المقبل".

وقد تدهورت اسعار النفط الخام بنسبة تزيد على ثلاثين بالمئة منذ الربيع، وسجلت ادنى مستوياتها منذ اربع سنوات بسبب الاختلال المتنامي بين العرض والطلب. فمن جهة زاد الانتاج العالمي مع ارتفاع العرض الاميركي للنفط بفضل ازدهار استغلال الموارد غير التقليدية مثل النفط الصخري. ومن جهة اخرى فان التوقعات بشأن زيادة الطلب العالمي على الذهب الاسود تشير بعد مراجعتها الى انخفاض هذا الطلب في الاشهر الاخيرة.

لمراقبة السوق
في هذا السياق دعا زنقانة اوبك الى "اتخاذ قرار لمراقبة السوق"، معربا عن امله "في مساهمة دول منتجة اخرى من خارج اوبك". وكان اعلن "علينا ان نتناقش ونقابل وجهات نظرنا ونتخذ قرارا لضبط السوق". واضاف انه "من اجل التعامل مع هذا الوضع يجب ان نحصل على مساهمة من الدول المنتجة من خارج اوبك".

وان لم يتقرر اي تخفيض منسق للانتاج اثناء هذه المحادثات الرباعية، فان الدول الاربع اتفقت على الاجتماع مجددا في شباط/فبراير. واعلنت شركة روسنفت الروسية العامة عن خفض رمزي لانتاجها (25 الف برميل في اليوم فقط)، ما يعتبر نقطة في بحر بالنسبة الى روسيا، التي تنتج قرابة 11 مليون برميل في اليوم.

لكن اوبك تبقى منقسمة حول الموقف الواجب اعتماده لمواجهة انخفاض الاسعار. وسيعيد وزراء الدول الاثنتي عشرة الاعضاء في اوبك الخميس في فيينا النظر في سقف انتاجهم الجماعي المجمد منذ ثلاث سنوات عند 30 مليون برميل في اليوم، اي نحو ثلث النفط الخام المستخرج يوميا في العالم.

وتباحث زنقانة بعيد الظهر مع نظيره السعودي علي النعيمي المعارض لاي خفض في الانتاج. وقال للصحافيين "لقد اجرينا محادثات جيدة" و"لم نتحدث فقط عن خفض (محتمل لسقف الانتاج)، وانما ايضا عن الوضع العام في السوق ومواقفنا متقاربة"، مشيرا في الوقت نفسه الى ان المشاورات بين الوزراء ستتواصل. لكن بشكل ملموس، فان المملكة العربية السعودية لا تغير مواقفها. وصرح علي النعيمي صباحا، ملمّحًا الى انه سيدافع عن الابقاء على سقف انتاج اوبك على حاله.

فنزويلا متفائلة
من جهته اعرب وزير الخارجية الفنزويلي رافائيل راميريز الذي تباحث على انفراد مع زنقانة، عن قناعته بان اوبك ستقوم "بما هو افضل لأعضائها". وعلق المحللون في مصرف كومرزبنك بالقول انه نظرا الى هذه التصريحات "لم يعد هناك الكثير من الفرص ليتقرر خفض للانتاج اثناء اجتماع اوبك".

وفي غياب التفاهم حول تدبير كهذا يرى هؤلاء المحللون ان اوبك التي يتجاوز انتاجها بوضوح هذا السقف، قد تتعهد على الاقل بتطبيقه بانضباط اكبر، موضحين ان تصريحات الوزير السعودي "تعزز رأينا بان اوبك ستكتفي فقط باحترام افضل لسقفها الحالي". وفي تشرين الاول/اكتوبر انتجت اوبك 30,6 مليون برميل في اليوم في الاجمال، بحسب ارقام وكالة الطاقة الدولية، و30.3 مليون برميل يوميا بحسب تقديرات اخرى نقلها الكارتل.

في هذا الاطار، استقرت اسعار النفط الاربعاء في نهاية عمليات التداول الاوروبية، لان المستثمرين مترددون في اتخاذ موقف قبل قرار الخميس. وحوالى الساعة 17,00 ت غ، فقد سعر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت) 3 سنتات ليصل الى 78.30 دولارا، فيما كسب برميل النفط المرجعي الخفيف في نيويورك سبعة سنتات ليصل الى 74,16 دولارا.

&