تنظم شركة سورية خاصة معرضًا غير مسبوق في العاصمة دمشق لإعادة الإعمار في بلد لا يزال يعاني من ويلات صراع دام مستمر منذ 44 شهرًا، وتشارك في المعرض 40 شركة سورية رفضت مغادرة البلاد رغم الأزمة، على أن تمنح أولوية إعادة الإعمار بداية للمناطق التي أعيد إليها الأمن والاستقرار لتنطلق لاحقًا إلى مناطق أخرى.


دمشق: يقول موفق طيارة، المدير العام للمؤسسة السورية الدولية للتسويق (سيما)، التي قامت بتنظيم معرض: "السوريون يبنون سوريا"، "إن المعرض تعبير عن جاهزية السوريين ورغبتهم في المساهمة في بناء دولتهم". ويشير المنظم إلى أن السوريين "لديهم الإمكانيات رغم الظروف الصعبة"، مضيفًا "إن لم يتكاتف السوريون، ويقومون بحل أزمتهم، فلن يتمكن أحد من مساعدتهم على ذلك".

40 شركة مشاركة
شارك في المعرض، الذي انطلق الاثنين ويستمر لغاية الأربعاء، ويصفه المنظم بـ"الشجاع"، 40 شركة سورية "وطنية" من التي "رفضت مغادرة البلاد رغم الأزمة التي تتعرّض لها"، بحسب تعبير المنظم، إلى جانب عدد من وكلاء الشركات العربية والأجنبية.

ورأى المدير العام للشركة العامة للبناء والتعمير، التابعة للقطاع العام، لؤي بركات، "إن المعرض لم يأتِ قبل أوانه، بل في سياقه الطبيعي ليتعاون الجميع من أجل الوصول إلى الطريق الصحيح" في هذا البلد، الذي لا يزال يشهد اقتتالًا في عدد من مدنه. وأشار بركات إلى أن المعرض "يهدف إلى إظهار الأمل الموجود لدى الشعب السوري"، مشيرًا إلى أن "الوطنيين لا يتوقفون عن العمل، سواء أكانوا من القطاع العام أم الخاص".

أضاف "عندما تدور عجلة إعادة الإعمار فيجب أن نكون متفقين جميعًا على الخطوط، وهذا المعرض من شأنه أن يوسع عملية الاتفاق على الخطوط العريضة، الأمر ليس سهلًا".

الأولوية للمناطق المستقرة
وكان رئيس الوزراء السوري دعا الاثنين "رجال الأعمال الموجودين داخل الوطن وخارجه إلى المشاركة في إعادة الإعمار، التي ستكون بمشاركة جميع أبناء سوريا وشركاتها من القطاعين العام والخاص، ودعم ومشاركة الشركات الصديقة من الدول التي وقفت إلى جانب سوريا في محنتها"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية. ودفع العنف الدامي، الذي شهدته البلاد بعد تحول الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد إلى نزاع مسلح، المستثمرين إلى المغادرة، ما أصاب الاقتصاد في الصميم.
&
وأقر مجلس الشعب في جلسته الثلاثاء الموازنة العامة للدولة لعام 2015 منها مبلغ 50 مليار ليرة (250 مليون دولار) ضمن خطة اللجنة المركزية لإعادة الإعمار، والتي خصصت مبلغ 81.5 مليار ليرة سورية (408 ملايين دولار أميركي) لإعادة الإعمار خلال ثلاثة أعوام.

ستمنح الأولوية لإعادة الإعمار "للمناطق الجغرافية التي أعيد إليها الأمن والاستقرار... كما هي الحال في مناطق كفرسوسة وبساتين الرازي في دمشق وحي بابا عمرو في حمص، لتنطلق العملية إلى مناطق أخرى"، بحسب الحلقي.

وتشارك في المعرض شركات سورية متخصصة في خدمات الإنشاء والبناء والهندسة والإكساء والطاقة والآليات والمصارف وشركات النقل والتأمين، إضافة إلى وكلاء سوريين لشركات أجنبية كشنايدر إليكتريك ولوغراند وسان غوبان الفرنسية وعدد من الشركات الإماراتية والمصرية واللبنانية والسعودية والآسيوية، كـ"إل جي" الكورية.

ودفع النزاع سوريا إلى وضع اقتصادي مزرٍ، حيث غرق نصف السكان في الفقر، ودمّر قطاعا التربية والصحة، بحسب تقرير للأمم المتحدة نشر في أيار/مايو. كما تسبب النزاع في سوريا بمقتل أكثر من 195 ألف شخص منذ آذار/مارس 2011 ونزوح الملايين عن أماكن سكنهم إلى داخل وخارج البلاد.
&