رفض أعضاء أوبك المجتمعون في فيينا خفض السقف الحالي لإنتاج النفط، أي إنهم لن يخفضوا الإنتاج رغم تراجع الأسعار.


إيلاف - متابعة: أعلن وزير النفط الكويتي علي صالح العمير أن أوبك قررت الإبقاء على السقف الحالي لإنتاج النفط، وأنها لن تخفض إنتاجها من النفط رغم تراجع الأسعار، فيما استمر هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية، فوصل إلى أدنى مستوياته، دون 75 دولارًا للبرميل الواحد.

وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي للصحافيين اليوم الخميس: "منظمة البلدان المصدرة للبترول قررت أنها لن تخفض إنتاجها من النفط الخام"، عقب اختتام اجتماع أوبك في العاصمة النمساوية فيينا، بعد تداولات استمرت خمس ساعات.

تشكيك دولي
وقال مندوب إيران لدى أوبك إن قرار الاجتماع بعدم خفض الإنتاج لن يغضب بلاده، وتقرر أن تعقد المنظمة اجتماعها المقبل في حزيران (يونيو) المقبل. وكانت الدول الأعضاء في "أوبك" اجتمعوا في فيينا لتدارس إمكانية إيقاف انخفاض أسعار النفط المستمر من أشهر. لكن كثيرًا من الخبراء يشككون في قدرة دول "أوبك" على التحكم في أسعار النفط، التي تخضع لمنطق العرض والطلب.

وانخفاض أسعار النفط مشكلة حقيقية بالنسبة إلى أوبك، فكلما انخفضت أسعار النفط تراجعت أرباح 12 دولة عضو في المنظمة، لأنها مجتمعة تنتج أكثر من ثلث النفط الخام في العالم، وتتحكم بنسبة كبيرة من احتياطي البترول.

العرض أكبر من الطلب
يرد المحللون انخفاض سعر برميل النفط إلى أن العرض أكبر من الطلب. ويقولون إن النمو الاقتصادي سجل نسبًا متباطئةً فاقت التوقعات في العديد من الدول، ما جعلها تحتاج كميات قليلة من النفط.

وفي الوقت عينه، قامت الولايات المتحدة وغيرها من الدول، التي تعد أكبر مستهلك للطاقة في العالم، باستخراج البترول بالتصديع، أي باستخراج الغاز والبترول من التكوينات الصخرية العميقة، التي كان مستحيلًا الوصول إليها سابقًا، ما جعل إنتاجها من البترول يرتفع.

وبحسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة، فالولايات المتحدة قادرة على إنتاج كميات من النفط تفوق ما تنتجه روسيا والسعودية. ومنذ الصيف الماضي، انخفض سعر النفط 30 بالمئة، رغم الصراع في أوكرانيا والعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي على روسيا، وظهور تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال جيف كولغان، الباحث في العلوم السياسية في جامعة براون الأميركية، لصحيفة واشنطن بوست: "ارتفاع أسعار النفط خلال السنوات الماضية كان بسبب كثرة الطلب، خاصة من طرف الدول الآسيوية، وليس بسبب تأثير أوبك".

إلى الإفلاس
يصب انخفاض أسعار النفط في مصلحة الدول الصناعية، التي لا تنتج كميات كبيرة من النفط. ففي ألمانيا وحدها، ستتمكن الشركات والبيوت من توفير 35 مليار يورو في العام المقبل، بسبب انخفاض سعر برميل النفط، وفق تقديرات بنك يونيكريديت الإيطالي.

وقال أندرياس ريس، الخبير الاقتصادي لدى بنك يونيكريديت في ألمانيا، لوكالة رويترز: "تلك الحصة المالية تمثل واحدًا بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك يبعث على الارتياح، إذ يتم خفض تكلفة الإنتاج لدى الشركات وزيادة القدرة الشرائية للمستهلكين".

وقال المستثمر الأميركي جيم روجرز لروسيا اليوم: "زيادة منظمة أوبك وروسيا إنتاج النفط سيدفع الأسعار إلى الهبوط، ما يؤدي إلى إفلاس الشركات التي تنتج النفط من الزيت الصخري في أميركا".

ويعتقد روجرز أن قيام أوبك بزيادة الإنتاج اليومي للنفط ليتجاوز المستوى الحالي 30 مليون برميل يوميًا، سيؤدي إلى هبوط أسعار النفط وإفلاس الشركات الأميركية التي تقوم بتطوير استخراج النفط الصخري، الذي تعد كلفة استخراجه أعلى مقارنة باستخراج النفط الخام.

&

&