يرفض وزير البترول السعودي خفض بلاده إنتاجها النفطي حتى&لو تدهورت أسعار النفط، مؤكدًا أن السوق ستوازن نفسها بنفسها. وترافق ذلك مع تخفيضات عربية في أسعار النفط خلال أول شهر في السنة المقبلة.

&
الرياض: ما زالت السوق النفطية على تراجعها، غير متأثرة بسيل من التصاريح والانتقادات التي وجهت إلى بعض دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وبينها السعودية، لرفضها التدخل من أجل وقف التراجع في أسعار النفط الخام، خصوصًا أن أسعار النفط هبطت في لندن الأربعاء تحت سقف 65 دولارًا للبرميل، ووصلت بذلك إلى أدنى مستوى لها منذ أيلول (سبتمبر) 2009، بينما هبطت أسعار النفط في نيويورك إلى 61 دولارًا.
&
توازن نفسها بنفسها
&
إلا أن علي النعيمي، وزير النفط السعودي، تجاهل هذه الانتقادات والتلميحات إلى أن السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم، قد تخفض إنتاجها لوقف انهيار الأسعار. وقال: "إنتاج السعودية ظل مستقرًا خلال الشهر الماضي، والسوق ستوازن نفسها بنفسها".&وسأل سائليه: "لماذا علينا خفض الإنتاج؟.. لماذا؟".وقال النعيمي، على هامش مؤتمر سنوي للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في ليما عاصمة بيرو: "بلغ إنتاج المملكة العربية السعودية 9,6 – 9,7 ملايين برميل يوميًا في تشرين الثاني (نوفمبر)، وهو رقم يتسق مع تقديرات تشرين الأول (أكتوبر)، وكانت أوبك ذكرت في تقريرها الأربعاء أن المملكة أبلغتها بأن إنتاجها في تشرين الثاني (نوفمبر) بلغ 9,61 ملايين برميل يوميًا".
&
وتقول أوبك في تقريرها إن السوق النفطية ستعاني من فائض كبير في العام القادم، ما يشكل مشكلة للأسعار، وإن الإنتاج من خارج دول المنظمة سيبلغ في العام القادم 1,36 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى من الطلب المتوقع على النفط في العالم الذي قدرته أوبك عند 1,12 مليون برميل يوميًا.
&
تخفيضات عربية
&
ولحقت الكويت الأربعاء بالسعودية والعراق مقدمة خصومات كبيرة على نفطها لشهر كانون الثاني (يناير) المقبل هي الأعلى منذ 6 سنوات، لتشتد المنافسة بين دول أوبك على حصتها السوقية في آسيا.وأعلنت مؤسسة البترول الكويتية بيع برميل النفط لعملاء آسيا بتخفيض قدره 3,95 دولارات على متوسط سعر دبي/ عمان، وهو الأعلى منذ كانون الأول (ديسمبر) 2008، عندما قدمت 2,1 دولار على كل برميل.وإعلان الكويت أتى بعد أعلان العراق بيعه نفط البصرة الخفيف لتحميل شهر كانون الثاني (يناير) بتخفيض يبلغ ضعف التخفيض الذي قدمته السعودية لعملائها في آسيا الأسبوع الماضي، وبعد إعلان أرامكو السعودية تقديمها تخفيضًا على خام العربي الخفيف الذي ستبيعه لآسيا في كانون الثاني (يناير) المقبلن مقداره دولاران على كل برميل، هو أعلى تخفيض قدمته منذ حزيران (يونيو) 2000، أي منذ 14 عامًا.
&
تآمر سياسي
&
واتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني "دولًا" بالتآمر لخفض أسعار النفط، رادًا الانخفاض الشديد المفاجئ في أسعار النفط الخام إلى عوامل أخرى، غير الاقتصادية منها.
ومع تراجع أسعار النفط أكثر من 40 بالمئة منذ حزيران (يونيو) الماضي، تجاهد إدارة روحاني لتوفير مصادر بديلة للدخل.وأقرت إيران ميزانيتها للعام 2014 على أساس 100 دولار لسعر برميل النفط، بينما يتداول سعر مزيج برنت دون 65 دولارًا في الوقت الراهن. وأبلغ روحاني الحكومة الإيرانية الأربعاء أن انخفاض أسعار النفط ليس مجرد أمر عادي أو اقتصادي وليس نتيجة للركود العالمي فقط، "فالسبب الرئيسي له هو مؤامرة سياسية حاكتها دول بعينها ضد مصالح المنطقة والعالم الإسلامي وتصب في صالح بعض الدول الأخرى فقط".