تنتعش في شهر رمضان، مهن موسمية يمارسها العديد من الشباب والنساء من أصحاب الدخل المحدود، سعياً للاستفادة من هذا الموسم الذي يشهد رواجاً تجارياً كبيراً.
&
ويأتي رمضان كل سنة فيبسط بركته على الجميع، حيث تشهد المدن السعودية، ازدهارًا للعديد من المهن الصغيرة غير الرسمية، التي تشكل دعمًا ماليًا، وتساعد الكثيرين على كسب قوتهم بالاعتماد على إمكاناتهم الذاتية، فيما تتحول محال تجارية كانت مخصصة لمهن أخرى إلى محلات لبيع المستلزمات المكملة لطقوس رمضان.
&
وتعتبر صناعة الكنافة والسمبوسة والمعجنات، من أول المهن الموسمية التي تنشط في هذا الشهر، حيث يتسع الطلب عليها، ويتيح بيعها أرباحًا معقولة، لذلك فإن العديد من النساء اتخذن من هذه المهنة ملجأ لهن وفرصة سانحة للعمل والكسب، حيث تقوم الكثير من النساء والفتيات بعرض ما أبدعته أيديهن من معجنات وحلويات وفطائر، متخذات من المحال والدكاكين الصغيرة منصات للعرض والبيع كنوع من الشراكة.
&
وفي مهنة أخرى يزاولها الشباب، لاسيما الطلاب الذين تخلوا عن إجازتهم موقتًا، ليتخصصوا في المتاجرة، يقف عدد كبير من الشباب على مفترقات الطرق ويستثمرون نهار رمضان في بيع المشروبات الرمضانية والتمور والرطب التي اعتاد الصائمون تناولها مع وجبة الإفطار، فيما تتصدر (السوبيا) المكاوية قائمة المشروبات التي يقبل عليها الصائمون بكثافة، ما يسهم في بروز ظاهرة التجار الصغار.
&
كما تعتبر مهنة "الكدادة" من المهن ذائعة الصيت، حيث يقوم عدد من الشباب ممن يقطنون كل من جدة ومكة والمدينة، بتحويل مركباتهم إلى سيارات للأجرة تنقل المعتمرين والزوار إلى الحرمين الشريفين، مستفيدين من الإقبال الكبير في التوجه لأداء العمرة، فيما يعود مصطلح (الكدادة) إلى الكد وممارسة العمل اليومي الشاق، حيث يجوب هؤلاء السائقون شوارع مكة لنقل المعتمرين، ورغم الملاحقات التي تشنها الجهات الحكومية على الكدادة واعتبارهم مخالفين للأنظمة، إلا أنهم يرون رمضان فرصة لا تعوض لتحسين أوضاعهم المالية.&
&
أما سيدة المهن بلا منازع فهي البسطات الرمضانية، حيث تتحول شوارع الأسواق والأحياء الشعبية، إلى ساحة من العربات المتحركة التي تبدأ عملها عقب صلاة المغرب في بيع المأكولات الشعبية كالبطاطس والكبدة والبليلة وغيرها، فيما يظل الفانوس وقطع القماش المزخرفة من أبرز عوامل الجذب التي يحرص أصحاب البسطات على تزيين بسطاتهم بها، إضافة إلى أزيائهم التقليدية التي دأبوا على ارتدائها ليكتمل إشعار الآخرين بطقوس رمضان.
&
إلى ذلك، اعتبر الاختصاصي الاقتصادي عبدالله الغامدي، أن تزايد ظاهرة المهن الرمضانية بالسعودية هو مؤشر إلى فطنة الممارسين من الشباب والنساء، والذين يتسمون بموهبة استثمار المواسم بشكل تجاري.
&
وحول مدى استفادة الفرد والمجتمع من رواج هذه المهن، أكد الغامدي في حديثه لـ "ايلاف" إن هذه المهن تتخذ طابع الطقوس الموسمية لذا فهي على الصعيد الاجتماعي أسلوب من الاحتفاء بالشهر الكريم، أما على الصعيد الاقتصادي فهي بلا شك تساهم في تحسين دخل الفرد المزاول لها وتطور من قدراته اقتصادياً وخبرته استثمارياً.