&بكين: تشير تقارير بحثية إلى أن عدد الشركات الصينية العاملة فى أفريقيا تصل إلى 800 شركة، يعمل أغلبها فى قطاع الطاقة والبنى التحتية والمصارف. وتحاول الصين عبر شركاتها التوسع فى أفريقيا التى يعتبرها المستثمرون، آخر القارات البكر فى العالم، بسبب الفرص الاستثمارية الكبرى بها. وتقدم الصين قروضاً ميسرة وسخية لدول أفريقية عدّة أبرزها غينيا، وتتميز بفائدتها المخفضة أو شبه المعدومة وغير المشروطة مقارنة بالشروط الغربية الأكثر تشدداً.

ورصدت وكالة الأناضول، عبر بيانات صادرة عن كلية الحرب الأمريكية، أن نحو 5 شركات صينية كبرى تعمل بقطاع الطاقة فى مجال الاستكشاف والإنتاج (النفط والغاز) والتكرير فى 18 دولة أفريقية. وتضم تلك الشركات مؤسسة النفط البحرى الوطنية الصينية (CNOOC) والتى تنشط فى الجزائر وأنجولا والكونغو والجابون وكينيا، وأيضا مؤسسة البترول الوطنية الصينية (CNPC) والتى تنشط فى الجزائر وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وغينيا الاستوائية وليبريا وليبيا وموريتانيا، وشركة "سينوبك"، أكبر شركة لتكرير النفط فى الصين والتى يتزايد نشاطها فى أنجولا والكاميرون وغانا ونيجيريا والسودان وجنوب السودان، وشركة "تشاينا سونانجول إنترناشونال" حيث تتواجد فى أنجولا وغينيا، بينما تعمل شركة بتروناس ومقرها هونج كونج فى إثيوبيا.

وتركز الصين تواجدها واهتمامها فى أفريقيا على المنطقة شبه الصحراوية (أى الدول التى تقع فى جنوب الصحراء الأفريقية، من غينيا إلى الصومال، ومن تشاد إلى جنوب أفريقيا). وتمثل تجارة الصين مع أفريقيا، 5٪ من إجمالى حجم التبادل التجارى، بين الصين ودول العالم، وكان أكثر من 80 % من واردات الصين من أفريقيا، والتى بلغت 93.2 مليار دولار، فى عام 2011، من النفط، والمواد الخام. وأشار تقرير صادر عن معهد بروكنجز الأمريكى إلى أنه فى عام 2011، بلغ حجم الاستثمارات الصينية فى أفريقيا 4.3 % من إجمالى استثماراتها على مستوى العالم، حيث بلغ حجم الاستثمار فى آسيا 60.9 %، وأمريكا اللاتينية 16%، وأوروبا 11.1%.

ويعمل فى أفريقيا مليون صينى انتقلوا إليها خلال العقد الماضى، كما أن ثلث الاستيراد الصينى من النفط اليوم يأتى من أفريقيا، علماً بأن أنجولا والسودان والكونغو تحتل المراتب الأولى للدول المصدرة للنفط إلى الصين. ويتهم الغرب الصين بأنها تحاول الاستيلاء على القارة " البكر"، وفى زيارة إلى السنغال فى عام 2012، وجهت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلارى كلينتون رسالة غير مباشرة إلى الصين، قائلة إن "أفريقيا فى حاجة إلى شراكة تزيد من قيم القارة، بدلاً من أن تسلبها منها". ولأجل هذا، عقد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أول قمة بين أفريقيا والولايات المتحدة على مدى أربعة أيام، مطلع الشهر الجارى، حيث التقى خمسين رئيس دولة فى واشنطن لمناقشة القضايا الأمنية ومكافحة فيروس الإيبولا فى غرب أفريقيا، إلا أن القضايا الاقتصادية والتجارية والطاقة كانت لها الصدارة.