تحت وطأة القصف العربي الأميركي، أوقف تنظيم الدولة الإسلامية استخراج النفط من الآبار التي يسيطر عليها في شرق سوريا.


بيروت: توقف استخراج النفط من الحقول التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية" في محافظة دير الزور في شرق سوريا، تخوفا من الغارات التي يشنها التحالف الدولي واستهدفت خلال اليومين الماضيين منشآت نفطية، بحسب ما افاد ناشطون وكالة فرانس برس الجمعة.

وقال ناشط في المحافظة يقدم نفسه باسم "ليث الديري" لفرانس برس عبر الانترنت "توقف استخراج النفط بسبب الوضع الامني".

اضاف ان "استخراج النفط توقف في كل حقول دير الزور، باستثناء حقل كونيكو المستخدم لاستخراج الغاز الذي يغذي ست محافظات".

واكد ناشط ثان من دير الزور توقف استخراج النفط في الحقول التي يسيطر عليها التنظيم الجهادي.

وقال ريان الفراتي ان "الاستخراج توقف بشكل موقت" بعدما قصف التحالف الدولي 12 مصفاة للنفط على الاقل يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية" منذ ليل الاربعاء الخميس. ولم تستهدف الغارات اي حقل للنفط.

اضاف الفراتي "قبل ذلك، كان الناس يتوجهون بكثافة" الى هذه الحقول لشراء النفط من الجهاديين الذين يبيعونه بسعر أقل من أسعار السوق.

واوضح ان الناس "كانوا احيانا ينتظرون اربعة ايام للحصول على النفط بسبب الطلب الكبير عليه. الا أنه حاليا لا يوجد من يشتري او من يتاجر في الحقول، خوفا من الضربات".

وتضم محافظة دير الزور الحدودية مع العراق ستة حقول للنفط، اضافة الى حقل كونيكو للغاز. وسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على هذه الحقول خلال تموز/يوليو الماضي، علما انه يسيطر كذلك على غالبية المحافظة.

ويشكل استخراج النفط وبيعه عصبا ماليا اساسيا للتنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق.

وبدأ تحالف تقوده الولايات المتحدة ويضم خمسة دول عربية، شن ضربات جوية ضد مواقع الجهاديين في سوريا ليل الاثنين الثلاثاء، لا سيما مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية".

واستهدفت مقاتلات اميركية وعربية الجمعة لليوم الثالث على التوالي منشآت نفطية خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا في حين تستعد بريطانيا للانضمام الى التحالف في العراق.

وفي الوقت ذاته، تبقي واشنطن وباريس ضغوطها في العراق على هذه المجموعة السنية المتطرفة المسؤولة عن ارتكاب فظاعات عبر شن غارات الخميس ضد مواقعها في العراق.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يعتمد على شبكة واسعة من المتعاونين والناشطين ان الولايات المتحدة وحلفاءها العرب شنت غارات جديدة مساء الخميس واليوم الجمعة على منشآت نفطية في محافظة دير الزور في سوريا قرب الحدود مع العراق.

كما استهدفت غارات الجمعة مقرا لعمليات الدولة الاسلامية في مدينة الميادين في المحافظة ذاتها ومنشآت نفطية بالاضافة الى موقع للتنظيم المتطرف في محافظة الحسكة، بحسب المصدر.

وقد اعلن البنتاغون ان الولايات المتحدة والسعودية والامارات العربية المتحدة قصفت مساء الاربعاء 12 مصفاة نفطية يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في شرق سوريا.

وللمرة الاولى تستهدف قوات التحالف منشآت نفطية بهدف تجفيف المصدر الرئيس لتمويل الجهاديين الذين يبيعون النفط المهرب لوسطاء في دول مجاورة.

وأسفرت الضربات الجوية التي بدات في سوريا الثلاثاء عن مقتل 141 مسلحا بينهم 129 اجنبيا وفقا للمرصد الذي لم يكن بوسعه تأكيد ما اذا أوقعت ضربات اليوم قتلى في صفوف الجهاديين.

وبين الاجانب 84 ينتمون الى الدولة الاسلامية.

الى ذلك، يستعد النواب البريطانيون للتصويت بغالبية كبرى من أجل المشاركة في الضربات الجوية ضد جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق بعد عام على توجيههم صفعة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون برفضهم الموافقة على خطته لشن غارات على سوريا.

تركيا مستعدة لاتخاذ "اي اجراء لازم"

اكدت الحكومة التركية الاسلامية-المحافظة تحت ضغط حلفائها الغربيين الجمعة انها مستعدة لاتخاذ كل الاجراءات اللازمة بما في ذلك العسكرية لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في خطاب القاه امام المسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002 "اذا كان هناك عملية او حل عسكري يمكنه ان يعيد السلام والاستقرار الى المنطقة فاننا ندعمه".

واضاف "سنتخذ كل التدابير اللازمة لحماية الامن القومي" دون ان يعطي المزيد من الايضاحات.

وكانت تركيا رفضت حتى الان الانضمام الى الائتلاف العسكري الذي شكلته الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية الذي بدأ هذا الاسبوع بقصف اهداف للتنظيم داخل الاراضي السورية.

والحكومة التركية التي يشتبه في انها سلحت الحركات الاكثر تطرفا ومنها تنظيم الدولة الاسلامية لمحاربة نظام الرئيس السوري بشار الاسد، بررت عدم انضمامها بضرورة حماية حياة 46 من رعاياها خطفوا في حزيران/يونيو على ايدي جهاديين في الموصل (العراق).

وافرج عن هؤلاء قبل ستة ايام وغيرت تركيا مذاك لهجتها.

والثلاثاء اعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن ارتياحه لاولى الغارات الجوية للائتلاف واكد ان بلاده مستعدة "لكافة اشكال الدعم بما فيها الدعم العسكري او السياسي" لتحقيق هذه الغاية.

ولم يتخذ اي قرار ملموس حتى الان خصوصا حول استخدام قوات الائتلاف لقاعدة انجرليك التركية الجوية (جنوب) بانتظار تصويت البرلمان على هذه المسألة المقرر في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر.

واقترب مقاتلو الدولة الاسلامية الجمعة من مدينة عين العرب السورية الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من الحدود التركية. وافاد مصور لوكالة فرانس برس عن سماع دوي قذائف هاون ورشقات من اسلحة خفيفة من معبر مرشد بينار الحدودي التركي مع سوريا.

ومنذ اسبوع ادت هذه المعارك الدائرة للسيطرة على المنطقة الى نزوح سكانها باعداد كبيرة ومعظمهم من الاكراد، الى تركيا.

وقال داود اوغلو الجمعة ان عددهم تجاوز ال160 الفا.