أصابت جولة وفد إقتصادي إماراتي في الولايات المتحدة نجاحًا كبيرًا، إذ شملت نحو 200 شركة أميركية، بعضها مصنف بين أقوى 10 شركات أميركيًا، وبين أقوى 200 شركة عالميًا.


دبي: أكد وزير الاقتصاد الاماراتي،&سلطان بن سعيد المنصوري،&نجاح جولة وفد دولة الامارات الاقتصادي والتجاري والاستثماري في الولايات المتحدة الاميركية، مشيرًا إلى التقاء الوفد ممثلين لأكثر من 200 شركة أميركية تعمل في مختلف المجالات، بعضها مصنف في قائمة أقوى 10 شركات على مستوى الولايات المتحدة، ومن ضمن أقوى 200 شركة على مستوى العالم، وأنهم في مجال رصد رادار الاستثمار الاماراتي.

جولة جامعة

وشهدت الجولة الاميركية حضور الوفد الاماراتي لثلاثة ملتقيات أعمال، أشرف على إعدادها مجلس الأعمال الأميركي الإماراتي برئاسة رئيسه داني سبرايت. وأتاحت هذه الملتقيات فرصة للشركات الوطنية لفتح آفاق جديدة من التعاون مع نظيراتها الاميركية في مختلف القطاعات الحيوية كالنقل والطيران والطاقة والسياحة والبنية التحتية والفضاء والخدمات وسواها.

وحققت الجولة في عدد من المدن والولايات الاميركية، والتي استغرقت اكثر من اسبوع، نتائج مهمة للتأسيس لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، وتعميق التعاون في مجال الابتكار والتكنولوجيا والتقنية، بما يسرع خطوات الامارات في التحول نحو اقتصاد المعرفة، إضافة إلى التأسيس لشراكات استثمارية جديدة بين مجتمع الاعمال في البلدين الصديقين.

واختتم الوفد جولته، بانعقاد ملتقى الأعمال الأميركي الإماراتي الذي رعته غرفة التجارة في مدينة لوس أنجيليس.

شراكة استراتيجية

التقى المنصوري، يرافقه عبدالله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لقطاع التجارية الخارجية والصناعة، وعبدالله السبوسي، القنصل العام لدولة الإمارات في لوس انجيليس، وكبار المسؤولين في وزارة الاقتصاد والمكتب التجاري في واشنطن، بإيريك غارسيتي، عمدة لوس أنجيليس، وتداولوا سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات، خصوصًا في ما يتعلق بالطيران والشحن والمطارات، والفضاء، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والأمن الغذائي، والرعاية الصحية، والابتكار.

ودعا المنصوري غارسيتي، وعددًا من رجال الأعمال الذين حضروا اللقاء، لزيارة الإمارات والاطلاع على الفرص الاستثمارية الواعدة فيها، والتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة في لوس أنجيليس. وأشاد غارسيتي بالعلاقة المتميزة بين الامارات والولايات المتحدة، مؤكدًا أن هذه العلاقة تعكس مدى عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وحرص بلاده على الارتقاء بها إلى مستويات غير مسبوقة. كما أشاد بالتطور الملحوظ في الامارات بمختلف القطاعات الاقتصادية.

في الميزان الدولي

شرح المنصوري للجانب الأميركي حجم متانة العلاقات الاستثمارية بين الإمارات والولايات المتحدة، إذ تجاوز حجم التجارة الخارجية لدولة الإمارات 290 مليار دولار، بنهاية العام 2013، مسجلًا متوسط نمو 12,6 بالمئة في السنوات الثلاث الأخيرة. ونوه بأن حجم الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة وصل إلى أكثر من 21 مليار دولار بين أسواق المال الاميركية والاستثمارات المباشرة في الاقتصاد الأميركي، فضلًا عن احتضان الإمارات لأكثر من 1000 شركة أميركية، يعمل فيها 60 ألف أميركي.

وقدم المنصوري شرحًا عميقًا عن وضع الإمارات الاقتصادي في الميزان الدولي، والتقدم الملحوظ في الناتج الوطني الإجمالي للامارات، الذي وصل إلى 1,4 تريليون درهم العام الماضي، محققًا نموًا حقيقيًا نسبته 4 بالمئة مع توقعات بتجاوزه حاجز التريليوني درهم في العام 2019، استنادًا إلى إحصاءات صندوق النقد الدولي.

فرص واعدة

وقال ماجد السويدي، مدير عام مدينة دبي للإنترنت ومنطقة دبي للتعهيد، إن الولايات المتحدة حاضنة لبعض من أعظم أعمال الإبداع والابتكار في العالم. واضاف&أن مجموعة تيكوم للاستثمارات، التي تحتضن حاليًا أكثر من 4500 شركة ضمن مجمعات أعمالها، لعبت دورًا رئيسا في تطوير مجمعات أعمال مختصة بقطاعات المعلومات والاتصالات والإعلام والعلوم والتعليم في الإمارات، واسهمت في دعم مجموعة واسعة من المبادرات التي أطلقتها دبي، بما فيها استراتيجية الحكومة لاستضافة معرض إكسبو 2020، ومبادرة المدينة الذكية.

وقال الدكتور أديب العفيفي، مدير إدارة دعم التجارة الخارجية والصادرات في دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، إن هناك العديد من الفرص التجـــارية والاستثمارية في الامارات، وبالأخص في أبوظبي. أضاف: "خصصت أبوظبي مليارات الدولارات لتنفيذ مشاريع جديدة في قطاعات البنية التحتية والصناعات وقطاعات الطاقة بشكل عام للسنوات القادمة، والفرصة المثالية تكمن اليوم في دخول الشركات الاميركية بشراكات مع شركات إماراتية تجارية لنقل المعرفة والتكنولوجيا الحديثة".

منصة دعم

أكد ساعد العوضي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات التابعة لدائرة التنمية الاقتصادية بدبي، أن الجولة الاميركية كانت ناجحة لجهة الاطلاع على التجارب الاميركية المتطورة في مختلف الحقول نظرًا لأنها تتخذ من الابتكار والبحث والتطوير منهجية تنموية في أعمالها. وقال: "عملت مؤسسة دبي لتنمية الصادرات على تطوير محفظة خدمات شاملة لدعم قدرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على التصدير، وقد أسهمت هذه الخدمات بشكل كبير في جعل المؤسسات الإماراتية ناجحة في الأسواق العالمية".

وأضاف: "تدرك مؤسسة دبي لتنمية الصادرات أن ما يميز منتج أي شركة عن منافسيها هو طبيعتها الابتكارية، وهنا تواجه المؤسسات الصغيرة مصاعب إذ إنها نتيجة لطبيعتها لا تستطيع تخصيص موارد كبيرة للأبحاث والتطوير، لهذا عمدت مؤسسة دبي لتنمية الصادرات إلى تطوير منصة لنقل التقنية تسمح لشركات الإمارات بالحصول على تكنولوجيا حديثة أثبتت نجاحها ولكنها لم تصل بعد لمرحلة التسويق التجاري على المستوى العالمي، من مؤسسات صغيرة في بلدان أخرى".