تحاول قطر العودة إلى سوق الغاز بقوة عبر إحياء ميناء عاطل في تكساس، لبيع مزيد من الغاز مع الالتزام بعدم التنقيب عن الغاز في الداخل.


لندن:&كان ميناء غولدن باس، العملاق في ولاية تكساس، يستورد الغاز من الشرق الأوسط قبل أن يتحول إلى متحف يتحدث عن عصر مضى. إذا توقف الميناء الذي استثمرت فيه شركات قطر للبترول واكسون موبل وكونوكو فيليبس ملياري دولار عن العمل منذ ثلاثة اعوام بعد اغراق السوق الاميركية بالغاز الصخري المنتج محليا، ولم تعد الولايات المتحدة بحاجة إلى الغاز القطري.&
&
والآن تقدمت شركة قطر للبترول بطلب الموافقة على قيامها بتصدير الغاز الأميركي مقترحة مع شريكتها اكسون موبل تحويل الميناء من الاستيراد إلى التصدير في مشروع لا يخلو من المخاطرة كلفته 10 مليارات دولار أو أكثر. &وقررت كونوكو فيليبس الانسحاب من المشروع.&
&
الجدوى الاقتصادية
&
ولكن رئيس شركة اكسون موبل لتسويق الغاز والطاقة، روبرت فرانكلين، أعرب عن اقتناعه بجدوى المشروع الاقتصادية.&
&
وتأمل قطر التي تسهم في المشروع بنسبة 70 في المئة من التكاليف بتحقيق مكاسب بعد الإحراج الناجم عن فشل المشروع الأول حين توقف الميناء عن استيراد الغاز. &
&
وتطمح قطر بأن يصبح ميناء التصدير جوهرة أخرى في تاج استثماراتها الغازية التي تمتد من منطقة الخليج مرورا بالبحر الادرياتيكي الى جنوب ويلز في بريطانيا. &ويقول محللون إن قطر يمكن أن تحقق ارباحًا من ثورة الطاقة الاميركية تساعدها في تمويل استضافة كأس العالم بكرة القدم عام 2022 ومشاريع انشائية عملاقة أخرى.
&
والأكثر أهمية من ذلك أن المشروع يمكن مساعدة قطر على البقاء لاعباً رئيساً في سوق الغاز المتنامي والمتغير بسرعة. &فان قطر تستخدم ثروتها الغازية الهائلة لممارسة النفوذ السياسي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا حيث تدعم بصورة مباشرة أو غير مباشرة ميليشيات اسلامية في سوريا وليبيا وتنظيمات الاخوان المسلمين في عموم المنطقة ، بحسب صحيف نيويورك تايمز ناقلة عن ايمي مايرز جافي الباحثة المتخصة بالطاقة وشؤون الشرق الأوسط في جامعة كاليفورنيا ـ ديفيز قولها "ان لدى القطريين نظرة واضحة بأن ثروتهم تجارية وجيوسياسية على السواء ، وهم يريدون ان يبيعوا غازهم لأماكن مهمة ويريدون ان يكونوا مهمين للولايات المتحدة".&
&
لماذا قطر قوة آفلة في الغاز؟
&
ويعتبر محللون أن قطر قوة آفلة في قطاع الطاقة لأسباب منها أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة الى غازها. &وفي غضون سنوات قليلة ستحل بلدان أخرى مثل استراليا بصفة خاصة محل قطر بوصفها المنتج العالمي الحاسم الذي يحدد وجهة الامدادات وسعرها. &
&
ويذهب هؤلاء المحللون إلى أن موقع قطر يمكن أن يتعرض إلى ضغوط متزايدة مع تعاظم دور الغاز الاميركي في السوق العالمية.&
&
وما زالت لدى قدرة تسعيرية كبيرة بما تمتلكه من منشآت تصدير تديرها في اطار شراكات مع اكسون موبل وشل وتوتال وشركات عالمية أخرى وهي تسهم بثلث انتاج العالم من الغاز السائل الذي يبلغ 230 مليون طن سنويا.
&
ولكن موانئ التصدير التي تُبنى في انحاء العالم ستمد السوق بنحو 80 مليون طن اضافية كل عام ولا يُبنى أي من هذه الموانئ التصديرية في قطر. &وستحل استراليا محل قطر بوصفها أكبر دولة مصدرة للغاز في العالم بحلول عام 2017 ، كما تتوقع مجموعة يوريشيا الاستشارية في تقرير نشرته هذا العام في حين ان الطاقة الانتاجية للولايات المتحدة وكندا مجتمعة يمكن ان تتخطى قطر بحلول عام 2020.
&
عملية مشحونة سياسياً
&
وقالت كبيرة المحللين في مجموعة يوريشيا الاستشارية ليسلي بالتي غوزمان "ان قطر ستحتاج بكل تأكيد الى انتاج مزيد من الغاز إذا كانت تريد الاحتفاظ بحصة من السوق". & ولكن انتاج مزيد من الغاز من الحقول المحلية عملية مشحونة سياسيا ولا سيما ان الدوحة أوقفت انتاج الغاز من حقلها البحري الرئيس الذي تشترك به مع ايران. &
ويقول خبراء في الطاقة ان احد الاسباب الرئيسة وراء تجميد الانتاج من هذا الحقل هو تفادي ردود افعال طهران على شفط الغاز من حقل مشترك. &&
&
وتراهن قطر على مشروع ميناء غولدن باس في تكساس لبيع مزيد من الغاز مع الالتزام بعدم التنقيب عن الغاز في الداخل. &كما يمكن لمشروع الميناء التصديري ان يمنح قطر فرصة بيع الغاز الاميركي الى مستوردين آسيويين في الغالب.&
&
وقالت الباحثة بالتي غوزمان "ان قطر لكي تتكيف تحتاج الى تكييف استراتيجيتها التسويقية من حيث وجهة بيع الغاز وكذلك من حيث استراتيجية التسعير للحفاظ على حصة من السوق". &
&
وما زال مشروع ميناء غولدن باس يبعد خمس سنوات على الأقل عن التنفيذ واعرب مسؤولون في شركة اكسون موبل عن شعورهم بالاحباط لتباطؤ ادارة اوباما في اعطاء موافقاتها على بناء ميناء التصدير المقترح.
&
&