في وقت يرتقب أن يلقي الرئيس السيسي كلمة في منتدى دافوس اليوم طارحًا ملفات اقتصادية مصرية داخلية إضافة إلى التطرق إلى الإرهاب في الإقليم، طمأن رئيس وزراء الصين إلى أن اقتصاد بلاده لن يشهد نكوصًا نحو الركود رغم تباطئه، كما أعلن المنتدى عن استضافة الأردن اجتماعه المقبل حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مايو.


عبدالاله مجيد، وكالات: أعلن رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ أمام أكثر من 2500 مشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي بدورته الخامسة والأربعين في منتجع دافوس السويسري ان الاقتصاد الصيني لن يشهد نكوصًا نحو الركود رغم التباطؤ المتوقع استمراره هذا العام. وقال لي في كلمة ألقاها خلال جلسة خاصة "ان الاقتصاد الصيني سيواجه ضغوطا نحو التباطؤ في عام 2015، ولكن الاقتصاد الصيني لن يتجه نحو الركود".&

اضاف لي ان الحكومة ستمضي قدمًا بالإصلاحات البنيوية التي تتضمن فتح قطاعاتها الخدمية وتشجيع المبادرة الاقتصادية الجماعية والتجديد وحماية حقوق الملكية الفكرية وتعميق اسواقها المالية. وقال "اننا سنمضي الى الأمام على طريق الاصلاحات، وبهذه الطريقة نستطيع ان نغيّر السرعة من دون فقدان الزخم، وتحقيق نمو بوتائر متوسطة الى مرتفعة وتطورات ذات مستويات متوسطة الى عالية". واستخدم لي استعارة من التزحلق على الجليد، واعدًا بأن الصين "ستتحرك بالسرعة المناسبة، محافظة على توازنها وشجاعتها".&

جاءت كلمة رئيس الوزراء الصيني بعد يوم على اعلان بلاده تحقيق ابطأ معدل للنمو منذ 24 عامًا مشيرة الى ان معدل نمو اجمالي الناتج المحلي للعام بكامله بلغ 7.4 في المئة عام 2014.& وهيأت الحكومة الشعب الصيني للقبول بما يُسمى "الوضع الطبيعي الجديد" في وقت تركز فيه على نوعية النمو بدلا من سرعته ، وتوجه اهتمامها من النموذج الذي يعتمد على الاستثمار والتصدير الى نموذج أكثر اعتمادا على الاستهلاك والقطاعات الخدمية.&

تكثيف الاستثمار
كما اشار لي في كلمته الى ان الصين لن تتخذ اجراءات تحفيزية من خلال التيسير النقدي، بل ستكثف الاستثمار في قطاعات محدَّدة، بينها الصحة والطاقة النظيفة والنقل فضلا عن تقدم الدعم للاستثمارات الصغيرة والمتوسطة في البلد وتوفير فرص عمل للشباب وبلوغ المستوى الأمثل من توزيع الدخل.&

واعتبر رئيس الوزراء ان تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني يعكس التعديلات العميقة في الاقتصاد العالمي، وهو ينسجم مع قاعدته الاقتصادية الأوسع. وقال ان معدل نمو بنسبة 7 في المئة يحقق زيادة سنوية قدرها 800 مليار دولار بالأسعار الجارية، أو ما يزيد على ما كان يحققه معدل نمو بنسبة 10 في المئة قبل خمس سنوات.

وبشأن تدويل العملة الصينية أوضح لي انه مع تزايد تجارة الصين العالمية يزداد عدد البلدان التي تطالب باستخدام الرينمنبي لتسوية المعاملات التجارية والاستثمارية منوها بازدياد المتوافر من العملة في الخارج خلال السنوات الأخيرة. وأكد لي التزام الصين بالانفتاح على العالم، ولكنه أوضح ان تدويل العملة الصينية سيكون عملية طويلة الأمد.&

ويهدف المنتدى الاقتصادي العالمي الى تحسين حالة الاقتصاد العالمي من خلال تعاون القطاعين العام والخاص بروح المواطنة العالمية. ويتواصل المنتدى مع قادة قطاع الأعمال والزعماء السياسيين والشخصيات الأكاديمية وغيرهم من قادة المجتمع لإعداد اجندات عالمية واقليمية واقتصادية. وكان المنتدى أُطلق عام 1971 مؤسسةً غير ربحية مقرها جنيف في سويسرا، وهو منتدى مستقل ومحايد، لا يرتبط بأي مصالح، يتعاون تعاونا وثيقا مع جميع المنظمات الدولية الكبرى.&&

وبدأ في دافوس أمس حوالى 2500 مسؤول اقتصادي وسياسي أربعة أيام من النقاشات حول مستقبل العالم، في ظل التهديد «الجهادي» لأوروبا والتوتر في أوكرانيا والشكوك التي تلقي بثقلها على اقتصاد عالمي متباطئ وانخفاض أسعار النفط. وجاء افتتاح المنتدى بعد أيام على الهجمات الدامية في باريس، وحملات التوقيفات التي قامت بها وحدات مكافحة الإرهاب في مختلف أنحاء أوروبا.

مشاركة واهتمام
وقال منظم المنتدى كلاوس شواب، في افتتاح المنتدى، «نحن هنا من اجل إظهار تعاطفنا. إن عنوان هذا اللقاء سيكون المشاركة والاهتمام». وكما يحصل في كل سنة منذ أكثر من 40 عاما، يلتقي أقوى رجال ونساء العالم في منتجع دافوس السويسري، الذي تحول إلى قلعة محصنة، ومحور النقاشات الرئيس هو الاقتصاد. فقد خفض صندوق النقد الدولي بـ 0.3 نقاط توقعاته للنمو العالمي في العام 2015، فيما يسجل الاقتصاد الصيني تباطؤا، ويسود الارتياب منطقة اليورو لاسيما بسبب الانتخابات اليونانية المرتقبة الأحد المقبل، والتي يمكن أن تشهد فوز حزب «سيريزا» المناهض لسياسات التقشف.

ويمكن أن يعلن البنك المركزي الأوروبي اليوم عن برنامج إعادة شراء أسهم لدعم الاقتصاد في منطقة اليورو، وهو ما سيكون أيضا على طاولة المناقشات. وبحسب استطلاع نشر أمس، فإن كبرى المؤسسات العالمية، مثل صندوق النقد الدولي ورؤساء الشركات الذين استطلعت آراؤهم شركة «برايس ووتر كوبرز»، هم اقل تفاؤلا من السابق بخصوص العام 2015.

ويتوقع ان يتمحور الشق المتعلق بالطاقة حول أسعار النفط المنخفضة جداً ما يطرح مشكلة للدول المنتجة. ودافع الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عبد الله البدري عن قرار المنظمة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عدم خفض الإنتاج للتصدي لهبوط أسعار الخام. وقال البدري «لو أن المنظمة خفضت الإنتاج لاضطرت إلى الخفض مراراً بعد ذلك، لأن الدول غير الأعضاء كانت ستزيد الإنتاج»، معتبرا أن سياسة الإنتاج التي تنتهجها «أوبك» ليست موجهة ضد روسيا أو إيران أو الولايات المتحدة.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتشن على هامش افتتاح المنتدى، إن إنتاج بلاده من النفط قد يشهد تراجعاً طبيعياً لن يزيد على حوالى مليون برميل يومياً، لكن موسكو لا تنوي خفض الإنتاج.

"دافوس" في الأردن
الى ذلك أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي اليوم الخميس وخلال أعمال مؤتمره السنوي في دافوس في سويسرا، عن انعقاد اجتماعه حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأردن، في منطقة البحر الميت في الفترة من 21 إلى 23 مايو / أيار المقبل تحت شعار "بلورة سياق استراتيجي جديد".

وقال البيان الصادر من الديوان الملكي الأردني، والذي حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه، اليوم الخميس، إنه من المتوقع أن يشارك في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نحو 800 شخصية عالمية وإقليمية من كبار المسؤولين الحكوميين وشخصيات رائدة في مجالي الأعمال والمجتمع المدني من 50 دولة.

ودأب المنتدى الاقتصادي العالمي على عقد اجتماعاته الاستثنائية مرة كل عامين في الأردن. ويشارك العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في أعمال الاجتماع السنوي الـ 45 للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" المنعقد حاليًا في سويسرا لمناقشة أبرز القضايا الاقتصادية والسياسية على الساحتين الإقليمية والدولية.

ويسعى الأردن إلى المشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي بهدف إبرازه كمقصد استثماري في المنطقة، خصوصًا وأن هذا المنتدى يشهد مشاركة كبريات الشركات والمؤسسات الاقتصادية العالمية. ويركز اجتماع المنتدى المقبل الذي يعقد في الأردن، والذي يأتي توقيت انعقاده لهذا العام في غاية الأهمية، وفقا للبيان، على جهود بناء المؤسسات، في دول المشرق العربي وشمال أفريقيا، حيث تعمل دول هذا الإقليم على تفعيل التجارة البينية والتجارة مع مناطق أخرى، بما فيها دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.

كما سيناقش المشاركون المنتدى التطورات الجيوسياسية الجديدة والتي نتجت بسبب الأوضاع الأمنية والإنسانية في العراق وسوريا وليبيا وفي ضوء التحولات الكبيرة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والتي أدت إلى إعادة تشكيل نماذج الأعمال والاقتصادات. ويستضيف الأردن الاجتماع الإقليمي للمنتدى للمرة الثامنة منذ العام 2003، بالشراكة والتعاون مع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية (مستقل).

وقال رئيس مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية عماد فاخوري، في تصريح صحافي، إن عنوان وموضوعات المنتدى الاقتصادي العالمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لهذا العام يعكس التزاما عميقا بالعمل على التصدي للتحديات التي تواجه المنطقة وتحقيق الاستخدام الأمثل لإمكاناتها الحقيقية من خلال بناء شراكات مثمرة وصولا إلى التنمية المستدامة والشاملة والاستثمار في رأس المال البشري.

السيسي: لاستكمال الإصلاحات
ووجّه اليوم الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، كلمة إلى العالم من المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي بدأ أعماله، مساء الأربعاء، في مدينة دافوس السويسرية، بحضور أكثر من 40 من قادة الدول ورؤساء الحكومات ورؤساء الوفود، إلى جانب رؤساء كبرى المنظمات الإقليمية والدولية و1500 من رؤساء كبريات الشركات والكيانات الاقتصادية العملاقة وأصحاب الأعمال والخبراء والأكاديميين في مجالات التمويل والاستثمار والاقتصادات المختلفة والعلاقات الدولية.

وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حرصه على مواصلة سياسة الإصلاح الاقتصادي، واستكمال خريطة الطريق التي وضعها الجيش وقوى سياسية، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة "الإخوان المسلمين" إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.

وشدد الرئيس المصري خلال كلمته، اليوم الخميس، أمام منتدى "دافوس" للاقتصاد العالمي، على ضرورة المضي قدمًا في سياسة الإصلاح الاقتصادي، وتحسين مناخ الاستثمار من خلال "سن قوانين تضمن منافسة عادلة لكل المستثمرين وتعزيز فرص الشراكة بين القطاعين العام والخاص".

ودعا السيسي خلال كلمته إلى "ضرورة الاستفادة من الصناديق الخاصة على الاستثمار في المشروعات القومية"، كما أكد ضرورة تحسين البنية الأساسية في قطاعات النقل والمواصلات، عبر فتح أبواب الاستثمار فيها من خلال الشراكة بين القطاع العام والخاص، مؤكدًا حرص بلاده على "إزالة كل العقبات أمام المستثمرين في القطاع الخاص".

من ناحية أخرى، استعرض السيسي أمام المؤتمر ما أنجز من خارطة الطريق التي وضعها الجيش وقوى سياسية في تموز/يوليو 2013، متعهداً بـ"استكمال بناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة بعد إقرار الدستور والانتخابات الرئاسية والانتخابات البرلمانية المتوقع إجراؤها في مارس (آذار) المقبل". في السياق، وجه السيسي الدعوة للشركاء كافة الباحثين عن فرص جيدة إلى الاستثمار للمشاركة في مؤتمر "مصر المستقبل" الذي ينعقد في مدينة شرم الشيخ، في مارس/ آذار، دعماً للاقتصاد المصري الذي يعاني منذ العام 2011، عقب الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك.

وتعد هذه المرة هي الأولى منذ 11 عاما، التي يشارك فيها رئيس مصر في المنتدى الاقتصادي الدولي "دافوس"، فخلال السنوات الماضية كانت مشاركة مصر على مستوى رؤساء الحكومات أو الوزراء ومحافظي البنك المركزي.

&
تضمنت كلمة السيسي عرضًا شاملًا لصورة مصر الجديدة، وفي هذا السياق طرح الرئيس ما أنجزته مصر في تنفيذ خارطة المستقبل، بإجراء أول استحقاقين، وهما الاستفتاء على الدستور الجديد وإجراء الانتخابات الرئاسية، ثم البدء في إجراءات تنفيذ الاستحقاق الثالث والأخير، وهو الانتخابات البرلمانية، المقرر إجراء المرحلة الأولى منها في 21 آذار/ مارس المقبل.
&
كما عرض الرئيس رؤيته للنهوض بالاقتصاد المصري، والإجراءات التي يجري اتخاذها حاليًا لتحسين مناخ الاستثمار وخلق بيئة جاذبة من خلال إصدار قانون الاستثمار الموحد الجديد، وتطبيق نظام الشباك الواحد في الترخيص للمشروعات الجديدة، مؤكدًا وفاء مصر بكل التزاماتها خلال الفترة الماضية رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي واجهتها على مدار السنوات الأربع الماضية.
&
وركز الرئيس، في كلمته، على المشروعات العملاقة التي بدأت مصر في تدشينها، وتسعى إلى إنجازها في زمن قياسي لزيادة الناتج المحلي وخلق فرص عمل جديدة ورفع معدلات التنمية بنِسَب متزايدة. كما وجه الرئيس في كلمته الدعوة لقادة الدول ورؤساء الشركات المشاركين في أعمال المنتدى إلى حضور مؤتمر دعم وتنمية الاقتصادي المصري، المقرر عقده من 13 إلى 15 آذار/مارس المقبل في مدينة شرم الشيخ.
&
وكذلك تناول الرئيس التحديات الكبرى التي يواجهها العالم، وعلى رأسها الإرهاب والتطرف، مشيرًا إلى دعوته المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود في مكافحة هذه الظاهرة وإصلاح الخطاب الديني، بما يعبّر عن صحيح الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة ووسطيته. وسيعرض الرئيس الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة إيجاد حل عادل ودائم لهذه المشكلة بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لافتًا إلى ارتباط ذلك بجهود القضاء على التطرف وصناعة الإرهاب.
&
وتناول الرئيس في كلمته أيضًا المسألة السورية، مؤكدًا ضرورة إيجاد حل سياسي يحفظ وحدة الدولة السورية، ومحذرًا من خطورة استمرار حالة عدم الاستقرار في ليبيا وتدهور الأوضاع في اليمن.

ملك الاردن يشارك أيضًا
ويلتقي العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مدينة دافوس السويسرية، وفق ما أعلنت صفحة الديوان الملكي على "تويتر".

وكان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني توجه اليوم إلى مدينة دافوس السويسرية، للمشاركة في أعمال الاجتماع السنوي الـ 45 للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يعقد خلال الفترة ما بين 21- 24 من الشهر الحالي، لمناقشة أبرز القضايا الاقتصادية والسياسية على الساحتين الإقليمية والدولية.
&
وذكرت وكالة الانباء الاردنية ان الملك عبدالله الثاني سيبحث خلال مشاركته في أعمال المنتدى إلى جانب نحو اربعين رئيس دولة، وقيادات سياسية واقتصادية عالمية بارزة، مع عدد من القادة ورؤساء الوفود المشاركة العلاقات بين الأردن وبلدانهم، إضافة إلى آخر المستجدات في المنطقة والعالم. كما سيشارك ملك الاردن في جلسة حوارية يديرها الإعلامي الأميركي فريد زكريا، تسلط الأضواء على أبرز التحديات إقليميا ودولياً، وسبل التعامل معها. ويعقد منتدى دافوس هذا العام تحت شعار "السياق العالمي الجديد واستكشاف التحديات العالمية الأكثر إلحاحا في عام 2015".