إنطلق الأحد أسبوع "الإمارات تبتكر" وسيكون حدثاً سنوياً، تعرض الدوائر الحكومية فيه كل ما لديها من مشاريع ذكية وابتكارات، لحضّها على عدم التوقف عن إطلاق جديد كل عام.


أحمد قنديل من دبي: تتسابق المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية والخاصة في الإمارات على طرح أفكار ابداعية وابتكارية، في أسبوع الابتكار "الإمارات تبتكر" الذي انطلق الأحد ودعا إليه محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في أغسطس الماضي، حيث دعا لتخصيص أسبوع إماراتي للابتكار، مطالبا كافة الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية للمشاركة، وفتح الباب للجمهور لاقتراح فعاليات الأسبوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وذلك لترسيخ الأسبوع كأهم وجهة للابتكار والمبتكرين في المنطقة.

وقال محمد بن راشد في تغريدات له اليوم على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "شهدنا اليوم انطلاق أسبوع الابتكار بعرض لمجموعة من الرؤساء التنفيذيين للابتكار في الجهات الحكومية لمشاريعهم التطويرية.. جهاتنا الحكومية تعيش سباق أفكار في الابتكار الحكومي، وتوفير بيئة ابتكار مناسبة لموظفينا تعني توفير حياة أفضل لمواطنينا".

وأضاف " مرت جهاتنا الحكومية بمراحل من تطبيق لأنظمة الجودة، ومعايير الأداء، وجوائز التميز.. واليوم هم في مرحلة جديدة عنوانها الابتكار".

ليس خيارا بل ضرورة

وقال ابن راشد إن "الابتكار اليوم ليس خيارا بل ضرورة وليس ثقافة عامة بل أسلوب عمل والحكومات والشركات التي لا تجدد ولا تبتكر تفقد تنافسيتها وتحكم على نفسها بالتراجع". مضيفا "ضاعفنا استثماراتنا في الابتكار وفي تجهيز وتدريب وتعليم كوادر وطنية متخصصة لأن مواكبة العالم من حولنا تتطلب كوادر مبتكرة وبيئة داعمة للابتكار".

وتابع "قطاعاتنا في التعليم والصحة والطاقة والبيئة والفضاء والاقتصاد والخدمات ستعرض ابتكاراتها لعام 2015 في أسبوع الإمارات للابتكار وقطاعنا الخاص سينافس الحكومة أيضا في عرض ابتكاراته".

ومن المتوقع أن يشهد أسبوع الإمارات للابتكار الإعلان عن مبادرات حكومية وخاصة في مجال الابتكار بالإضافة لتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة في كافة الجهات الحكومية والبحثية والأكاديمية والمدرسية كما سيتضمن الأسبوع العديد من الورش والحلقات النقاشية والمختبرات الابتكارية بهدف توليد العديد من الأفكار الجديدة وإعادة تقييم الابتكارات السابقة التي شهدتها كافة الجهات خلال العام 2015 عام الابتكار.

تواصل جماهيري

كما دعا ابن راشد في تغريدات له على مواقع التواصل الاجتماعي الجمهور للمشاركة باقتراح أفكار لأسبوع الإمارات للابتكار مثل الاحتفاء بأكثر طرق التعليم ابتكارا وأكثر جهة حكومية مبتكرة وأكثر المدرسين ابتكارا وطلب ترشيح أكثر الشركات الوطنية ابتكارا وأكثر الجامعات دعما للابتكار وغيرها من الأفكار التي سترسخ الأسبوع كأحد أهم الفعاليات في دولة الإمارات في عام 2015 ولإحداث نقلة نوعية في ثقافة الابتكار في كافة المؤسسات والقطاعات.

وتم تخصيص لجنة على المستوى الاتحادي والمحلي والخاص
في دولة الامارات لتنظيم اسبوع الابتكار.

265 فعالية

وأطلقت دبي اليوم أكثر من 265 فعالية إبداعية مبتكرة تنظمها 65 جهة حكومية وخاصة، بهدف تعزيز مفهوم الابتكار لدى جميع الشرائح العمرية في دبي، والزوار والمقيمين؛ وينظم المجلس التنفيذي لإمارة دبي ثلاث فعاليات رئيسة تستهدف الطلبة والجهات الحكومية، من ضمنها مسابقة تستهدف طلبة الثانوية العامة، علاوة على فعالية فرعية بالتعاون مع جهة خاصة.

برنامج تلفزيوني وتغطيات مبتكرة

وفي إطار مشاركتها الفاعله بأسبوع الإمارات للابتكار أعلنت شبكة قنوات دبي عن إطلاقها برنامج خاص بأسبوع الإمارات للابتكار يحمل عنوان (ملتقى الابتكار) يبث يومياً ابتداء من الساعة: 20:00 بتوقيت الإمارات، يقوم بتغطية ومواكبة كافة الفعاليات والأحداث على مدار هذا الأسبوع، بالإضافة إلى استضافة المسؤولين وصناع القرار وأصحاب المبادرات الخلاقة التي سيتم إطلاقها وتسليط الضوء عليها في هذا المجال، كما سيقوم كل من برنامج (البث المباشر) و (دبي هذا الصباح) على قناة دبي الأولى بمواكبة أسبوع الإمارات للابتكار من خلال شبكة المراسلين على امتداد الدولة لتقديم مجموعة اللقاءات والتغطيات بطريقة جديدة ومبتكرة للمرة الأولى.

وأعلنت إدارة المحتوى في شبكة قنوات دبي، عن تأسيس قسم خاص لأرشفة المواد التلفزيونية وتحويلها بالكامل إلى أشرطة رقمية، كما تمكنت الشبكة من تحويل كافة الملفات الإذاعية القديمة إلى صيغة& MP3

ويتميز أسبوع الإمارات للابتكار باعتماده آلية تنظيمية تمنح الشركاء فرصة تنظيم وإدارة عروضهم وفعالياتهم بالتنسيق مع اللجنة الإشرافية وتشمل فعالياته مسابقات ومعارض في جميع مدن الدولة وإطلاق مبادرات وطنية ومختبرات للابتكار وورش عمل وبرامج تفاعلية ومؤتمرات وحلقات حوارية وعرضا لأهم مبادرات وإنجازات عام الابتكار

7 سنوات

وكان ابن رأشد قد أطلق الشهر الماضي الاستراتيجية الوطنية للابتكار، التي تهدف لجعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم خلال السنوات السبع المقبلة.

الإمارات الأولى عربيا في الابتكار

واوضح ان " الامارات هي الأولى عربياً في الابتكار، وهدفنا هو أن نكون ضمن الأفضل عالمياً في الابتكار خلال السنوات المقبلة، لأن الاستمرار في سباق التنافسية يتطلب أفكاراً جديدة وإدارة متجددة، وقيادة للتغيير بطرق وأدوات مختلفة".

4 مسارات و30 مبادرة

وتتضمن الاستراتيجية، التي تعمل ضمن أربعة مسارات متوازية، 30 مبادرة وطنية للتنفيذ خلال السنوات الثلاث المقبلة، كمرحلة أولى تشمل مجموعة من التشريعات الجديدة، ودعم حاضنات الابتكار، وبناء القدرات الوطنية المتخصصة، ومجموعة محفزات للقطاع الخاص، وبناء الشراكات العالمية البحثية، وتغيير منظومة العمل الحكومي نحو مزيد من الابتكار، وتحفيز الابتكار في سبعة قطاعات وطنية رئيسة هي: الطاقة المتجددة، والنقل، والصحة، والتعليم، والتكنولوجيا، والمياه، والفضاء.

بيئة محفزة

يركز المسار الأول للاستراتيجية على إرساء بيئة محفزة للابتكار، من خلال توفير بيئة مؤسسية وتشريعات محفزة وداعمة للابتكار، والتوسع في دعم حاضنات الابتكار، والتركيز على البحث والتطوير في مجالات الابتكار، وتوفير بنية تحتية تكنولوجية تدعم وتحفز الابتكار في القطاعات كافة،

تطوير الابتكار الحكومي

أما المسار الثاني فيركز على تطوير الابتكار الحكومي من خلال تحويل الابتكار الحكومي لعمل مؤسسي وتطوير منظومة متكاملة من الأدوات الحديثة لمساعدة الجهات الحكومية على الابتكار وتوجيه جميع الجهات الحكومية بخفض مصروفاتها بنسبة 1% ليتم تخصيصها لدعم مشروعات الابتكار وإطلاق برامج تدريبية وتعليمية في مجال الابتكار على مستوى الدولة.

تشجيع القطاع الخاص

ويركز المسار الثالث للاستراتيجية الوطنية للابتكار على دفع القطاع الخاص نحو مزيد من الابتكار، عبر تحفيز الشركات على إنشاء مراكز الابتكار والبحث العلمي، وتبني التكنولوجيات الجديدة، وتشجيع ودعم الشركات الوطنية لتنمية منتجات وخدمات مبتكرة، واستقطاب الشركات العالمية الرائدة في مجال الابتكار في كل القطاعات ذات الأولوية الوطنية، بالإضافة إلى تعزيز مكانة الدولة مركزاً عالمياً لاختبار الابتكارات الجديدة وإنشاء مجتمعات ومناطق مخصصة للابتكار في بعض القطاعات وتشجيع المؤسسات البحثية للتركيز على البحوث التطبيقية في القطاعات ذات الأولوية الوطنية.

بناء قدرات الأفراد

ويركز المسار الرابع للاستراتيجية الوطنية للابتكار على بناء أفراد يمتلكون مهارات عالية في الابتكار من خلال بناء المواهب والقدرات الوطنية في مجال الابتكار، مع التركيز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، واستحداث مواد تعليمية في المدارس والجامعات خاصة بالابتكار، وترسيخ ثقافة وطنية تشجع على الابتكار وريادة الأعمال، وتحترم وتكافئ الإقدام على المخاطرة من خلال التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الإعلامية.