&
وقعت الشركة السعودية للخطوط الحديدية عقدًا لإدارة التشغيل والدعم الفني لمشروع قطار الشمال مع تحالف شركات بريطانية، نتيجته ستكون وصول أول قطار إلى الرياض في غضون شهرين.

&
الرياض: قال الدكتور إبراهيم العساف، وزير المالية السعودي، إن تشغيل خط السكك الحديدية (سار)، وفق العقد الذي أبرم الاثنين في الرياض مع تجمع الشركات البريطانية، سيعود بمردود اقتصادي هائل يعزز قوة الاقتصاد الوطني في المستقبل القريب، "فالمردود الاقتصادي لهذه الشبكة متعدد الجوانب ومركب، وإذا نظرنا إليه من خلال عنصر وحيد وهو توفير الديزل نتيجة لعدم استخدام الشاحنات، الذي يمثل قليلًا من كثير، مع سلامة الطرق بعدم استغلال الشاحنات، بجانب كفاءة وسرعة النقل، فإن الاقتصاد الوطني موعود بتغذية اقتصادية كبيرة".
&
توقيع العقد
أتى هذا التصريح على هامش توقيع الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) عقدًا لإدارة التشغيل والدعم الفني لمشروع قطار الشمال مع تحالف الشركات البريطانية باسم "الشراكة"، تقوده شركة سيركو، وإلى جانبها شركة فريت لاينر ومجموعة نتوورك ريل، المملوكة للحكومة البريطانية. وقع العقد في محطة الركاب في الرياض الاثنين من جانب شركة (سار) منصور بن صالح الميمان رئيس مجلس إدارتها، بحضور العساف، وسايمون كوليس سفير المملكة المتحدة، وعبد الرحمن المفضي أمين عام صندوق الاستثمارات العامة، وأعضاء مجلس إدارة الشركة، حيث تشمل مهام التحالف خلال العقد الذي يستمر لمدة خمسة أعوام، بقيمة إجمالية قدرها 188 مليون دولار، تطوير جميع سياسات وإجراءات شركة (سار).
ويتضمن العقد تطوير إدارة البنية التحتية لشبكتها وتشغيلها، بما يضمن تقديم أفضل معايير الخدمة لعملائها، بحسب المقاييس العالمية المتبعة في الأداء والسلامة، ويشمل ذلك خطوط خدمات الشركة كافة للركاب والبضائع، إضافة إلى النقل الثقيل للمعادن والبترول والبتروكيماويات.
&
هدف استراتيجي
وشدد وزير المالية السعودي على ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية لتحقيق سلامة الشبكة والمواطنين، "سواء أكان ذلك على صعيد أنظمة الإشارات أو العبور أو غيرها، وقد أخذت كلها في الاعتبار، لأنها هدف استراتيجي".
وعن أهمية توفير الديزل نتيجة استخدام شبكة السكك الحديدية بدلًا من الشاحنات، أكد العساف أن ذلك يعظم العائد الاقتصادي للمشروع الكبير، خصوصًا أن الشبكة ستنقل المنتجات البترولية بين أجزاء السعودية المختلفة، بدلًا من الشاحنات، "وحاليًا هناك بحث جار لدراسة استخدام الشبكة، في ظل الربط بين رأس الخير والجبيل والربط بين الجبيل والدمام، وعندما تربط هذه الشبكة، ستخدم الصناعات في جميع أنحاء السعودية، ما يعني توفير الوقود ودخوله ضمن العوائد، كما أن الجسر البري بين الرياض وجدة تحت التصميم حاليًا، وسيرتبط ببقية أجزاء الشبكة".
&
في غضون شهرين
وتناول العساف أهمية العقد الموقع، فقال: "تتجلى أهميته في نواح عدة، منها وجود ثلاث شركات مختصة في التشغيل وصيانة البنية التحتية، على مستوى قطارات الركاب والبضائع، فضلا عن أن هذا العقد سينقل التقنية من شركات مختصة إلى السعودية لأنه اشتمل على التدريب والإدارة وإرسال موظفين ومهندسين من (سار) للعمل مع تلك الشركات، ومع نهاية العقد ستشغل الخطوط من قبل السعوديين، وهو عقد في غاية الأهمية، خصوصًا مع بداية التشغيل بالنسبة للسكك الحديدية، وبقيت بعض المراحل الصغيرة جدا داخل مطار الملك خالد".
أضاف العساف: "سيصل أول قطار إلى السعودية في غضون شهرين من الآن، كذلك يبدأ الإعداد الكامل لذلك، بحيث يبدأ التشغيل التجريبي في هذا العام في النصف الثاني منه، ومن ثم يبدأ التشغيل التجاري لنقل البضائع والركاب".
&
نقلة كبيرة
وبحسب العساف، بدأ مشروع قطار المعادن منذ أعوام، بنقل خام الفوسفات والبوكسايد من المناجم في شمال شرقي السعودية إلى رأس الخير وبدأت عملية الإنتاج واستخدامه، وأخذت السعودية تنتج الألمونيوم حاليا، نتيجة استخدام الخامات الموجودة في البلاد من البوكسايد، بجانب المنتجات التي تعتمد على الفوسفات.&
وتوقع أن يحمل قطار المعادن أربعة ملايين طن هذا العام، مقارنة بستة ملايين منذ التشغيل، "ما يعني حدوث نقلة كبيرة في هذا المجال، بالإضافة إلى مليونين من البوكسايد للمصانع في رأس الخير، وهذه الشبكة جزء من شبكات متكاملة لربط السعودية، حيث لدينا شبكات الطرق والنقل الجوي في وجود الاتصالات، والآن شبكات السكك الحديدية، وستكمل الحلقة للبنى التحتية التي تخدم التنمية الاقتصادية في السعودية".
&
ربط دولي
وتطلع العساف إلى استكمال بقية المشروعات الخاصة بالبنية التحتية، "وأهمها الجسر البري الذي يربط البحر الأحمر بالرياض، ومن ثم الربط بالخليج العربي الشرقي، مع ربط السعودية بالدول التي تحدها من الشمال والأجزاء الأخرى من العالم".
وقال العساف إنه عندما تكتمل هذه الشبكات، "سيكون لدينا ربط بين أجزاء السعودية، وهناك بحث لمشروعات أخرى، في السكك الحديدية منها شبكة حديد دول مجلس التعاون الخليجي، بحيث تربط دول المجلس مع السعودية ومن ثم مع العالم الخارجي".
&
هدفان
وأكد منصور الميمان، رئيس مجلس إدارة (سار) أن الشركة تهدف من إبرام العقد إلى تحقيق هدفين رئيسين، "هما تنفيذ الاستراتيجية التي وضعتها الدولة عند تأسيس شركة سار، بتشغيل وإدارة شبكتها من الخطوط الحديدية مباشرة، وفي حال تشغيلها الشبكة عن طريق الغير بالكفاءة اللازمة، فإنه يكون وفق معايير التشغيل الاقتصادية بحسب المقاييس العالمية في الأداء والسلامة، والهدف الثاني إحراز قيمة نوعية للسعودية من خلال العمل على نقل تقنية صناعة الخطوط الحديدية، بما يعزز من قدرة البلاد للاعتماد على الكوادر الوطنية في تولي مهام إدارتها وتشغيلها وصيانتها في المستقبل".
وأوضح الدكتور رميح الرميح، الرئيس التنفيذي لشركة (سار) أن الشركة عملت على بلورة نموذج تشغيلي، "يضمن تقديم أعلى معايير الكفاءة في الخدمة المقدمة لعملائها من جهة، ونقل تقنيات هذه الصناعة للسعودية لتحقيق استدامة هذه الصناعة وتمكين شباب الوطن من تولي مهامها في المستقبل من جهة أخرى".
&