&أثينا: تنكب الحكومة اليونانية بقيادة اليكسيس تسيبراس بعد حصولها على فترة اربعة اشهر لالتقاط انفاسها اثر تمديد برنامج المساعدة المالية، على توضيح الاصلاحات التي تنوي القيام بها، فيما حذر وزير المالية الالماني من ان اثينا لن تحصل على "اي يورو" قبل ان تنفذ التزاماتها.وشكك وزير المالية الالماني ولفغانغ شويبله في قدرة اثينا على الالتزام بوعودها، فيما رحبت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بالاتفاق بين اثينا ودائنيها، واحدهم الاتحاد الاوروبي، واعتبرته "نقطة انطلاق"، لكنها لفتت الى انه لا يزال هناك "الكثير من العمل".

&
وكانت اثينا حصلت الثلاثاء على موافقة منطقة اليورو على تمديد برنامج المساعدات الخاص بها لمدة اربعة اشهر حتى نهاية حزيران/يونيو. وفي المقابل قدم تسيبراس التزامات في مجال الاصلاحات محاولا قدر الامكان عدم التنكر لوعوده الانتخابية في مجال التقشف.واعتبرت ميركل الاربعاء، في مؤتمر صحافي في برلين مع رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن، ان "الارضية المشتركة التي توصلنا اليها مع اليونان مهمة لكنها ليست كل شيء". وقالت "الان علينا مواصلة طريق" المفاوضات مع اليونان و"سيكون هذا الطريق صعبا وليس لدي اي اوهام في هذا الشأن".
&
ومن جهته، اكد شويبله انه "لن يتم صرف اي يورو" قبل ان تفي اليونان بالتزاماتها. واضاف "اذا وفوا (بالتزاماتهم) عندها يمكنهم استلام الدفعات المتبقية واذا لم يفعلوا فلن يتم صرف اي شيء".وتابع ان "السؤال المطروح الان هو معرفة اذا كان يمكن تصديق تطمينات الحكومة اليونانية ام لا"، مؤكدا انه "يتفهم" الشكوك التي تثار في المانيا. واوضح "نحن (بلدان منطقة اليورو) لم نتفق على (صرف) دفعات جديدة ولكن اعطينا المزيد من الوقت (لليونان) للبدء بتطبيق" الاصلاحات التي التزمت بها.وستقوم برلمانات العديد من دول منطقة اليورو الـ19 قبل نهاية الاسبوع بالتصويت على تمديد هذا البرنامج لليونان، وبينها بشكل خاص برلمانا اليونان والمانيا. ورغم اعتراض بعض النواب المحافظين في المانيا فان موافقة البوندستاغ على التمديد مضمونة.
&
ووفق استطلاع للرأي نشر الاربعاء فان خمس الالمان فقط يوافقون على تمديد برنامج المساعدة لليونان.وتواجه اليونان تحديات كثيرة خاصة ان الاستحقاقات المالية التي تواجهها خلال الاسابيع القليلة المقبلة تبدو داهمة.وحتى اللحظة لم تتطرق المباحثات بين اليونان ودائنيها الى مسألة الدين الذي وصل الى 320 مليار يورو اي 175 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي في اليونان.فهناك قروض لصندوق النقد الدولي يجب تسديدها في اذار/مارس، والاوروبيون لم يفصحوا عن رغبة لديهم بتأمين اموال قبل نيسان/ابريل، اي قبل ان يحكموا على تقدم الحكومة اليونانية في مجال الاصلاحات.
&
وهناك نقطة اخرى لا تزال غير واضحة تتعلق بامكانية التنفيذ الفعلي لبرنامج الاصلاحات الطموح الذي قدمته الحكومة اليونانية ويتضمن شقا مهما جدا حول مكافحة الاختلاس والفساد واصلاح المؤسسات الحكومية، وهي مجالات تجنبت الحكومات السابقة الخوض فيها.واعتبر صندوق النقد الدولي الثلاثاء ان الوعود التي قدمتها الحكومة اليونانية "تفتقر الى الضمانات الواضحة" التي تؤكد المضي قدما في الاصلاحات.وخلال اجتماع لكتلة حزبه البرلمانية، قال تسيبراس الاربعاء ان "الحكومة ستتحرك بسرعة جدا"، مؤكدا انه مستعد لاي "قطيعة ضرورية" مع الاجراءات المتخذة في السابق.
&
ووصف المتحدث باسم الحكومة غابرييل ساكيلاريديس اتفاق الثلاثاء بالانتصار، مشيرا الى ان وعود الاصلاحات "لا زالت عامة في الكثير من المجالات... وتترك هامشا للمناورة".وان كانت التصريحات الاخيرة موجهة الى ناخبي حزب سيريزا الا انها لا تطمئن الاوروبيين.وكان تسيبراس دخل الانتخابات حاملا شعار وقف برنامج التقشف القاسي والتحرر من سيطرة الدائنين الدوليين الذين يطالبون باصلاحات مؤلمة مقابل المساعدات بقيمة 240 مليار التي قدموها منذ العام 2010. ومع انه لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة فسيتوجب عليه بذل الكثير من الجهود للحفاظ على مصداقيته.
&
والسؤال الكبير ايضا الذي لا يزال مطروحا هو حول "العقد الجديد" الذي تريد اليونان التوصل اليه مع شركائها بحلول نهاية حزيران/يونيو.وسربت صحيفة راينيشي بوست الاربعاء معلومات حول برنامج ثالث للمساعدات لاثينا بقيمة 20 مليار يورو بحسب مصادر مقربة من الائتلاف الحاكم في برلين.ورد المتحدث باسم شويبله على هذه التسريبات بالقول انه "من المبكر جدا" الحديث عن برنامج مساعدة ثالث.
&
وستكون صفعة كبيرة لاثينا في حال كان عليها ان تخضع من جديد لبرنامج مساعدات يترافق مع شروط قاسية، في حين ان البرنامجين السابقين عامي 2010 و2012 حولا البلاد الى "مستوطنة ديون، وانتزعت من اليونانيين "كراماتهم" بحسب قول وزير المالية يانيس فاروفاكيس.وقال مسؤول اوروبي كبير الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان الحكومة اليونانية تفضل الحصول على قرض "الا انه من المرجح ان ما سيعرض عليها هو برنامج تمويل جديد وليس تقديم قروض".ومن جهته اشار وزير العمل اليوناني بانوس سكورليتيس الى ان الاشهر الاربعة المقبلة ستكون عبارة عن "مفاوضات يومية".وفي مقابلة مع صحيفة "هومانيتيه" الشيوعية الفرنسية قال السينمائي الفرنسي - اليوناني الشهير كوستا غافراس ان "ليس لدى اوروبا المحافظة اي سبب للسماح لتسيبراس بالفوز".