&فيينا: قدرت منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» أن 1.6 مليار شخص على الأقل في العالم يعتمدون مباشرة على الغابات في الغذاء والوقود والمأوى والدخل.وقالت المنظمة الدولية في بيان تم الإطلاع عليه أمس الأول ان سكان العالم جميعا يستفيدون من الهواء النظيف والمياه وتنظيم المناخ، وهي الأمور التي توفرها الغابات، موضحة أن ثلاثة أرباع المياه العذبة المهمة لبقاء الإنسان تأتي من مستجمعات الغابات.وشدد المسؤولون في «فاو» على ضرورة تضمين الإدارة المستدامة والمحافظة على الغابات في أهداف التنمية المستدامة، والاتفاق بشأن تغير المناخ الذي يمكن إقراره في وقت لاحق من هذا العام، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغابات الذي صادف 21 مارس/آذار سنويا - بحسب وكالة الأنباء الألمانية-.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للغابات الذي صادف أمس الأول «الغابات جزءا لا يتجزأ من جدول أعمال التنمية بعد عام 2015 .. لبناء مستقبل مستدام ويتسم بالمرونة في مواجهة التغير المناخي، يجب علينا أن نستثمر في غاباتنا».وأضاف بان أن الغابات الصحية بالغة الأهمية لبناء القدرة على التكيف والقدرة على استعادة العافية من العواصف والكوارث الطبيعية الأخرى.ومضى قائلا «الحفاظ على الغابات السليمة والتخفيف والتكيف مع تغير المناخ وجهان لعملة واحدة. الغابات هي أكبر مخازن للكربون بعد المحيطات.. الغابات تقف على &الخطوط الأمامية في مواجهة تغير المناخ». وقالت كريستيانا فيغيريس، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «تلعب الغابات دورا مركزيا في الجهود العالمية لمواجهة تحدي تغير المناخ، والقضاء على الفقر وتحقيق قرن مستدام».
&
ويكرس اليوم العالمي للغابات لرفع مستوى الوعي بأهمية جميع أنواع الغابات والأشجار خارج الغابات، وتشمل الاحتفالات العالمية تنظيم فعاليات على مستوى المجتمع لغرس الأشجار، ونشر البيانات والتحليلات الجديدة عن الغابات، فضلا عن الأنشطة الثقافية بما في ذلك الفن، والصور، والمهرجانات السينمائية.من جهة ثانية قالت منظمة «فاو» أن مجموع انبعاثات الكربون من الغابات تراجع بنسبة 25 في المئةخلال 14 عاما بين 2001 و2015، بفضل تباطؤ معدلات إزالة الغابات على سطح الكوكب.&ويساعد امتصاص الغابات للكربون على الموازنة جزئياً للانبعاثات الكلية الناجمة عن تحويل الغابات إلى نماذج أخرى من استخدام الأراضي.
&
وبوسع الغابات أن تمتص وتخزن ملياري طن إضافية من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، باستثناء الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات ذاتها.&وصرح جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة «فاو» انه «من المشجع مشاهدة اتجاه إزالة الغابات يتراجع ككل، وأن بعض البلدان في مختلف المناطق أحرزت تقدماً ملحوظاً مثل كوستاريكا، وتشيلي، وأوروغواي، والبرازيل، وكاب فيردي، وفيتنام، والصين، والفلبين، وجمهورية كوريا الجنوبية، وتركيا وغيرها».وأضاف «بودي أن أحث جميع تلك البلدان على تبادل الخبرات الناجحة مع غيرها… ومن خلال برنامج التعاون فيما بين بلدان الجنوب، تقف منظمتنا على أهبة الاستعداد لتسهيل هذا التعاون وتبادل المعارف المتاحة».
&
وشدد المدير العام للمنظمة على أن الإدارة الأكثر استدامة للغابات ستقود إلى خفض انبعاثات الكربون منها، بما لذلك من دور حاسم في التصدي لآثار تغيّر المناخ. وقال «الغابات لها دور حاسم في توازن الكربون الأرضي حيث تختزن ما يقرب من ثلاثة أرباع &كميات الكربون المتواجدة في الأجواء»، مضيفاً أن «إزالة الغابات وتدهورها تزيد من تركز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، في حين أن المناطق الحرجية ونمو الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون باعتباره أكثر الغازات المسببة للاحتباس الحراري».
وقالت «فاو» ان البلدان المتقدمة تواصل كونها الجزء الأكبر من بالوعة الكربون العالمية، بحصة تقدر بما يبلغ 60 في المئة(في الفترة 2011-2015) من المجموع العالمي إلا أن هذه الحصة تراجعت مع ذلك من 65 في المئة(في الفترة 2001-2010)، ويعزى ذلك أساساً إلى تباطؤ إنشاء غابات جديدة مغروسة.وبالمقارنة تمتص غابات البلدان النامية نحو 40 في المئةمن مجموع عوادم الكربون في أجواء الكرة الأرضية. وعلى المستوى الإقليمي واصلت إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وإقليم البحر الكاريبي إطلاق كميات من الكربون تتجاوز ما تمتصه، وإن تراجعت الانبعاثات من إفريقيا وأمريكا اللاتينية كمياً بين عامي 1990 و2015.&
&
وتمثل البرازيل وحدها أكثر من 50 في المئةمن عوامل التقليص الكلي المقدَّر لانبعاثات الكربون بين 2001 و2015.ومثلّت غابات أوروبا وأمريكا الشمالية بالوعات صافية لامتصاص الكربون خلال الفترة 1990-2015، إذ امتصت من الكربون أكثر مما أطلقته في الأجواء في حين لم يظهر إقليم أوقيانوسيا (بلدان وجزر المحيط الهادي) اتجاهاً واضحاً بالنسبة لانبعاثات الغابات خلال نفس الفترة.